قلق إسرائيلي من تعزيز العلاقات بين الدول العربية وروسيا
الباحثان الإسرائيليان يوئيل جوزانسكي وأركادي ميل مان أعربا عن قلقهما من تداعيات التعزيز الراهن للعلاقات بين الدول العربية وروسيا، في وقت يتراجع فيه نفوذ الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) في منطقة الشرق الأوسط.
Table of Contents (Show / Hide)
وتابع جوزانسكي ووميل مان، في مقال نشره "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) وترجمه "الخليج الجديد"، أن وثائق الاستخبارات الأمريكية السرية المسربة "توضح بشكل أكبر الاتجاه المتزايد من الدول العربية لتنويع تفضيلات تحالفها، على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة".
وأضافا أن "إحدى النتائج المركزية للحرب (الروسية) في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022) هي التغييرات التي أجرتها دول الشرق الأوسط الأساسية في علاقاتها مع حليفها التقليدي، الولايات المتحدة، وتلك الدول ليست مهتمة بالتخلي عن العلاقة مع واشنطن، ولكنها معنية بتقليل اعتمادها على تلك العلاقة".
وزادا بأن "قيمة دول الخليج في أعقاب ارتفاع أسعار النفط من وجهة نظرها، باتت تسمح لها بمحاولة تشكيل نموذج جديد للعلاقات مع الولايات المتحدة، حيث زادت حرية المناورة، بحيث يسهل عليها تنفيذ سياسة مستقلة تتيح تعظيم السعي وراء مصالحهما الوطنية".
وأفاد بأنه "بالنسبة لدول الخليج العربي، تعتبر روسيا شريكا أساسيا لتنظيم أسعار الطاقة والتأثير على إيران والنفوذ في مواجهة الولايات المتحدة".
وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقَّعت السعودية وإيران اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إنهما تتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان.
واعتبر محللون أن توسط بكين الناجح في ذلك الاتفاق يعد تقليصا لنفود واشنطن، التي قللت تركيزها على الشرق الأوسط لصالح مواجهة نفوذ الصين، منافسها الاستراتيجي، المتصاعد في آسيا. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
ضعف أمريكي
و"منذ بداية الحرب في أوكرانيا سعت دول الخليج إلى تبني سياسة محايدة ظاهريا، فلم تدعم روسيا بشكل صريح كما فعلت إيران وسوريا، لكنها حافظت على اتصال مفتوح مع القيادة الروسية وساعدتها بطريقة لا تتفق مع الموقف الغربي، وهو سلوك يعكس تغييرا في النظرة إلى مكانة الولايات المتحدة في النظام الإقليمي الحالي"، وفقا لجوزانسكي ووميل مان.
وتابعا: "وبالنسبة لموسكو، فإن العلاقة مع دول الخليج لها أهمية قصوى، فبالإضافة إلى القدرة التي تعرضها (دول الخليج) لتجاوز العقوبات (الغربية على موسكو)، تتيح لها دول الخليج الوصول إلى المنطقة والمساهمة في تعزيز مكانتها فيها، كما تعتمد روسيا بشكل خاص (عبر التنسيق مع دول الخليج النفطية ولاسيما السعودية) على أسعار النفط لتمويل الحرب في أوكرانيا".
وقالا إن "نفوذ الولايات المتحدة ضعف في المنطقة لكنه لم يختف، فمثلا دفعت ضغوط أمريكية الإمارات إلى التصويت ضد روسيا بعد امتناع في أول تصويت بمجلس الأمن الدولي".
واستطردا: "كما أدت ضغوط مماثلة إلى إلغاء الإمارات ترخيص منحته لتشغيل بنك روسي على أراضيها، وهي خطوة كان من شأنها أن تسمح لروسيا بتحريك الأموال بسهولة على الرغم من العقوبات المفروضة عليها".
موقف إسرائيل
وعلى الرغم من وجود قدر من النفوذ الأمريكي إلأ أنه يجب على إسرائيل، بحسب جوزانسكي ووميل مان، أن "تقلق بشأن اتجاه تطوير العلاقات بين روسيا (والصين) ودول المنطقة".
وأضافا أن الوثائق الأمريكية المسربة "تقدم دليلا إضافيا على هذا الاتجاه، حيث تسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في المنطقة، بينما تولي الولايات المتحدة اهتماما أقل لأحداث المنطقة، وتسعى الدول الإقليمية إلى تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية مما كانت عليه في الماضي، مما يعني عمليا على الأرجح النأي بنفسها عن فلك الولايات المتحدة".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم ست دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب علاقات علنية مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيوم حزيران 1967.
ويبدو أنه توجد مخاوف إسرائيلية من تغير خارطة التوازنات في المنطقة مع تعزيز نفوذ روسيا وتوطيد علاقتها مع الدول العربية، بما قد يفرض علي تل أبيب ضغوطا لمعالجة النزاع العربي الإسرائيلي، بينما تحظى منذ عقود بدعم حليفتها واشنطن على الرغم من عدم تسوية النزاع.