مؤشر الرأي العام العربي 2022.. 84% يرفضون التطبيع ويؤيدون الحكم الديمقراطي
أظهر استطلاع "مؤشر الرأي العام العربي لعام 2022"، والذي أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، الخميس، كنتيجة لاستطلاعات شاملة ضمت مواطنين من 14 دولة عربية، رفضا حادا لاتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونظرة سلبية لسياسات الولايات المتحدة، مقابل نظرة أكثر إيجابية لسياسات تركيا والصين.
Table of Contents (Show / Hide)
الاستطلاع أشار إلى أن المواطنون العرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواصلون النظر إلى إسرائيل والولايات المتحدة على أنهما التهديدان الأساسيان لأمن بلادهم ، ولا تزال معارضة التطبيع مع دولة الاحتلال عالية.
وقال حوالي 80% من المستطلعين إن السياسات الأمريكية والإسرائيلية "تهدد أمن واستقرار المنطقة"، بينما قال 57% الشيء نفسه عن إيران وروسيا ، وهو تحسن بنحو 15 نقطة لكلا البلدين منذ عام 2016.
وكانت تركيا والصين الدولتين الوحيدتين اللتين حصلتا على تقييم إيجابي لسياساتهما في العالم العربي.
وكان لدى المستجيبين نظرة قاتمة بشكل خاص لسياسة الولايات المتحدة بشأن فلسطين، حيث قال 11% إنهم يوافقون على مواقف واشنطن.
وبالمقارنة، وافق 31% من المستطلعين على السياسة الإيرانية تجاه الفلسطينيين، و 43% وافقوا على السياسة التركية.
وتضمن استطلاع "مؤشر الرأي العام العربي 2022" بيانات من مقابلات شخصية إلى حد كبير مع 33000 مستجيب في 14 دولة عربية. (أجريت مقابلات مع المشاركين السعوديين عبر الهاتف.)
ويعد استطلاع 2022 هو الثامن منذ عام 2011 ، عندما أطلق المركز العربي المشروع، وقد طرح الباحثون مجموعة واسعة من الأسئلة حول الديمقراطية والسياسة والاقتصاد.
وشملت الدول التي شملها الاستطلاع الجزائر ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وتونس.
بدورها، علقت مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" على الاستطلاع، وأشارت إلى أنه يلقي الضوء على الانفصال الحاد بين مواطني الدول العربية وقادتها، والذين بدأ العديد منهم في السعي إلى التقارب مع إسرائيل، حيث عارض 84% من المشاركين أي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال.
وفي السعودية، التي تعتبرها إسرائيل أهم هدف لمسيرة التطبيع، قال 5% فقط من المستطلعين إنهم يفضلون التطبيع، بينما قال 38% إنهم يعارضون، وقال 57% إنهم إما لا يعرفون أو يرفضون الإجابة.
كانت المعارضة أقوى في الجزائر وموريتانيا وليبيا وفلسطين والأردن وتونس حيث قال 90 إلى 99% من المشاركين إنهم عارضوا التطبيع مع الدولة اليهودية.
وفيما يتعلق بالديمقراطية، عبرت الغالبية العظمى من المشاركين بالاستطلاع عن دعمهم للحكم الديمقراطي، على الرغم من أن 47% أعربوا عن قلقهم من أن بلادهم "غير مستعدة للديمقراطية".
وبينما اعتبر 80% من المستطلعين أن الشعب العربي أمة واحدة، كشف الاستطلاع عن انقسامات حادة بين دول الخليج وبقية العالم العربي حول القضايا الاقتصادية.
ووصف أكثر من 90% من مواطني الخليج الوضع الاقتصادي لأسرهم بأنه جيد أو جيد جدًا، مقارنة بنسبة 66% في شمال أفريقيا و 50% في بلاد الشام.
وقال 86% من مواطني الخليج إن دخل أسرهم كان كافياً للحصول على المال أو الادخار، بينما قال ما يقرب من نصف مواطني بلاد الشام - بمن فيهم المشاركون من الأردن وفلسطين ولبنان - إن دخلهم لا يكفي لتغطية التكاليف اليومية.
وأفاد ما يقرب من 73% من المشاركين في الاستطلاع أن بلادهم تعاني من الفساد المستشري، ففي لبنان وتونس والعراق أفاد أكثر من 90% من المستجيبين بوجود فساد واسع النطاق، بينما قال أقل من 30% في قطر والسعودية الشيء نفسه.
وأضاف، في كلمته خلال الندوة التي نظمها المركز، تعليقا على نتائج الاستطلاع: "بالنسبة للبلدان التي تفتخر بدعمها للديمقراطية ، يجدر بها أن تنظر إلى الرأي العام ... للنظر إلى ما يريده الجمهور حقًا".
لكن "جهشان" اعتبر أن "واشنطن لا ولم تتأثر في الماضي بموقف الرأي العام العربي منها ومن سياساتها وانحيازها في المنطقة، ولهذا أسبابه، على رأسها إدراك واشنطن أن نفور الرأي العام العربي لا يدخل في حسابات صياغة القرار العربي".
وفيما يتعلق بنتائج الاستطلا حول مسألة الديمقراطية، علقت أستاذة العلوم السياسية في جامعة ريتشموند الأمريكية، "دانا الكرد"، قائلة إن مسألة الديمقراطية ومقاربة الفرد العربي العادي لها تبدو ظاهرة "بصورة مشوشة"، لكها بشكل عام تميل نحو الإيجابية.
وأرجعت "الكرد" هذا التشوش إلى جملة عوامل متداخلة، تتراوح بين "الفشل في التجربة وبين نشوب النزاعات وما تؤدي إليه من عدم استقرار".
وحول نتائج الاستطلاع حول الأحوال الاقتصادية، أكدت "الكرد" أنها واضحة وتعكس حالة عدم الرضا وأن معظم القلق بين شعوب المنطقة مرتبط بالأحوال السياسية والاقتصادية.
المصدر: الخليج الجديد