دعوات للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في البحرين
لم يغب قرار إفراج النظام الخليفي عن 1584 معتقلا سياسيا من السجون البحرينية عن مواقف شخصيات في المعارضة البحرانية، إذ أكد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ “ما حدث من خطوة الإفراجات في البحرين في اليومين السابقين يعتزُّ بها المؤمنون”.
Table of Contents (Show / Hide)
واعتبر آية الله قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر المبارك، يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، أنّ “هذه الانفراجات، التي أخذت إطاراً ما زال ضيّقاً، وهذه الخطوة الانفراجيّة المحدودة، إنّما هي من استمرار عمليّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله”.
وبيّن آية الله قاسم أنّ “ما أدخل السجناء السجن وهو جهادهم وحمايتهم للإسلام واعتزازهم بالكرامة الإنسانيّة وإصرارهم على المطالبة بالحقوق، وشعورهم بذواتهم الشريفة العاليّة – الشرف المقتبس أو المُنعكس من روح الإسلام، وهو الذي أخرجهم من السجن”، فـ “دخلوا عزيزين بهذا الانتماء وبهذه العقليّة والنفسيّة والشعور المتدفّق بالإيمان والشعور بالعزّة والكرامة، هذا الذي أدخلهم السجن شرفاء أعزّاء كراماً، يُفدّيهم الشعب، هو الذي أخرجهم أيضاً من السجن في وضع من العزّة والكرامة والشموخ وعدم الانكسار”.
وقال آية الله قاسم: “إذا طالعنا مستقبلنا فعلينا أن ندرس قيمة الإسلام في ذاته وقيمة المبادئ الأخرى لنرى حقَّ هذه الأمور من باطلها، ولنبحث عن أكبر مصدر للقوّة، التي تبني ولا تهدم، التي تقيم العدل وتهدم الباطل، التي تنشر الأمن وتقضي على الخوف، هذه القوّة لن نجد لها مثيلاً كما فيه عطاء الإسلام، وكما أُهِّل للإسلام من ربِّ العالمين إلى أن يُعطي ما يُعطي”.
واعتبر أنّ “هذا الشيء هو الذي فرح له المؤمنون كثيراً، هو جزءٌ بسيطٌ من حقّهم المسلوب”، مشدّداً على أنّ “الحقّ لا يقفُ طلبه حتّى يتمّ بأكمله”. واستدرك آية الله قاسم بقوله إنّ “حصول شيءٍ من الحقّ لا يعني العدل”، مؤكداً أنّ “العدل أن يتمّ إعطاء ذي الحقّ حقّه، وأن يُقام العدل كما هو وبتمامه”.
وشدّد على أنّ “الشيء الذي يحصل من النصر اليوم أو غداً يجب أنْ يدفعنا في اتّجاه الأمام بدرجة أكبر وأصلب وبدرجة من الجدّية أضعاف ما نحنُ عليه”.
وتابع قائلاً: “لسنا طلاّب فوضى، ولسنا ممن ليس يقدّر الأمور، ولسنا نريد الفتنة في الأرض، ولا إتعاب المجتمع الإنساني”.
وختم آية الله قاسم كلمته بالقول: “إذا كان هناك طلاّب سلام فنحن من أوّل طلاّب السلام، وحين نريد قوّة لا نريدها لشقاء الإنسان وإنّما نريدها لعزّة وراحة الإنسان ولأمانه ولكرامته ولعزّته ولشبعه، ونريدها له لا لدنيا قصيرة فقط، لا نريد السعادة للإنسان للدنيا فقط وإنّما السعادة الكبرى هي للآخرة على أنْ لا يكون شقاءٌ ما أمكن وبكلّ جدٍّ في هذه الحياة الدنيا لنفسٍ واحدة على الأرض إلّا نفسٌ تأبى إلاّ أن تشقى”.
وفي السياق نفسه، اعتبر الأمين العام الأسبق لجمعية “وعد” القيادي في المعارضة، إبراهيم شريف، أنّ “الطريق إلى الحرية طويل لكنّه يبدأ بتبييض السجون”.
وذكر شريف، في منشور على منصة “أكس”، أنّ “الحكومة قد خطت خطوة كبيرة أمس (الأول الاثنين) في اتجاه تبييض السجون”، مشيراً إلى أنّه “لم يعد هناك ما يمنع الحكومة من إطلاق سراح من تبقَّى من السجناء السياسيين، خاصة القادة الذين أمضوا أكثر من 10 سنوات في الزنازين”.
وفي حين رأى أنّ “كل خطوة في الاتجاه الصحيح مُقدَّرة يجب البناء عليها”، شدّد على أنّ “دون الإصلاح والعدالة الشاملة عقبات كثيرة نأمل بأنْ يَعْمَل الجميع على حلحلتها”.
من جهته، قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، الشيخ علي رحمة، إنّ “لمبادرة الإفراج عن المعتقلين هذه الأيام اقتراناً مع عيد الفطر المجيد وبالعدد الذي تمّ حتى الآن أثر إيجابي كبير على نفوس شعب البحرين عامة، وذوي المعتقلين على وجه أخصّ”.
وأشار الشيخ رحمة، في خطبة عيد الفطر المبارك، إلى أنّ “خطوة الإفراج عن المعتقلين بحاجة إلى مبادرات شبيهة مكملة عاجلة تستوعب العدد المتبقي وراء القضبان خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، وتُحَلحِل كلّ الملفات العالقة في بلدنا البحرين الحبيب”.
من جهة أخرى، دعا الشيخ رحمة المسلمين “كل مسلم” إلى “إغاثة صراخ الأطفال في غزة الذين تحوّلت أجسادهم الصغيرة وأحشاؤهم الخاوية إلى أشلاءَ تحت المباني المهدّمة على رؤسهم، وإلّا فقد ينطبق عليه الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم”.
في سياق منفصل، أكدت “هيئة شؤون الأسرى في البحرين” أنّ “عدد الأسرى السياسيين قبل الإفراجات الأخيرة كان 1328 أسيراً وفق إحصاءات دقيقة موثّقة، وليس كما تزعم الحكومة البحرينية بوجود 1150 أسير سياسي فقط”. وأوضحت الهيئة، في بيان يوم الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024، أنّ أرقامها تؤكد أنّ “هناك 1277 أسيراً محتجزاً في سجن “جَوْ” (المركزي) و”الحوض الجاف” وسجن “قرين” العسكري”، مشيرة إلى أنّ “هناك 51 محتجزاً في السجون المفتوحة بما مجموعه 1328 أسيراً”.
المصدر: مرآة الجزيرة