لكنها تستند إلى تجارب حقيقية عانى منها العمال الوافدون في السعودية، وتستمر حتى اليوم، فيما أثار فيلم “حياة الماعز” جدلاً كبيراً في السعودية، حيث دعى بعض المواطنين إلى مقاطعة منصة “نتفليكس” متهمين الفيلم بالمبالغة وتقديم صورة مشوهة عن السعودية وثقافتها.
يتمحور الفيلم حول الانتهاكات التي يواجهها العمال الوافدون تحت نظام الكفالة، بما في ذلك عزلة العمال، واستغلالهم من خلال الأجور المتدنية، وغياب الرقابة الحكومية، وتحمل ظروف معيشية صعبة مثل الحرارة الشديدة.
الدراما حقيقية
ورغم الانتقادات الموجهة للفيلم، أشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن جميع الانتهاكات التي يعرضها الفيلم، بما في ذلك التمييز ضد العمال الوافدين وعزلة رعاة الماشية، قد تم توثيقها على مدى عقود في السعودية ودول خليجية أخرى.
أوضحت المنظمة أن العمال الوافدين، بما فيهم رعاة الماشية وعاملات المنازل، يواجهون انتهاكات خطيرة بسبب استثنائهم من قوانين العمل. وغالباً ما يجد هؤلاء العمال أنفسهم في وضع ضعيف يتعرضون فيه للاتجار بالبشر والعزلة، وفي بعض الأحيان الاعتداء الجسدي.
أشارت المنظمة أيضاً إلى أن نظام الكفالة يعزز هذه الانتهاكات، واصفة إياه بأنه نظام عنصري يعزز السيطرة غير المتناسبة على حياة العمال الوافدين.
محاولات فاشلة للتشكيك
وأكدت المنظمة أن محاولات تقليل شأن هذه الانتهاكات عبر التشكيك في صحة ما يعرضه الفيلم، أو اتهام منتقديه بالعنصرية، ليست سوى محاولات لتجنب مواجهة الحقيقة الصعبة حول الظروف التي يواجهها العمال الوافدون.
في سياق تحقيق أهداف رؤية 2030 في السعودية، بما في ذلك تقديم عرض لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2034، شددت “هيومن رايتس ووتش” على ضرورة إعطاء الأولوية لتحسين أوضاع العمال الوافدين.
وأشارت إلى أنه إذا لم تُتخذ تدابير جادة لحماية العمال، فإن قصصاً مماثلة لتجربة نجيب، بطل فيلم “حياة الماعز”، ستستمر في الظهور.
الفيلم المثير للجدل يعكس تجربة حقيقية للعامل الهندي نجيب محمد الذي عمل في السعودية خلال تسعينيات القرن الماضي وأُجبر على رعي الماعز بعد أن تعرض للاحتيال من كفيل. هذه القصة ألهمت رواية “أيام الماعز” التي نُشرت عام 2008 وكانت من أكثر الكتب مبيعاً.
المصدر: العدسة