أيّها المسلمون.. إحذروا أن تفطروا على دماء إخوانكم في غزة
البعض، منهم المغرض ومنهم الساذج، من العرب والمسلمين، يحاول ان يقلل من تأثير حملة مقاطعة البضائع الغربية، الداعمة للكيان الاسرائيلي، لاسيما بعد العدوان الهمجي الذي يشنه الثنائي الامريكي الاسرائيلي على غزة، وهو تقليل، يتناقض مع الارقام والاحصاءات الصادرة من الجانبين الامريكي والاسرائيلي، التي تؤكد التأثير القوي للمقاطعة على اقتصاد الكيان الاسرائيلي والشركات الغربية الداعمة له.
Table of Contents (Show / Hide)
نجاح اهداف المقاطعة للبضائع والمنتجات الامريكية والاسرائيلية، وخاصة الاخيرة، خلال الاشهر الخمسة الماضية، دفعت جهات مؤيدة ومساندة للقضية الفلسطينية ومناهضة للاحتلال الاسرائيلي، الى الاستفادة من الاجواء الايمانية، التي تتكثف عادة مع حلول شهر رمضان المبارك، للاعلان عن حملات واسعة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في الأسواق الأوروبية وامريكا، وخاصة التمور، الامر الذي سيشكل ضربة موجعة للمحتل الاسرائيلي.
يبدو ان المقاطعة الرمضانية للبضائع الاسرائيلية ، اثارت حالة من الخوف والهلع داخل الكيان الاسرائيلي حتى قبل ان تبدأ، فقد أقر رئيس قسم التمور في "مجلس النبات الإسرائيلي" أمنون غرينبيرغ بأن كيانه يواجه حاليا حملة مقاطعة واسعة في أوروبا ضد جميع أنواع التمور "الإسرائيلية". و وفق ما أوردت صحيفة "ذا ماركر" التي تنشرها مجموعةُ هآرتس الإسرائيلية، يتخوف التجار في الكيان الإسرائيلي من مقاطعة التمور "الاسرائيلية"، بالأسواق الأوروبية خلال شهر رمضان. وكشفت الصحيفة أن "مجلس النبات" دعا إلى تعليق حملة تسويقية لترويج "التمور الإسرائيلية" في أوروبا بقيمة 552 ألف دولار، خشية أن تكون لها نتائج عكسية.
المعروف ان الكيان الاسرائيلي ينتج سنويا نصف إنتاج العالم من تمور المجدول، وفي عام 2022 صدر من التمور ما قيمته 340 مليون دولار، الغالبية العظمى منها خلال شهر رمضان المبارك، لذلك يرى مراقبون أنه في حال نجاح حملات المقاطعة سيتكبد الكيان خسائر اقتصادية كبيرة، تتخطى 100 مليون دولار.
"تفقدوا الملصق"، و"تجنب شراء التمور مكان إنتاجها "إسرائيل" أو "الضفة الغربية" أو "وادي الأردن" و "في رمضان، احرصوا ألا تفطروا بطعم الفصل العنصري"، و " إحذر ان تفطر على دماء إخوانك"، و..، شعارات ومنشورات كتبت باللغات العربية والإنجليزية والبنغالية والأوردية، و وزعت بالمساجد والشوارع والمراكز والمؤسسات وعلى أبواب المتاجر الكبرى، لتوعية المسلمين في بريطانيا قبل بداية شهر رمضان المبارك.
الشيء نفسه يحدث هذه الايام في عدد من البلدان الاوروبية الاخرى ومنها هولندا، التي تتواصل حملة مقاطعة التمور "الإسرائيلية" فيها خلال شهر رمضان، حيث أحيا عدد من الداعمين للقضية الفلسطينية وناشطين مسلمين حملات توعية في الأوساط المسلمة.
نقلت صحيفة "هآرتس" الصادرة في الكيان الاسرائيلي، عن رئيس قسم الفاكهة في "مجلس النبات" راني بارنيس قوله إن "أي شخص يرى المنتجات الإسرائيلية على أرفف المحلات يفكر مرتين، وعندما يجد المسلمون مصدرا آخر سيشترون منه لمعاقبة إسرائيل".
أما مدير تطوير صناعة التمور في نفس المجلس لجال تويغ، فقال لنفس الصحيفة "المستوردون في أوروبا يقولون لتجارنا أنتم من إسرائيل لذا يجب تغيير بلد المنشأ على العبوات، أو الاستيراد عن طريق وسيط، لأننا لا ندري ما نفعل مع زبائننا".
المقاطعة للبضائع الاسرائيلية والامريكية، لا يجب حصرها بشهر رمضان المبارك فقط او بالتمور، بل يجب ان تمتد على طول شهور السنة، وتشمل جميع البضائع، كما هو حال حملة المقاطعة التي استهدفت منتجات الشركات الغربية التي تدعم الكيان الاسرائيلي وتشارك وبشكل مباشر في جرائم الابادة التي يتعرض لها اهالي غزة منذ اكثر من 5 اشهر، فتأثير المقاطعة لا ينحصر بالجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد الى سمعة الشركات وعلاماتها التجارية. فقد كشفت دراسة أجرتها كلية كيلوج للإدارة، ان الشركات التي شهدت انخفاضا في السمعة العامة كانت أكثر تضررا من تلك التي شهدت انخفاضا في مبيعاتها، وأنه كلما زاد اهتمام وسائل الإعلام بالمقاطعة ازدادت فاعليتها.
هذه الحقيقة كشفت عنها ايضا، استطلاعات الراي التي اجرتها مراكز معتبرة في العالم، والتي اظهرت ان المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي نجحت على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية، وتوقع محللون أن تتراجع النتائج المالية لتلك العلامات التجارية خلال الربع الأخير من العام الحالي.
من ابرز الشركات التي تكبدت خسائر فادحة، قدرت بالمليارات، خلال فترة وجيزة بتأثير المقاطعة، مطاعم ماكدونالدز، وبابا جونز وبيرغر كينغ، وشركة كارفور الفرنسية المالكة لسلسلة متاجر البقالة، ومقاهي ستاربكس، وشركات أدوية ومنظفات، و زارا للازياء، و ماركس آند سبنسر، و بوما للملابس الرياضية.
للقائد الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي، تفسير لافت للاية الكريمة "يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ"، حيث يقول رضوان الله تعالى عليه، عن سبب ذكر كلمة "يجاهدون" بدلا من "يقاتلون" في الاية الكريمة، حيث يقول:"أن الآية تتحدث عن هذا الزمن؛ لأن القرآن هو للناس وللحياة كلها، الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه أوسع من كلمة يقاتلون، أي سيتحرك في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، ويقتضي العمل بإيجابية أن يكون مؤثراً على العدو فيتحرك فيه، بذل الجهد، سواءً في موضوع ثقافي، اقتصادي، عسكري، سياسي، إعلامي، في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه"، فالمقاطعة هي عبارة عن جهاد في سبيل الله، وغزو العدو في عقر داره، فالمادة والمصلحة والجشع.. هو "وطن" بل "إله" الحضارة الغربية، ولا يؤلم اصحاب هذه الحضارة شيء كما يتألمون، عندما يتعرض هذا "الوطن" او "الاله" للخطر.
أحمد محمد
المصدر: السبيل