تأكيد نائب فرنسي بازدياد العنصرية بأوروبا
النائب الفرنسي، كارلوس مارتينز بيلونغو، الذي طلب منه زميله "العودة إلى أفريقيا" قال، إن العنصرية موجودة في جميع أنحاء أوروبا، فيما قادت بعض الأوساط اليمينية حملة ضده.
Table of Contents (Show / Hide)
وتعرض بيلونغو لموقف عنصري داخل البرلمان الفرنسي بعد أن قال النائب اليميني المتطرف غريغوار دو فورناس "عُد إلى بلادك"، ما اعتبره باقي النواب، باستثناء ممثلي الحزب الذي ينتمي له، إهانة عنصرية لزميلهم المتحدر من أصول أفريقية.
وصرخ دو فورناس في وجه زميله كارلوس مارتينز بيلونغو عندما كان يتحدث عن وضع المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، قائلا: "فليعودوا إلى أفريقيا" (أو ربما "فليعُد إلى أفريقيا")، ما أثار جدلا واستنكارا واسعا داخل البرلمان.
وعلقت رئيسة الجمعية الوطنية (البرلمان) يائيل برون-بيفيه الجلسة بعد أن طلبت معرفة من أدلى بالتعليق، مطالبة بإدراج القضية في جدول أعمال مكتب البرلمان الأربعاء المقبل للنظر في إمكانية معاقبة النائب المسيء.
بدوره، اعتبر حزب "فرنسا الأبية" في تغريدة على "تويتر" أن "اليمين المتطرف يظل كما كان دائما عنصريا ومثيرا للغثيان وأنه يجب إعلان عقوبة على الفور".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن: "لا مكان للعنصرية في ديمقراطيتنا"، وحثت البرلمان على معاقبة النائب اليميني المتطرف.
في المقابل، لم تعلق مارين لوبان حتى الآن، لكن جوردان بارديلا، الذي خلفها في رئاسة حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة، زعم أن النائب كان يقصد استحضار عودة القوارب إلى الموانئ الأفريقية.
وفي حديثه إلى موقع "ميدل إيست آي"، وصف بيلونغو التعليق بأنه "ليس جيدًا للشعب الفرنسي ولصورة فرنسا على المستوى الدولي"، مضيفا: "هناك عنصرية وكراهية للأجانب وكراهية للإسلام في المجتمع الفرنسي، والبرلمان الفرنسي هو أيضًا انعكاس للمجتمع الفرنسي".
وقال النائب الفرنسي: "التعليق جعلني أشعر بالحزن، لقد صدمت لسماع مثل هذه اللغة في البرلمان الفرنسي. ومع ذلك، بقيت هادئًا ولم أتحرك. كان من المروع جدًا سماع ذلك".
ولد بيلونغو ونشأ في فال دواز، شمالي فرنسا، لأب من أصل كونغولي وأم من أصل أنغولي، يبلغ من العمر 31 عامًا، ويشتغل معلم لغة فرنسية، قبل أن يتحول إلى عضو في حزب "فرنسا الأبية" اليساري.
العنصرية في أوروبا
وعن تفاصيل التعليق العنصري، قال النائب الفرنسي: "كنت أتحدث عن الوضع في البحر الأبيض المتوسط بناءً على طلب منظمة SOS Mediterranee، وهي منظمة غير حكومية أنقذت 234 مهاجراً رفضت السلطات الإيطالية العبور الآمن لهم، عندما تحدث العضو المتطرف الأبيض".
واعتبر أن "المشكلة على مستوى أوروبا وليست مشكلة في بلد واحد. لديك أحزاب قومية متطرفة في إيطاليا وفرنسا والنمسا لكن ليس هناك فقط".
وعن طريقة التعامل مع اليمين المتطرف في فرنسا وخارجها، شدد البرلماني اليساري على أنه "يجب علينا أن ننسى النضالات ضد العنصرية في الماضي".
وأضاف: "أتذكر روزا باركس، المدافعة الأمريكية عن الحقوق المدنية لم تذهب إلى مؤخرة الحافلة لإفساح المجال لعنصرية البيض".
وتابع: "هذه المرة، قال لي عضو برلماني أبيض عُد إلى أفريقيا، لن أعود، لقد ولدت وترعرعت هنا. هذا بلدي. سأقاتل من أجل وحدة وعالمية الإنسانية لجميع الناس".
واعتبر بيلونغو أن العلاج المضاد لليمين المتطرف الصاعد هو جعل الناس يشعرون بالانخراط في السياسة وأن هذا يمكن أن ينفعهم، قائلا: "الحل الوحيد هو تعبئة واسعة للسكان لشرح مخاطر وعواقب وجود اليمين المتطرف في السلطة".
واختتم مقابلته بالقول إنه "لا يوجد حل سحري لليمين المتطرف، إنه غير موجود، لذلك علينا أن نواجه هذه المعركة وجهاً لوجه، ومع الأشخاص ذوي التفكير المماثل يمكننا محاربة هذا معًا".
فاز حزب التجمع الوطني، الذي كانت تقوده اليمينة مارين لوبان، بعدد قياسي من المقاعد في البرلمان عندما أجريت الانتخابات التشريعية في حزيران/ يونيو الماضي.
بعد أن فاز بثمانية مقاعد فقط في عام 2017، أصبح الحزب اليميني لديه الآن 89 مقعدًا، حيث احتل المركز الثالث في الانتخابات التشريعية، وراء ائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون وتحالف اليسار.
اتهامات يمينية
في المقابل، قال موقع "كوزور" اليميني إن كارلوس مارتينز بيلونغو يريد أن يلعب دور الضحية، زاعما أن لديه علاقات مع شخصيات معادية للسامية ومع أنصار ما اعتبره "الإسلام الراديكالي".
اعتبر الموقع، في مقال، أن قرار الجمعية الوطنية (البرلمان) استبعاد اليميني غريغوار دي فورناس بسبب تصريحاته العنصرية جاء "بناءً على عاطفة أوجدتها كذبة".
وزعم التقرير أن النائب اليميني المتطرف هتف "دعوهم يعودون إلى أفريقيا"، في إشارة لاستقبال قوارب محملة بالمهاجرين غير الشرعيين، فيما تظاهرت الطبقة السياسية بأكملها بسماع "عُد إلى أفريقيا".
وتابع: "فيما يتعلق بمناهضة العنصرية، فإنه تبيّن أن بيلونغو مؤيد حقيقي للإسلاميين والفلسطينيين، لقد أظهر بشكل خاص دعمه للفرنسي الفلسطيني صلاح الحموري، المدان بمحاولة قتل كبير حاخامات إسرائيل السابق".
وأضاف: "هذا السجين عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي جماعة إرهابية مدرجة على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي".
كما استعرض التقرير مقطع فيديو يظهر جلوس النائب اليساري إلى جانب نبيل كوسكوسي الذي نظم مظاهرة مساندة لفلسطين في تموز/ يوليو 2014، إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما أشار التقرير إلى مشاركة بيلونغو في السوق الخيرية لجمعية "مللي غوروش" التركية خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، التي قال عنها الموقع إنها رفضت التوقيع على "ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا".
وقال الموقع إنه يتوجب على البرلمان الفرنسي التدقيق والتحقيق في علاقات كارلوس مارتينز بيلونغو، بدلا من محاربة "العنصرية الوهمية" لليمين.
المصدر: عربي 21