محلل إسرائيلي: السعودية "تبصق" على نتنياهو المتفائل وتغازل إيران
الكاتب الإسرائيلي ومحلل الشؤون السياسية والعسكرية بن كاسبيت اعتبر، أن تطبيع إسرائيل مع السعودية يبتعد شيئا فشيئا، موضحا أن زيارة وفد حركة حماس للرياض بعد قرابة عقد من المقاطعة هي أحدث دليل في هذا الصدد.
Table of Contents (Show / Hide)
وعبر بن كاسبيت عن استغرابه من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأخيرة المتفائلة التي تحدث فيها عن رغبة تل أبيب في تطبيع علاقاتها مع السعودية، واعتباره أن ذلك سيكون بمثابة خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن نتنياهو كرر شعارات حملته الانتخابية خلال لقائه مع السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي جراهام في تل أبيب، متعهدا بأنه يعمل على توسيع دائرة السلام وإضافة المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم 2020.
تشكيك
وذكر بن كاسبيت أن تصريحات نتنياهو المتفائلة بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية قوبلت بالتشكيك من قبل مسؤولي الأمن الإسرائيليين.
ونقل الكاتب عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع سابق قوله إن أغرب شيء هو أنه على الرغم من كل علامات التحذير الظاهرة، يواصل نتنياهو الحديث عن "توسيع دائرة السلام وخيار أن تضيف إسرائيل قريباً السعودية إلى اتفاقات إبراهيم جزئيا أو كليا".
وذكر أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي مدفوعة بالتقارير التي تفيد بأن وفدا من كبار أعضاء حماس توجه السعودية هذا الأسبوع في إشارة دراماتيكية أخرى للتقارب الأخير بين طهران والرياض.
محور المقاومة
ورأى الكاتب أنه من الواضع أن السعوية تغير موقفها بشكل حاسم وتتقارب مع "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ويضم حركة حماس وسوريا.
والشهر الماضي أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بينما كانت زيارة وفد حماس للرياض هي الأولي الرسمية من قرابة عقد، وبموازاة ذلك ، كانت الرياض منشغلة أيضًا بإعادة تأهيل علاقاتها مع دمشق.
ونقل الكاتب عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع سابق قوله إن السعوديون "يبصقون عليه (نتنياهو)، بينما يقنع نفسه والجمهور أنه البصق ليس سوى مطر".
وأشار مصدر أمني إسرائيلي كبير إلى دعوة رسمية وجهها هذا الأسبوع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الرئيس الإيراني لزيارة المملكة، في خطوة وصفها بأنها "حدث دراماتيكي بكل المقاييس".
في الوقت نفسه، تحسنت علاقات إيران مع دول أخرى في الخليج والشرق الأوسط، بما في ذلك تلك التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل (الإمارات العربية المتحدة).
واعتبر الكاتب إنه مهما كان سبب زيارة حماس للسعودية فإن الخطوة تعطيها انتعاشا إقليميا، بينما تتحول في الوقت الحالي من منظمة معزولة ومحاصرة تعرض أعضاؤها للاضطهاد في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط، إلى منظمة تحظي بإجماع بشكل أو بأخر في المنطقة.
ونقل الكاتب عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع قوله إن ذلك "تعكسه تصريحات قادة حماس تجاه إسرائيل".
وأضاف المصدر العسكري إن قادة حماس "غيروا لهجتهم تجاه إسرائيل؛ ويظهرون ثقة بالنفس ويعودون إلى لغة التهديدات. هذا لا يعني أنهم ذاهبون للحرب، لكن هذا يعني أنهم يشعرون بحرية أكبر مما فعلوا".
بالإضافة إلى هذه التحولات الإقليمية، فإن إعادة تنظيم القوى العالمية الرائدة في المنطقة - التقارب الدراماتيكي بين طهران وموسكو، وذوبان الجليد الذي توسطت فيه الصين بين طهران والرياض، والانسحاب التدريجي للولايات المتحدة - كلها عوامل تغير قواعد اللعبة بشكل واضح.
وعلق مصدر دبلوماسي سابق رفيع المستوى على هذه التطورات قائلا: "ماذا تتوقع حين يغادر الأمريكيون، ويقترب الروس من إيران، ولا تتم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إلى واشنطن؟".
وتابع: "لا يمكن توقع استمرار السعوديين أو الإماراتيين في الاعتماد على تحالف استراتيجي ينهار أمام أعينهم. في الشرق الأوسط، إما أن تجلس حول المائدة أو توضع على الطاولة كطبق رئيسي لا توجد أرضية وسط ".
تلبية الشروط
وذكر الكاتب أن تصريحات نتنياهو حول تطبيع العلاقات مع السعودية في ظل هذه الأجواء إما أن تكون تصريحات جوفاء أو أنه يعرف شيئًا لا نعرفه.
وأضاف أن نتنياهو ربما يحاول تلبية الشروط التي حددتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكي يتمكن من الحصول على دعوة من البيت الأبيض.
وتشمل تلك الشروط وقف خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي للإصلاح القضائي المثيرة للجدل، وتخفيف التوترات الإسرائيلية الفلسطينية في القدس الشرقية وإسكات المحرضين في حكومته المتشددة.
وأشار الكاتب إلي أن نتنياهو في غضون ذلك، منع اليهود من زيارة الحرم القدسي في العشر الأواخر من رمضان، ويبدو أنه فرض قيود على نجله يائير الذي أغضبت تصريحاته واشنطن بشدة بسبب نظرياته واتهاماته المؤامرة.
وإذا تراجع نتنياهو عن خطط الإصلاح القضائي، الذي أدى إلى ما يقرب من أربعة أشهر من المظاهرات الشعبية في جميع أنحاء إسرائيل، فقد يكون رئيس الوزراء على المسار الصحيح مع الأمريكيين- وربما السعوديين.
وذكر الكاتب أن التطبيع الإسرائيلي السعودي يعتمد أولاً وقبل كل شيء، على استعداد البيت الأبيض والرئيس جو بايدن لتخفيف التوترات في العلاقات مع الرياض، وتزويد السعوديين بالمعدات التي يسعون لاقتنائها وتعزيز اتفاقات إبراهيم التي دبرها سلفه، دونالد ترامب.
وعقب الكاتب أن فرص حدوث ذلك ضئيلة. إذ يفتقر نتنياهو إلى الدعم المحلي من حلفائه القوميين المتطرفين لمثل هذه التحركات التصالحية، ولا يزال خصومه - قادة المعارضة بيني جانتس ويائير لابيد - يرفضون تقديم دعمهم من أجل إنقاذه. لكن يمكنه المحاولة، أو على الأقل التظاهر بأنه يحاول.