قالت صحيفة The Times البريطانية، إن مواطنين وثقوا لحظة قيام أربعة رجال يرتدون أغطية سوداء وأقنعة بيضاء، وهم يحطمون حقائب العرض والسطو على ساعات رولكس في وضح النهار بمنطقة جينزا الفاخرة بطوكيو، في مشهد بدا كما لو كان لقطة من فيلم أكشن.
Table of Contents (Show / Hide)
الأشخاص الأربعة هربوا في شاحنة بينما كان المتفرجون يصورون المشهد باستخدام هواتفهم. لكن لم تكن السرقة وحدها هي التي كانت غريبة في بلد تندر فيه الجرائم الخطيرة. إذ إنه وعندما أُلقِيَ القبض على الجناة، وهم أربعة صبية مراهقين، بعد بضع ساعات، أصبح من الواضح أنه لا يعرف بعضهم بعضاً على الإطلاق.
تزايد نشاط عصابات إجرامية في اليابان
الحقائق الكاملة، وضمن ذلك أسماء الجناة، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19، لم تظهر بعد. ولكن استناداً إلى التصريحات المبكرة للشرطة، يبدو أن السرقة التي جرت يوم الأحد 7 مايو/أيار، كانت جزءاً من اتجاه متزايد في اليابان: عصابات إجرامية من الغرباء يُجنَّدون عبر الإنترنت من أجل ما يُعلن عنه على أنه "يامي بيتو"، أو "حفلات مظلمة".
نُسبت العديد من عمليات السطو وجريمة قتل واحدة على الأقل إلى هذه الجماعات، التي نُسِّقَت ودُفِعَت من قبل عقول إجرامية قد لا تكون موجودة في البلاد. إنهم جزء من صعود الجماعات الغامضة المعروفة باسم "المنحرفين"، الذين يُنظَّمون عبر الإنترنت ويحلون محل عصابات الياكوزا التقليدية في اليابان بعد حملة الشرطة عليهم.
في حين كتبت صحيفة Yomiuri اليابانية في مايو/أيار 2023، في افتتاحية غاضبة: "حتى لو أُلقِيَ القبض على الجناة، لا يمكن وقف مثل هذه القضايا إذا كان الشخص الذي يسحب الخيوط يخطط لجرائم أخرى". وأضافت: "يجب أيضاً إيقاف الوضع الذي يتقدم فيه الشباب بشكل عرضي لمثل هذه الجرائم… يمكن لموقفٍ مثل هذا، حيث تحدث جريمة شنيعة على مرأى من الجمهور وتُبَث محلياً ودولياً، أن يهز سمعة اليابان باعتبارها بلداً آمناً".
تفاصيل عمليات النهب والسرقة
كانت سرقة جينزا خرقاء وجريئة على حد سواء. حدث ذلك في الساعة الـ6.15 مساءً على مرأى ومسمع من المتسوقين في عطلة نهاية الأسبوع، والذين نشر بعضهم مقاطع فيديو عبر الإنترنت. قام الشباب الأربعة بحشو حقائبهم السوداء بـ70 ساعة رولكس، بقيمة 250 مليون ين (1.5 مليون جنيه إسترليني أو 1.86 مليون دولار)، من المتجر المسمى "كوارك جينزا 888″، وهربوا في سيارة مستأجرة تحمل لوحات أرقام من سيارة مسروقة في اليوم السابق.
من جانبها عثرتالشرطةعلى الشاحنة في غضون بضع دقائق. كان اللصوص على بعد أمتار قليلة وأُلقِيَ القبض عليهم بسرعة. جميعهم يأتون من مدينة يوكوهاما المجاورة، لكنهم يصرون على أنهم لا يعرفون بعضهم البعض. من الواضح أنهم ليسوا مجرمين بارزين، ولكن ما إذا كانت الشرطة ستتمكن من التعرف على العقل المدبر لهم، فهذا أمر غير واضح.
غالباً ما تبدأ مثل هذه الجرائم بالرد على إعلان عبر الإنترنت يعرض "حفلات مظلمة" أو "حفلات سفلية"، ويعِد بـ"مكافأة عالية". يُطلب من الذين يردون ذكر أسمائهم وعناوينهم وعناوين آبائهم، إذا لزم الأمر، يمكن استخدامها للضغط على المجندين الذين يفقدون جرأتهم.
تجري الاتصالات عادةً عبر تطبيق تليغرام، مما يجعل من الصعب تتبع مصدر الرسالة. وفي يناير/كانون الثاني، قامت عصابة بالهجوم على منزل بإحدى ضواحي طوكيو، وقيّدت وقتلت امرأة تبلغ من العمر 90 عاماً من سكانها. قادت هواتف المشتبه بهم المعتقلين الشرطة إلى يوكي واتانابي (38 عاماً)، المعروف باسم "لوفي"، الذي كان في أحد مراكز الاحتجاز بالفلبين.