أغرب رؤساء أندية الكرة الأوروبية.. أعضاء مافيا وفضائح مالية وجنسية
إن كنت تعتقد أن مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، هو ظاهرة كونية لا مثيل لها في العالم، فدعني أخبرك بأنك مخطئ. مرتضى منصور ما هو إلا امتداد لسلسلة من رؤساء أندية كرة القدم المثيرين للجدل. سلالة لم تألف العيش في هدوء، بعيداً عن صخب الجدل وفتح النيران على الخصوم.
Table of Contents (Show / Hide)
في هذا التقرير، نتناول سيرة أغرب رؤساء الأندية في الكرة الأوروبية الذين أثاروا الجدل بأفعالهم.
فلافيو برياتور – نادي كوينز بارك رينجرز (2007-2011)
فلافيو برياتور، رجل أعمال إيطالي متزوج من عارضة أزياء أصغر منه بـ 30 عاماً. كانت لديه حصة ملكية في نادي كوينز بارك رينجرز بين عامي 2007 و 2011.
في مباريات الفريق، كان يجلس برياتور على دكة البدلاء ويفرض رأيه في التشكيل والتكتيك، كما كان يشرف بنفسه على تدريبات الفريق ويتدخل فيها. قام برياتور بإقالة العديد من المديرين الفنيين.
وتمادى حتى أنه هدد ذات مرة أنه سيبيع النادي إذا لم يتم إعطاؤه أسماء المشجعين الذين كانوا يوجهون صيحات الاستهجان ضده. كان برياتور يرى نفسه ملكاً من القرون الوسطى، ويفرض على الجميع معاملته كذلك.
(2006 – 2013) راتكو بوتوروفيتش – نادي فويفودينا
الصربي المونتنغري راتكو بوتوروفيتش ولد في 17 يوليو/تموز 1956 وتوفي في 8 يونيو/حزيران 2013، المعروف أيضاً باسم "باتا" كان رجل أعمال/رجل مافيا مثيراً للجدل من الجبل الأسود.
ولد بوتوروفيتش في مقاطعة نوفي ساد الصربية حيث امتلك العديد من الفنادق والمطاعم وكان أيضاً يمتلك نادي كرة القدم الأكثر شهرة في المدينة فويفودينا.
اشتهر بملابسه الملونة المثيرة للجدل، لكن الأهم كانت علاقاته مع رجال المافيا الصربية وفي الجبل الأسود.
في العشرينات من عمره، انتقل بوتوروفيتش إلى فيينا حيث كان يتمتع ببنية بدنية قوية، حيث عمل كـ"بودي جارد". يقال إنه خلال الفترة التي قضاها في فيينا، طور بوتوروفيتش صداقة وثيقة مع رجل العصابات.
بعد فيينا، أمضى بوتوروفيتش سنوات قليلة في باريس. بحلول منتصف الثمانينيات، عاد إلى صربيا لكن غير من Buturović إلى Butorović، في محاولة للهروب من السلطات القضائية الأوروبية التي تحقق في جرائم متهم بها.
في عام 2006، أصبح بوتوروفيتش مالكاً لنادي فويفودينا لكرة القدم المتعثر مالياً في صربيا. أدى استثماره إلى انتعاش ثروات النادي، حيث اقتحم على الفور المراكز الثلاثة الأولى في الدوري الصربي. احتل فويفودينا المركز الثالث في الدوري (أفضل مركز في تاريخ النادي منذ 10 سنوات) ووصل إلى نهائي كأس صربيا حيث خسر أمام ريد ستار بلغراد.
لكن في يوم الثلاثاء، 29 يناير 2008، تم القبض على بوتوروفيتش للاشتباه في التلاعب بنتائج المباريات. جاء توقيفه في إطار حملة كاسحة من قبل الشرطة الصربية بهدف محاربة الفساد المنتشر في كرة القدم في البلاد.
