شبكة CNN الأمريكية، ذكرت الجمعة، 24 مارس/آذار 2023، أن الدراسة الحديثة فحصت الأنسجة المُتبرَّع بها من أدمغة وشبكيات عين لـ86 شخصاً بدرجات متفاوتة من التدهور العقلي.
كبير الباحثين مايا كورونيو، وهي أستاذة جراحة المخ والأعصاب والعلوم الطبية الحيوية في مركز "سيدراس سيناي" في لوس أنجلوس، قالت: "دراستنا هي الأولى التي تقدم تحليلات متعمقة لحالة البروتين، والتأثيرات الجزيئية والخلوية والهيكلية لمرض الزهايمر في شبكية العين، وكيفية توافقها مع التغيرات في الدماغ والوظيفة الإدراكية".
أضافت كورونيو أن "هذه التغيرات في شبكية العين مرتبطة بتغيرات في أجزاء من الدماغ، تُسمى القشرة الداخلية والصدغية، وهي محور الذاكرة والتنقُّل وإدراك الزمن".
جمع الباحثون في الدراسة عينات من أنسجة الشبكية والدماغ على مدى 14 عاماً، من 86 متبرعاً بشرياً يعانون من مرض الزهايمر والضعف الإدراكي بشكل طفيف، وكانت تلك أكبر مجموعة خضعت للدراسة على الإطلاق، وفقاً للقائمين على الدراسة.
ثم قارن الباحثون عينات من متبرعين لديهم وظائف معرفية طبيعية مع أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وأولئك الذين يعانون من مرض "الزهايمر" في مرحلة متأخرة.
الدراسة، التي نُشرت في فبراير/شباط 2023، في دورية Acta Neuropathologica، وجدت زيادات كبيرة في مادة "بيتا أميلويد"، وهي علامة رئيسية لمرض الزهايمر، لدى الأشخاص المصابين بالمرض والتدهور المعرفي المبكر.
أيضاً وجدت الدراسة أن "الخلايا الدبقية" الصغيرة، انخفضت بنسبة 80% في أولئك الذين يعانون من مشاكل في الإدراك، وهذه الخلايا مسؤولة عن إصلاح الخلايا الأخرى والحفاظ عليها، بما في ذلك إزالة "بيتا أميلويد" من الدماغ وشبكية العين.
وجد الباحثون في الدراسة كذلك، أعداداً أكبر من الخلايا المناعية التي تحيط بإحكام بلويحات "بيتا أميلويد"، بالإضافة إلى الخلايا الأخرى المسؤولة عن الالتهاب وموت الخلايا والأنسجة.
كذلك وجدت الدراسة أن ضمور الأنسجة والالتهاب في الخلايا في الأطراف البعيدة للشبكية كانا أكثر تنبؤاً بالحالة المعرفية.
من جهتها، قالت طبيبة العيون، كريستين غرير، مديرة التعليم الطبي بمعهد الأمراض العصبية التنكسية بولاية فلوريدا، إن "العين هي نافذة على الدماغ، يمكنك أن تطلع مباشرة على حالة الجهاز العصبي من خلال النظر إلى الجزء الخلفي من العين، باتجاه العصب البصري وشبكية العين".
بدوره، قال الطبيب الدكتور ريتشارد إيزاكسون، طبيب الأعصاب الوقائي لمرض الزهايمر، والذي يعمل أيضاً في معهد الأمراض التنكسية العصبية، إن "مرض الزهايمر يبدأ في الدماغ قبل عقود من ظهور الأعراض الأولى لفقدان الذاكرة".
أشار إيزاكسون إلى أنه إذا كان الأطباء قادرين على تحديد المرض في مراحله الأولى، فيمكن للناس بعد ذلك اتخاذ خيارات نمط حياة صحي، والتحكم في "عوامل الخطر القابلة للتعديل، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري".
والزهايمر عبارة عن شكل تدريجي من الخرف، تأتي أعراضه تدريجياً، وتكون التأثيرات على الدماغ تنكسية، فهو يتسبب بتدمير بطيء لا رجعة فيه لمهارات الذاكرة والتفكير، ويعد الخرف مصطلحاً أوسع لإصابات الدماغ، والأمراض التي تؤثر سلباً على الذاكرة والتفكير والسلوك.
كما أن الزهايمر مسؤول عن أغلب حالات الخرف، ويمكن لأي شخص أن يُصاب بمرض الزهايمر، ولكنْ هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة به، يشمل ذلك الأشخاص فوق 65 عاماً، والذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، أما من يشخّص قبل ذلك فيشار إلى مرضه بمرض الزهايمر المبكر.
المصدر: الخليج اونلاين