فشل جديد لأوهام رؤية 2030.. انهيار شركة هايبرلوب
جاء الإعلان عن انهيار شركة هايبرلوب لضيف فشلا جديدا لأوهام رؤية 2030 وفضيحة جديدة لفشل متكرر صنعه ولي العهد محمد بن سلمان وروج له طويلا في الإعلام.
Table of Contents (Show / Hide)
وبحسب مراقبين كثيرة هي المشاريع التي أطلقتها الحكومة ووُئدت في مهدها قبل أن تُبصر النور، كما كثيرة هي الصفقات التي أُبرمت دون راسة جدوى أو معرفة بمآلاتها بل لمجرّد قرار اتخذه ولي العهد بلحظة نشوة وغباء لإرضاء غروره.
وكثيرة هي المليارات التي بُعثرت من أموال الشعب دون حساب أو مسائلة ومنها الإعلان عن انهيار شركة هايبرلوب مؤخرا.
إذ أعلنت وكالة Bloomberg أن شركة هايبرلوب الأمريكية ستغلق أبوابها نهائيًا نهاية العام الجاري بعد فشلها في تحقيق أهدافها بالوصول لخطوط نقل فائقة السرعة مغطاة بالأنابيب بسرعة تشبه سرعة الطائرات، رغم أنها جمعت مبلغ 450 مليون دولار من رأس مال المستثمرين فيها منذ 2014.
والشركة القائمة على استخدام تقنيات جديدة في النقل، تعاقدت مع المملكة في 2018، بعد زيارة محمد بن سلمان لمقر الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ودخلت الشركة منذ ذلك الحين في شراكة استراتيجية مع المملكة ووضعت شعار رؤية 2030 على تصاميمها تجسيدًا للارتباط بينها وبين مشاريع الرؤية.
لم تعلن المملكة قيمة الدعم الحقيقي الذي قدّمته للشركة، ولكن اجتماع ولي العهد مع مسؤولي شركة هايبرلوب في أبريل 2018، أكدّ مضي المملكة في شراكتها مع المجموعة، والعزم على الاستثمار بمليار دولار رصدتها المملكة منذ 2017 للتطوير في تقنيات النقل والفضاء مع عدة شركات أهمها هايبرلوب.
ولكن الأرقام الحقيقية تتجاوز ذلك بكثير، فقد توقّع جاي وايلدر الرئيس التنفيذي لـ “فيرجن هايبرلوب”، أن تبدأ الشركة في أعمال الإنشاء لبناء أول خط لها في المملكة قبل نوفمبر من عام 2020، وقدّر قيمة تكلفته الاستثمارية نحو 3.7 مليار دولار، فيما لم تعلّق حكومة المملكة على هذه الأرقام.
ولأن المشروع الأكبر لرؤية 2030 هو مدينة نيوم، فإن إغلاق شركة هايبرلوب يعني انهيار كبرى مشاريع نيوم ومدينة ذا لاين التي اكتسبت تميّزها المزعوم من وسائل نقلها غير التقليدية والتي تعتمد بالأساس على شركة هايبرلوب، وهذا ما أكّده الموقع الرسمي لنيوم.
ومع أن تقنية هايبرلوب لا تزال قيد الدراسة وغير متبنّاة عمليًا في الغرب بل رفضت تمويلها عدة دول كفرنسا مثلًا، إلا أن نظام ولي العهد راهن عليها بشكل كبير وسارع لتمويلها بدون رويّة، وهذا يُعد سذاجة ويعكس الاندفاع غير المنضبط لتحقيق سبق عالمي في أي مجال ولو كان غير مدروس أو مُجد.
وكعادته مارس نظام ولي العهد وأدواته الإعلامية دعاية مبتَذَلة للمشروع لتضليل المواطن وخداعه، فصوّروا المشروع وكأنه قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ، وتفاخروا بأنه سيكون السبق الأول للمملكة، حتى ليظنّ المواطن أن عليه تجهيز حقائبه للسفر بين المدن بـهايبرلوب من كثر الترويج له.
والغريب جدًا أن الحكومة مارست الترويج غير المنضبط للمشروع وسخّرت لذلك كل مؤسساتها الكبرى بما في ذلك وزارة الخارجية التي لا يربطها بمشروع النقل أو فكرته أي علاقة أو تخصّص.
ولكنّه التطبيل المفروض لمنجزات الرؤية والذي بات جزءً من عمل مؤسسات الدولة.
واستمرت الحكومة بالكذب وبيع الوعود الوهمية للمواطنين وخصوصًا فئة الشباب، فأظهرت مدير مكتب ولي العهد، بدر العسكر ليفتح آفاقًا وهمية للشباب بالتدريب والعمل والتوظيف في مجال تقنيات هايبرلوب التي لم تبصر النور، ولن تبصره أبدًا.
ومع إعلان إفلاس الشركة وإغلاقها، مارس الإعلام الرسمي التضليل مجددًا ونقل الخبر بدون أي مهنية، فالعربية وصحيفة مال مثلًا نقلتا خبر انهيار الشركة وفشل تقنياتها دون الإشارة لعلاقة ذلك بالسعودية أو بالمشاريع التي روّج لها في مدينة نيوم ورؤية 2030.
فهل أدرك محمد بن سلمان بفطنته وذكائه المعهودين فشل مشروع هايبرلوب واستبق الأحداث وأوجد البديل قبل الجميع عبر إطلاق تسمية عام 2024 بعام الإبل، لتكون الإبل وسيلة النقل الجديدة في مدينة الأحلام والاوهام نيوم. ربما، فولي العهد عوّدنا على المفاجئات التي لا تخطر على بال أحد.