اشتبهت الشرطة في أن بوتوروفيتش تلاعب بنتائج المباريات كرة القدم عن طريق رشوة الحكام، لكن أُطلق سراح بوتوروفيتش فيما بعد دون توجيه تهم إليه بسبب نقص الأدلة. على الرغم من أن بوتوروفيتش كان معروفاً كعضو رفيع المستوى في مافيا الجبل الأسود في نوفي ساد، كانت هذه هي المرة الوحيدة التي يتم فيها التحقيق معه في أي من جرائمه. لذا يقال إنه كان محمياً من قبل رئيس الجبل الأسود ميلو دوكانوفيتش.
(1986- 2017) برلسكوني – آي سي ميلان
يعتبر برلسكوني، واحداً من أشهر رؤساء الأندية في الدوري الإيطالي على مرّ التاريخ، بعد أن قاد فريق ميلان إلى المجد في الكالتشيو، خاصة في دوري أبطال أوروبا، ولعب دوراً كبيراً في إشعاع كرة القدم الإيطالية بما أن ميلان سيطر على دوري أبطال أوروبا سنوات عديدة.
لعب برلسكوني دوراً كبيراً في إنقاذ ميلان من الإفلاس في عام 1986 عندما أصبح مالك النادي إلى حدود عام 2017؛ حيث تخلّى عن ملكية "الروسونيري"، غير أنه تخلّى عن قيادة الفريق في عام 2004 بسبب انشغاله بعالم السياسة وهو ما فرض عليه التنحّي من رئاسة النادي لصالح، أندريا غالياني، لتفادي تهمة تضارب المصالح بعد أن تولى رئاسة الحكومة الإيطالية، ذلك أن الانشغال بكل ما هو سياسي جعله يخسر وقتاً ثميناً، ولكن علاقته بالفريق كانت قوية حتى بعد انتهاء دوره الحكومي.
خلال 31 سنة من ملكية ميلان، منها 20 عاماً شغل خلالها منصب الرئيس، حصد برلسكوني 29 لقباً في مختلف المسابقات، منها 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و8 في الدوري الإيطالي، إضافة إلى ألقاب أخرى؛ مثل كأس السوبر وكأس إيطاليا.
لكن، للسياسي الإيطالي، الراقد حالياً في المستشفى بسبب أزمة صحية، عدة أقنعة، إحداها "رجل الفضائح". علاقة برلسكوني بالفضائح بدأت بعد شرائه لنادي ميلان بسنوات قليلة.
ففي عام 1998 حُكم على برلسكوني بالسجن لمدة عامين وتسعة أشهر لقيامه برشوة مفتشي الضرائب المسؤولين عن متابعة إحدى شركاته. تم إلغاء الحكم في وقت لاحق وتم حفظ القضية بموجب قانون التقادم.
في عام 2002، كان برلسكوني على وشك دخول السجن بسبب تقديمه تقارير مالية زائفة، لكن حكومة رئيس الوزراء المثير للجدل قامت بتعديل سريع في القانون وتمت تبرئته.
في عام 2009، أعلنت زوجة برلسكوني، فيرونيكا لاريو، نيتها الانفصال عن زوجها لتورطه في علاقات جنسية مع قصّر. تلك الفضيحة تطورت وأصبحت قضية رأي عام إيطالية، "بونغا بونغا"، وحكم على برلسكوني فيها بالسجن قبل أن تبرأ ساحته.
وفي عام 2013، طرد مجلس الشيوخ الإيطالي ، سيلفيو برلسكوني زعيم يمين الوسط من البرلمان، عقب إدانته بتهمة التهرب الضريبي.
وانتهت علاقة نادي ميلان بسيلفيو برلسكوني في عام 2017 عندما قام ببيعه مقابل 740 مليون يورو إلى مجموعة من المستثمرين الصينيين.
سليمان كريموف – أنجي الروسي (2011 – 2016)
غالبية العالم – حتى الروس – لم يسمعوا عن نادي أنجي ماهاشكالا الروسي قبل أن يشتريه الملياردير الداغستاني، المقرب من بوتين، سليمان كريموف.
بعد توليه المسؤولية مباشرة، بدأ كريموف حملة من كبرى حملات العلاقات العامة وبناء "البراند" السريعة في تاريخ كرة القدم.
في الأسابيع القليلة الأولى له في النادي، وعد كريموف ببناء ملعب جديد وأعلن عن التعاقد مع الأسطورة البرازيلية روبرتو كارلوس. وفي الصيف التالي، تعاقد مع صامويل إيتو براتب قياسي عالمي!
