علاقات فاترة مع الإمارات وتطبيع مستبعد مع السعودية.. حصاد نتنياهو
ديون نيسنباوم قال، في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأمريكية، إن ممارسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المناهضة للفلسطينيين أدت إلى فتور في العلاقات مع الإمارات وقوضت فرص التطبيع مع السعودية.
Table of Contents (Show / Hide)
نيسنباوم أضاف، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "مداهمات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى (بمدينة القدس الشرقية) وعمليات الجيش الإسرائيلي ضد مسلحي الضفة الغربية والتعليقات المعادية للفلسطينيين من جانب مسؤولين إسرائيليين أثارت إدانات من القادة العرب، ما أدى إلى فتور في جهود نتنياهو لتعميق العلاقات مع الجيران في الشرق الأوسط".
وتابع: "عندما عاد نتنياهو إلى منصبه في كانون الأول (ديسمبر الماضي)، قال إنه سيكون من الأولويات إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية، بعد أن طَّبعت إسرائيل العلاقات في 2020 مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب من خلال اتفاقيات إبراهيم".
ولا ترتبط السعودية بعلاقات معلنة مع إسرائيل، وتطالب بانسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وقال مسؤولون إسرائيليون وخليجيون، بحسب نيسنباوم، إن "الاهتمام السعودي باحتضان إسرائيل علنا قد تضاءل مع تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضغط ائتلاف نتنياهو اليميني لبناء المزيد من المنازل اليهودية على أراضي الضفة الغربية (المحتلة)". ويقوض البناء الاستيطاني فرص معالجة النزاع وفقا لمبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
و"بينما يستمر التعاون الهادئ بين إسرائيل والسعودية في مجالات الأمن والاستخبارات والعلاقات التجارية، تباطأت الجهود المبذولة لتوسيع العلاقات مع المملكة الخليجية القوية والدول الإسلامية الأخرى"، وفقا لأشخاص مطلعين على تلك الجهود، بحسب نيسنباوم.
وأضاف أن إحدى العلامات الواضحة على السخط السعودي هي عشرات الإدانات الرسمية السعودية لإسرائيل منذ عودة نتنياهو.
وفي ظل ممارسات حكومة نتنياهو المتطرفة، وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة صينية في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قيطعة استمرت 7 سنوات. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
تحذير إماراتي
وبدعم كبير من الولايات المتحدة، طورت إسرائيل علاقات عسكرية واقتصادية أقوى مع كل من الإمارات والمغرب والبحرين منذ 2020، وفقا لنيسنباوم.
وتابع: في 2022، استضافت إسرائيل (في النقب) قمة رفيعة المستوى مع كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة ومصر والبحرين والمغرب والإمارات في محاولة لتعميق العلاقات، لكن الخطط لعقد اجتماع ثانٍ العام الجاري في المغرب لم تتحقق بعد، مما يبطئ الزخم (بشأن تعميق العلاقات).
وأردف أنه قبل أسبوعين، أرسلت الإمارات مبعوثا كبيرا، وهو خلدون المبارك، إلى تل أبيب لـ"توجيه تحذير خاص إلى نتنياهو من تصرفات حكومته تضع ضغوطا جديدة على العلاقة الناشئة بين البلدين، بحسب أشخاص تم إطلاعهم على المناقشات".
وتابع نيسنباوم أن نتنياهو أرسل وفدا خاصا إلى أبوظبي، قبيل عودته كرئيس للوزراء، وقال إنه يريد القيام بأول رحلة خارجية له كرئيس للوزراء إلى الإمارات، وهو ما وافقت عليه أبوظبي في البداية، ولكن الرحلة أُحبطت بعد اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف للمسجد الأقصى أقدس مكان لدى المسلين خارج السعودية.
ووفقا لشبلي تلحمي، زميل في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز، فإن الإماراتيين "يضغطون على المكابح (بشأن علاقتهم مع إسرائيل)، لكن هذا لا يعني أنهم سيغيرون قرارهم الاستراتيجي فيما يتعلق بإسرائيل".
ومتفقا معه، قال الدكتور موران زاغا، الباحث في جامعة حيفا، إن لدى الإمارات مخاوف إقليمية أوسع، خاصة في مواجهة إيران، ما يجعل الشراكة مع إسرائيل أولوية متزايدة.
وأردف: إسرائيل لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للإمارات، وهذا هو السبب في أن الإجراءات أو الخطاب التحريضي قد يكون مزعجا من ناحية، ولكن من غير المرجح أن يغير الإطار العام للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل.