هل قدمت الولايات المتحدة دعما لإسرائيل في هجوم أصفهان.. تدريبات هجومية مشتركة
موقع "المونيتور" سلط الضوء على التقارب العسكري الأمريكي الإسرائيلي مؤخرا، عبر الانخراط المشترك في "تدريبات هجومية"، وتأثيره على دفع تل أبيب نحو تصعيد المواجهة مع طهران، وهو ما ظهر مؤخرا بسلسلة هجمات على مصنع عسكري إيراني عبر طائرات إسرائيلية مسيرة.
Table of Contents (Show / Hide)
وذكر الموقع، أن القوات الجوية الأمريكية أطلقت، الأسبوع الماضي ولأول مرة، طائرات F-35 من حاملة الطائرات "يو إس إس جورج بوش" لتحلق عدة مئات من الأميال فوق البحر الأبيض المتوسط، في إطار تدريب مشترك مع نظيرتها الإسرائيلية على محاكاة هجوم مشترك على بطاريات صواريخ أرض-جو في صحراء النقب.
كما أجرت القوات الأمريكية والإسرائيلية تدريبات على احتمالات أخرى للتهديد العسكري، لاسيما التهديد البحري، إذ تشاركت طائرات الأباتشي الأمريكية والإسرائيلية الهجوم على أهداف تشكل تهديدًا افتراضيا للسفن البحرية.
كما شارك أعضاء من وحدات القوة الفضائية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية مع نظرائهم الإسرائيليين للمرة الأولى، وساهموا في التدريب على الملاحة الدقيقة والإنذار المبكر بالصواريخ.
وكان واضحا أن العديد من القدرات التي استهدفها تدريب الأسبوع الماضي كانت مشابهة لتلك التي ستحتاجها إسرائيل لشن ضربات بعيدة المدى على المواقع النووية الإيرانية، كما أشار محللون ومسؤولون أمريكيون سابقون.
هذا الاحتمال، الذي لطالما اعتبره صانعو السياسة في واشنطن متهورًا، دعا إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد "بنيامين نتنياهو" خلال فترة ولايته السابقة كبديل للتواصل الدبلوماسي الأمريكي مع إيران، لكن يبدو أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين لا يرون فيه عائقا أمام تطوير التدريبات المشتركة.
مرحلة جديدة
ورغم وضوح علاقة إيران بأهداف التدريبات، شدد نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية "جيمس مالوي"، لـ"المونيتور"، على أن تدريبات الأسبوع الماضي لم تكن لمحاكاة أهداف إيرانية، بل لمحاكاة "تهديدات عامة في المنطقة"، على حد تعبيره.
وقال الأدميرال الأمريكي: "كان ذلك حقًا لإظهار أنه يمكننا بسرعة جمع وتنفيذ وإعادة نشر القوات في منطقة القيادة المركزية الأمريكية حتى عندما تدعم وزارة الدفاع أيضًا العمليات في أوروبا والمحيط الهادئ. لم يكن هذا موجهًا نحو خصم واحد".
لكن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، هدد، في يوليو/تموز الماضي، باستعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية "كملاذ أخير" لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
ويرى السيناتور الأمريكي "كريس فان هولين" (ديمقراطي من ولاية ماريلاند) أن أي تدخل عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط "سيخلق وضعًا رهيبًا"، مضيفا: "أعتقد أن الإيرانيين يعرفون ذلك جيدًا".
وتتناقض موافقة البيت الأبيض على التدريبات الهجومية المشتركة مع إسرائيل، الأسبوع الماضي، مع التركيز على التخطيط العسكري الدفاعي، عندما كانت إسرائيل تحت القيادة الأمريكية الأوروبية خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما".
وعلق "دان شابيرو"، الذي سبق له العمل مستشارًا لفريق "بايدن" المفاوض بشأن إيران حتى العام الماضي، على هذا التناقض بقوله: "إنهم يستعدون لمرحلة جديدة في التعامل مع إيران خارج الاتفاق النووي".
وأضاف: "مثل هذا التدريب يعتبر رادعًا، ونأمل أن يكون له تأثير مقيد على قرارات إيرانية معينة".
سوء التقدير
ومع ذلك، تجنب مسؤولو البنتاجون، خلال الأسبوع الماضي، التحدث عن أي اعتماد لتحول رسمي إلى موقف جديد تجاه برنامج إيران النووي، وربما كان ذلك جزئيًا بسبب الحذر من إرسال إشارة قوية جدًا إلى خصم سبق له أن أخطأ بقراءة نوايا واشنطن في الماضي.
ففي عام 1995، أمر قائد القيادة المركزية الأمريكية آنذاك، الجنرال "بنفورد باي"، بإجراء مناورات هبوط برمائية على ساحل عمان، ما أدى إلى حلقة من التصعيد، استغلها المتشددون في كل من واشنطن وطهران.
واعترف قائد القوات الجوية بالقيادة المركزية الأمريكية "جريج جيلوت" لـ"المونيتور" بأن رد الفعل الإيراني كان "بالتأكيد مصدر قلق"، وأوضح أنه "قبل تدريبات الأسبوع الماضي، تم إطلاع كبار قادة الدفاع في الشرق الأوسط جزئياً لتجنب أي أخطاء في الحسابات".
وأضاف: "من الواضح جدًا أنه لم يكن لدينا أي خصم بعينه في الاعتبار عند القيام بذلك (التدريب المشترك مع إسرائيل)".
ومع ذلك، انفجرت المخاوف بشأن التصعيد المحتمل خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن هاجمت طائرات إسرائيلية مسيرة مصنعا عسكريا إيرانيا في أصفهان.
وبسؤال "جيلوت" حول ما إذا كانت قيادته قد تم إخطارها بهذه العمليات مسبقًا، قال لـ"المونيتور": "كل ما يمكنني قوله هو أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي من تلك الضربات".
والتقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "وليام بيرنز" ومستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" بشكل منفصل مع كبار مسؤولي الأمن في إسرائيل قبل أيام فقط من الهجوم على المصنع الإيراني، لكن لا يزال أمر الإبلاغ الإسرائيلي لمسؤولي إدارة "بايدن" بهجوم أصفهان غير واضح.
وفي السياق، قال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إدارة "بايدن" كانت متعاطفة منذ فترة طويلة مع الإجراءات الإسرائيلية السرية ضد إيران، بل رأت أن بعض العمليات الإسرائيلية تفيد النفوذ الأمريكي عندما كانت المحادثات بشأن الاتفاق النووي جارية.
وسواء تم إبلاغ واشنطن مسبقًا بهجوم أصفهان أو لا، فمن المرجح أن يرى المسؤولون الإيرانيون أن الهجمات الإسرائيلية المشتبه بها مرتبطة بالدعم الأمريكي، حسب ما يراه "ميك مولروي"، المسؤول السابق في البنتاجون، والمحلل الحالي بشبكة ABC الأمريكية.
وإزاء ذلك، ومع اقتراب إيران من وضع "العتبة النووية"، يبدو مدى استعداد جيران إسرائيل العرب لاتخاذ موقف أكثر حدة تجاه إيران أقل وضوحًا، بحسب موقع "المونيتور"، الذي أشار إلى تغريدة نشرها "أنور قرقاش"، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة "محمد بن زايد"، وصف فيها هجوم أصفهان بأنه "تصعيد خطير ليس في مصلحة المنطقة أو مستقبلها".
المصدر: الجزيرة