بأمواله، أغرى المدرب القدير غوس هيدينك بالمشروع وانضم إلى النادي كمدير فني في فبراير/شباط 2012، وبعد اعتزال روبرتو كارلوس بشهر واحد فقط عينه مديراً إدارياً للنادي. ومع ذلك، في العامين الأولين من عهد كريموف، فشل أنجي بالفوز بأي بطولة، على الرغم من استثمار 300 مليون جنيه إسترليني في شراء اللاعبين فقط (وفقاً لصحيفة الغارديان).
ثم، على ما يبدو، انطفأ الرجل، فقد الشغف والاهتمام، ووجد نفسه في ضائقة مالية. لكي، في أغسطس/آب 2013، يعلن خفض ميزانية النادي بمقدار الثلثين وبدأ في التخلص من أصحاب الدخل المرتفع.
لكي ينهي الفريق موسم الدوري 2013/14 في المركز الأخير وهبط مرة أخرى إلى الدوري الوطني لكرة القدم.
كريموف، اختفى من الساحة العالمية 10 سنوات تقريباً، حتى لحظة الغزو الروسي لأوكرانيا، عندما أعلنت الولايات المتحدة تجميد حسابات له تقدر بمليار دولار، كما وضعت يدها على يخت قيمته أكثر من 340 مليون دولار مملوك لكريموف. وحسب تحقيقات مستقلة، كان لكريموف دور اقتصادي يقوم به بالنيابة عن الكريملين، ألا وهو شراء أراضٍ في فرنسا، واقتناء أفخم العقارات في لندن لتجميد السيولة فيها.
جيجي بيكالي – ستيوا بوخارست (2003 – حتى الآن)
في بهو منزله، علّق رجل الأعمال والسياسي الروماني جيجي بيكالي لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة بعدما أدخل عليها عدة تعديلات. في نسخته الخاصة من اللوحة، رسم جيجي على هيئة المسيح في بورتريه ضخم، ووضع الحواريين كلاعبين ومدربين.
أعتقد أن هذه الفعلة تعطينا فكرة واضحة عن نفسية رئيس أحد أكبر أندية رومانيا عبر تاريخها.
بيكالي السياسي كاره للأجانب، للمسلمين، للمهاجرين ومشهور بتصريحاته وعنفه. في نوفمبر/تشرين الثاني 2001، أهان بيكالي وحراسه الشخصيون مالونجا بارفيه، مذيعة برنامج كرة قدم ساخر، واعتدوا عليها جسدياً، بيكالي وصفها بالـ"قردة" بسبب أصولها الإفريقية.
الواقعة الأشهر في تاريخه الرياضي هي رفضه ذات مرة الجلوس مع رئيس نادي أياكس لأن حذاءه كان رخيصاً للغاية مقارنة بحذائه.
قصة صعود بيكالي بدأت من خلال تبادل أراضٍ مع الجيش الروماني، "الأرض مقابل المال".
صفقة تبادل وصفتها الصحافة الرومانية بأنها مشبوهة، حيث لم يكن الجيش بحاجة إلى الأرض أصلاً، وقيّمت قطعة الأرض بشكل مضخم جداً.
تم التحقيق في هذه القضية، واكتشفوا أن بيكالي دفع رشوة لابنة وزير الدفاع قدرها 300 دولار عن كل متر مربع والأرض كانت 215 ألف كيلو متر مربع. هل تجيد الحساب؟!
تعرض جيجي بيكالي لانتقادات بسبب تدخله في عمل المدربين، وتدخله لإجراء تغييرات بين شوطين المباريات أو اتخاذ قرار حاسم بشأن التشكيلة الأساسية.
يعترف بيكالي بهذا الأمر ويتفاخر به، فاللاعبون، حسب رأيه، يتم جلبهم بأمواله؛ لذلك من حقه أن يقرر من يلعب وكيف. وعندما يخسر الفريق وتسوء النتائج، يعين أحد أساطير النادي كمدرب ليكون هو كبش الفداء.
المصدر: عربي بوست