وذكر تقرير للصحيفة البريطانية، ترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية تستخدم الرياضة كأداة تسويقية لتحسين سمعتها على الساحة الدولية مع صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان والأزمة البيئية التي تتسبب بها شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو"، واصفا إياها بأنها "المحرك الأكبر للبصمة الكربونية"، التي زادت بنسبة 4% على مستوى العالم منذ عام 1965.
وأشار إلى أن الدوري الهندي الممتاز للكريكت يمثل استثمارا مربحا للمملكة، ولذا قدمت عرضا لشراء امتيازه، ما يمكنها من امتلاك أندية في أحد أغنى أسواق الكريكيت في العالم.
وتلفت الصحيفة إلى الآثار الأخلاقية لهكذا استثمار، واصفة السعودية بأنها "ملكية استبدادية".
كما نوهت "الجارديان" إلى استخدام النظام القانوني في المملكة لسجن المعارضين السياسيين وتعذيبهم وإعدامهم.
وأشارت إلى أن التدخل السعودي في الصراع اليمني أدى إلى مئات الآلاف من القتلى، إضافة إلى مقاومة المملكة المستمرة لأي مبادرات من شأنها مكافحة تغير المناخ.
ولذا يصف التقرير صفقة الكريكت بأنها "غسيل رياضي"، مشيرا إلى أن أرامكو هي الآن الممول الرئيسي لكل حدث عالمي لرياضة الكريكيت، في حين أن هيئة السياحة السعودية تفعل الشيء نفسه مع الدوري الهندي الممتاز.
وتعتبر لعبة الكريكيت هدفا سهلا للسعودية، حيث تمارسها 12 دولة فقط في المستوى العالي، بينها 3 فقط منها في وضع مالي جيد.
والهند على رأس هذه الدول الثلاث، إذ يشجع لعبة الكريكيت فيها جمهور يصل تعداده إلى 1.4 مليار نسمة.
وأوضحت الصحيفة أن السعوديين يريدون الاستحواذ على الدوري الهندي الممتاز للكريكيت، ربما عن طريق بدء مسابقة تكميلية جديدة تحت إشراف مجلس الإدارة الهندي، ولكن مع وجود فرق مملوكة بثروة خاصة.
ولفت التقرير إلى أن المسؤولين السعوديين يبررون صفقتهم بأن البلدان المتفوقة بلعبة الكريكت تواجه مشاكل مالية، وأن مساعدتها ليس مخالفا للقانون الدولي، ويزعمون أن الانتقاد لاستثماراتهم نابع من "العنصرية"، بينما يدافعون عن مشروع أساسه التمييز، ويقومون باضطهاد المعارضة.
وبحسب الصحيفة، فإن أرامكو هي أداة القوة المالية في هيمنة السعودية على رياضة الكريكيت في الهند، فالثروة تخلق النفوذ، والنفوذ يدعم الثروة.
ويشجع حجم الاقتصاد الهندي، الذي تقدر قيمته بتريليونات الدولارات، غسيل الرياضة السعودي المتواصل، بحسب الجارديان، مشيرة إلى أن المملكة فشلت في رعاية كأس العالم للسيدات هذا العام، بعدما تخلت عن محاولتها بعد معارضة العديد من اللاعبات والاتحادات المحلية والقارية.
ومع ذلك، فالمسوقون السعوديون غير آبهين، ويسعون الآن لاستضافة كأس آسيا للسيدات في 2026، بحسب الصحيفة البريطانية، مضيفة أن الأمر في صفقة الكريكيت مشابه لكرة القدم، حيث سيتم جذب أبرز اللاعبين الدوليين من خلال منحهم امتيازات، وضمهم إلى بطولة نهائيات كأس العالم "تي 20" القصيرة والمتكررة.
وبغض النظر عن مستوى الاستجابة، تتوقع الصحيفة البريطانية أن تجتذب السعودية أفضل اللاعبين لهذه البطولة؛ "لأن الإنفاق سيتجاوز أي تصور سابق للأجور".
فعلى سبيل المثال، لاعب الجولف الأسترالي، كاميرون سميث، الفائز ببطولة رئيسية واحدة فقط، حصل على 100 مليون دولار أمريكي للانضمام إلى بطولة "جولف ليف" المدعومة سعوديا. ونظرا لأن موارد الدوري الهندي الممتاز للكريكيت محدودة، فإن إعادة تشكيل السعودية للعبة الكريكيت في العالم ليست سوى مسألة وقت، بحسب التقرير.
واختمت الصحيفة تقريرها بخلاصة مفادها أن "السعوديين مستمرون في حملة الغسيل الرياضي، وأيا كان ما يريدون الوصول إليه، فإن جرائم نظامهم من المفروض أن تمنعهم من الحصول عليه، لكنْ للمال رأي آخر.. ويقول إنهم سيفعلون ذلك".