وبحسب المركز الحقوقي لا تسمح السلطات الإماراتية للأطفال بالحديث مع آبائهم المعتقلين أثناء الزيارة، إلا من خلف حاجز زجاجي.
وكثيرا ما تكون زيارة الأطفال لأبيهم السجين في الإمارات تجربة مروِّعة؛ إذن أن إخضاع الأطفال للتفتيش المصحوب بخلع الملابس وصراخ موظفي السجن في وجوههم يكوِّن لديهم شعورا بالقلق والفزع كما لو كانوا هم أيضا من نُزلاء السجن.
كما كثيرا ما يضطر أطفال معتقلي الرأي للسفر لمسافات طويلة قبل الوصول إلى موقع السجن إذ أن السجن يقع في منطقة صحراوية بعيدة عن المدن، ورغم ذلك فإن الوقت الذي يقضونه بصحبة والديْهم المعتقل يكون قصيرا للغاية.
ويتوق الأطفال إلى قضاء وقت أطول برفقة والديْهم وأن يلتقُوا بهم في أجواء يسودها الدعم وتراعي احتياجات الأطفال، وأن يعامِلهم موظفو السجون باحترام.
ونادراً ما تسمح السلطات الإماراتية لعائلات المعتقلين بزيارتهم في السجون، وتقوم في كثير من المرات بإلغاء الزيارات دون أسباب وجيهة، وهو ما يؤثر كثيراً في نفسية الطفل الذي قطع مسافات طويلة من أجل رؤية والده.
ولعل صورة أطفال معتقل الرأي عبدالسلام دوريش وهم يبكون بعد منعهم من زيارة والدهم، من المؤشرات على أهمية هذه الزيارة بالنسبة للأطفال.
وإضافة إلى إلغاء الزيارات غير المبرر، والتجربة المروعة التي يمر بها الأطفال أثناء زيارتهم للمعتقلين، فإن هذه الزيارات تتم من خلف حاجز زجاجي، وهو ما يمنع الأطفال من عناق أبيهم أو تقبليه أو حتى التواصل معه بشكل إنساني.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن زيارة الأطفال للسجون هي عملية منهكة، فهم يعانون من إجهاد وقلق حادَّين، وقد يعرضهم للصدمة التي تؤدي إلى معاناتهم من كوابيس أو حرمان من النوم باستمرار.
وكذلك اضطراب الأكل؛ ويفقدون القدرة على التركيز والاهتمام بالدراسة، والرغبة في ممارسة الأنشطة الترفيهية أو اللعب، ولذلك لا بد وأن تقوم السلطات بمراعاة مثل هذه الاعتبارات وتسهيل مثل هذه الزيارات.
المصدر: امارات ليكس