لماذا.. إيدج الإماراتية تستحوذ على OryxLabs المتخصصة في الأمن السيبراني
أعلنت شركة "ايدج" الإماراتية، استحواذها على شركة (OryxLabs)، وهي شركة بارزة في مجال الأمن السيبراني مقرها أبوظبي وينصب تركيزها على توفير حلول الأمن السيبراني المصممة لحماية عملائها من التهديدات السيبرانية الناشئة.
Table of Contents (Show / Hide)
هذه الخطوة، التي تعد الأولى لاستحواذ "إيدج" على شركة متعلقة بالامن السيبرالي، هي جزء من جهد أوسع من قبل الشركة الإماراتية للتركيز على التقنيات غير التقليدية، وتعزيز قدرات الدولة الخليجية على الصادرات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" (رسمية)، تتمثل مهمة الشركة في التصدي لتحديات الأمن السيبراني على نطاق واسع، إلى جانب تقديم خدمات استثنائية لعملائها.
ويمنح الاستحواذ "إيدج" الفرصة المواتية لتوسيع محفظتها، كما يُوفر لها حلولاً متقدمة لمعالجة المشكلات المركبّة في الأمن السيبراني محلياً ودولياً.
و"ايدج" تعد إحدى أبرز الشركات الدفاعية في الدولة، حيث تنتج الشركة المركبات المدرعة والصواريخ والطائرات بدون طيار والأسلحة.
يقول العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "إيدج" منصور الملا، إن من شأن موثوقية (OryxLabs) وقدراتها على تقديم حلول متقدمة، أن تُوفر فوائد جمّة وملموسة لمجموعة "إيدج" وعملائنا وشركائنا الاستراتيجيين على حد سواء.
ويضيف: "كما سنتمكن معًا من مواكبة المشهد المتطور للأمن السيبراني ومواصلة تقديم حلول أمن سيبراني ناجعة ومتميزة".
وتقدّم (OryxLabs) حاليًا ثلاثة منتجات خاصة بها، هي (Vulncano) الذي يُستخدم لرصد الجهات الخبيثة أو اكتشاف نقاط الضعف داخل بيئة الكيان الخاصة، و(Discovery) منصة مراقبة سطح الهجوم الخارجي، و(Firewall DNS) الذي يراقب حركة مرور (DNS) الصادرة من حواسيب المؤسسة المتصلة بالشبكة، والتي يتم تشغيلها عن بُعد لضمان عدم دخول أجهزة نقطة النهاية الحالية إلى أي موقع إلكتروني ضارّ.
وتركز استراتيجية (OryxLabs)، التي تأسست في عام 2020، على إمكانية التوسع العالية والابتكار السريع والبراعة الهندسية لمواجهة تحديات الأمن السيبراني المعقدة.
وتركز الشركة على صياغة حلول معيارية تلبي احتياجات عملائها.
وتشهد الإمارات ارتفاعاً في نشاط الجرائم السيبرانية على مدى الأعوام القليلة الماضية، لا سيما مع تسريع عملية الانتقال نحو منهجية الدراسة والعمل عن بُعد، ما دفعها لزيادة الإنفاق على برمجيات أمن المعلومات.
ووفق تقرير لموقع "بريكنج ديفينس"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإن هذه الخطوة "فرصة لتوسيع الإمارات محفظتها وتزويدها بحلول متقدمة لحل نقاط الضعف الحرجة في مجال الأمن السيبراني، على المستوى المحلي، وعلى الصعيد الدولي. "
وتمتلك "إيدج" ثلاثة كيانات (Beacon Red)، المتخصصة في التدريب الأمني، و(Katim) للاتصالات الآمنة والمنصات المتحركة القوية للقوات المسلحة، و(Sig4l) للحرب الإلكترونية.
ولكن حتى الآن ، افتقرت "إيدج" إلى القدرة البحتة على الأمن السيبراني، وقد يبدو أن (OryxLabs) التي تشمل خبرتها علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وأبحاث الأمان والبيانات الضخمة، ستسد هذه الفجوة.
ووفق التقرير، فإن "النمو السريع لمجموعة إيدج والتركيز المتزايد على خلق القدرات السيادية يستلزم متابعة الفرص التي تعزز قدراتنا وتوسع عروضنا".
نمت مجموعة "إيدج" بشكل سريع، إلى حد كبير من خلال نشاط الاندماج والاستحواذ القوي.
والعام الماضي، اشترت حصة أغلبية في شركة (Milrem Robotics) الإستونية، بعدما استحوذت على (Katim)، وهي شركة اتصالات محلية آمنة تم تغيير علامتها التجارية من اسمها السابق (Dark Matter).
وكان من المفترض أن يتم تطوير "إيدج" كمركز رئيسي للابتكار في قطاع الدفاع والأمن في أبوظبي.
يقول المحاضر كينجز كوليدج لندن الرئيس التنفيذي لشركة "مينا أناليتيكا": "أبوظبي تركز على في منطقة الشرق الأوسط الأوسع".
ويضيف: "ليس من المستغرب أن تدخل الإمارات في قطاع الأمن السيبراني"، مشيرًا إلى أن الاستحواذ على شركة محلية يندرج أيضًا في النمط العام لمركزية السيطرة على صناعة الأمن والدفاع في الدولة.
وينطبق هذا بشكل خاص على حكومة أبوظبي ، والتي تعد "إيدج" كيانًا مملوكًا بالكامل لها.
ويتابع كريج: "تعتبر الشركة أداة استراتيجية للحكومة لإضفاء الطابع المركزي على الابتكار والتمويل، وبناء مركز مركزي للمشتريات، فضلاً عن جذب المواهب وجذب التكنولوجيا الجديدة".
أما رايان بول كبير محللي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شبكة "رين"، فيقول إن الإمارات بحاجة إلى قدرات أقوى في مجال الأمن السيبراني.
ويضيف أن استحواذ "إيدج" على الأمن السيبراني يهدف إلى بناء المرونة الإلكترونية للإمارات، في عصر تزايد عمليات القرصنة الإجرامية والتي ترعاها الدولة.
ولطالما كانت الإمارات على وجه الخصوص هدفًا لكليهما، نظرًا لمحدودية الوصول القانوني للبلاد، لاستهداف الجماعات الإجرامية في الخارج، وقدرتها المحدودة على الانتقام وردع القرصنة والتجسس المدعومة من الدولة.
ويتابع بول، أن أفضل تفسير ممكن لسبب تعاون "إيدج" مع شركة محلية هو أن (OryxLabs) ستساعد في تحقيق هدفها العام المتمثل في تأميم قطاع الدفاع في الدولة، مع توفير التكنولوجيا التي تعتقد "إيدج" أنها ستؤمن الإمارات بشكل أفضل.
ويزيد: "ليس من الواضح ما هو سجل تتبع (OryxLabs) في الوقت الحالي، ولكن من المؤكد أن (إيدج) تعتقد أنها تستطيع تحقيق أهدافها".
بشكل عام، حسب "بريكنج ديفينس"، هناك توقع بأن "إيدج" ستواصل البحث عن عمليات الاستحواذ المستقبلية، من أجل تحقيق أهدافها الإجمالية.
ويضيف: "تريد الإمارات أن تضع نفسها كشركة رائدة في هذا المجال، على المستوى الإقليمي، ولكن من المحتمل حتى على المستوى العالمي".
ويتابع: "هناك طموح كبير لبناء شيء يحتمل أن يقود إلى ما وراء شواطئ الخليج وخارج الشرق الأوسط ليكون رائدًا حاضنة للابتكار في هذا المجال يمكنها التنافس مع التكتلات الأخرى.
ويزيد: "من الواضح أن شركة (إيدج) تقدمت على مدار العامين الماضيين بشكل كبير في استثمارات صناعة الدفاع".
ويختتم التقرير: "يسمح للحكومة بذلك الاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على قطاع الأمن والدفاع، ولكن من المحتمل أيضًا استخدام هذا كأداة للتأثير على مستوى العالم".