هذه تفاصيله وأهدافه.. السعودية تستضيف اجتماعا لبحث سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
تستضيف مدينة جدة، اجتماعاً لمُستشاري الأمن القومي وممثلي عدد من الدول لبحث سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وهو الاجتماع الذي يكتسب أهمية كبرى خاصة بالنسبة إلى كييف وحلفائها الغربيين، حتى وإن غابت عنه موسكو.
Table of Contents (Show / Hide)
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، (رسمية)، الجمعة، إن الاجتماع سيبحث سبل "حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية"، و"بما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة".
وأعربت السعودية عن تطلعها إلى أن يسهم هذا الاجتماع في "تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول حل الأزمة الأوكرانية".
ولفتت الوكالة إلى إبداء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية إلى التخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية".
وتابعت: "تتطلع حكومة المملكة إلى أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق، والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة بحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم مزيداً من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة".
ويعد أبرز يميز الاجتماع، هو حجم المشاركة التي تعكس، حسب مراقبين، توجها دوليا واسعا ينشد وقف حرب أرهقت العالم، وسلاما يعيد الاستقرار إلى العلاقات بين الدول والأمن إلى اقتصاداتها وأسواقها الغذائية.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، سيشارك في الاجتماع.
ولن تحضر روسيا الاجتماع، لكن ستحضر الصين، وهو ما يشير إلى عدم الارتياح في بكين بشأن ما يبدو بشكل متزايد أنه صراع مطول، حيث قالت الخارجية الصينية، إن المبعوث الصيني الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي، سيزور جدة لحضور المحادثات.
وجاء غياب روسيا عن الاجتماع، مشابها لموقفها الذي اتخذته في اجتماع مماثل، عقد الشهر الماضي، في مدينة كوبنهاغن الدنماركية.
وقال مسؤولون مقيمون في الخليج اطلعوا على التحضيرات، إنه من المتوقع أن تحضر دول من بينها بريطانيا واليابان.
فيما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن "عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان، وجّه الدعوات لحضور الاجتماعات التي تشارك فيها نحو 30 دولة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت في تقرير، أن دولا نامية مثل البرازيل التي حضرت الاجتماع في كوبنهاغن، من المتوقع أن تشارك أيضا في اجتماعات جدة.
وكان اجتماع كوبنهاجن شهد مشاركة مسؤولين كبار من أوكرانيا ودول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، ودول مثل البرازيل والهند والسعودية وجنوب إفريقيا وتركيا.
وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير لها، أنه "من غير الواضح، ما إذا كان بن سلمان، سيحضر الاجتماع، نهاية هذا الأسبوع"، مضيفة: "غير أنه من المتوقع أن تُطلع السعودية روسيا على النتائج".
ووفقاً للصحيفة، ستدور المناقشات، التي تجري على مدار يومين، حول 10 مواضيع فرعية، وعلى وجه الخصوص "أمن الغذاء والطاقة، وإطلاق سراح السجناء"؛ فضلاً عن "الأمن البيئي وإمكانية تشكيل محكمة جرائم الحرب".
إضافة إلى ذلك، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه من المرجح أن يلتقي ممثلو الدول الأوروبية، قبل الاجتماع المقرر في جدة، لتنسيق أطروحاتهم.
وحسب مدير مكتب الرئاسة في كييف، فإن "صيغة السلام الأوكرانية" ستكون الموضوع الأبرز للاجتماع، فهي "لن تضمن تحقيق السلام لأوكرانيا فحسب، بل ستخلق أيضا آليات لمواجهة النزاعات المستقبلية في العالم"، على حد قوله.
و"صيغة السلام الأوكرانية" التي يدور الحديث عنها هي وثيقة من 10 بنود، تشمل ما يلي:
السلامة النووية: بعودة محطة زاباروجيا النووية (أكبر محطة في أوروبا) إلى سيطرة أوكرانيا.
الأمن الغذائي: باستمرار العمل وفق "اتفاقية الحبوب" بالبحر الأسود، مع توسيعها لتشمل جميع الموانئ.
أمن الطاقة: بالحد من أسعار موارد الطاقة الروسية، وحماية المنشآت الأوكرانية بأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
إطلاق سراح جميع الأسرى وإعادة "المرحلين قسرا".
احترام ميثاق الأمم المتحدة، واستعادة السلامة الإقليمية لأراضي أوكرانيا.
انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف "الأعمال العدائية" ضدها.
تحقيق العدالة: بإنشاء محكمة خاصة لـ"الجرائم الروسية" والتعويض عن الأضرار والخسائر التي سببتها الحرب.
مكافحة "إبادة البيئة".
منع التصعيد في المستقبل من خلال تزويد أوكرانيا بضمانات أمنية.
تحديد نهاية الحرب بتوقيع معاهدة سلام متعددة الأطراف.
ويستبعد دبلوماسيون غربيون الموافقة على جميع النقاط العشر الواردة في صيغة زيلينسكي للسلام خلال المحادثات، لكنهم قالوا إنهم يسعون على الأقل إلى الحصول على دعم واضح للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مثل وحدة الأراضي.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانج ون بين، في بيان، إن بكين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة في أوكرانيا.
فيما قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن المحادثات تمثل "استمراراً للنقاش" حول الصيغة التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإنهاء الصراع الدامي".
وأضاف كيربي، في مقابلة مع إذاعة "صوت أمريكا"، أن المحادثات في السعودية ستكون "فعالة" في "حشد مزيد من الدول خلف صيغة السلام الأوكرانية، وإيجاد طرق لتحقيقها، والمضي قدماً فيها، والمساعدة في الحصول على قوة دفع لها".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة، لا تتوقع نتائج ملموسة من اللقاء، وقال: "هذه ليست مفاوضات سلام، ولن أتوقع منها نتائج محددة وملموسة. إنها فرصة أخرى لحشد دعم المجتمع الدولي".
وأشار كيربي إلى أن جلوس زيلينسكي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يبدو في أي وقت قريب"، ولكن عندما يكون الرئيس الأوكراني مستعداً لذلك، "نكون قد قلنا، ونواصل القول بأن مقترحاته يجب أن تكون عنصراً أساسياً، وأن تكون محل احترام كامل في مرحلة المفاوضات التي لم نصل إليها بعد".
والإثنين الماضي، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن موسكو "لا ترى حالياً أي أساس لإجراء محادثات سلام مع كييف"، معتبراً أن "النظام الأوكراني لا يريد وليس بمقدوره أن يريد السلام طالما أنه يُستخدم حصرياً كأداة في حرب الغرب كله مع روسيا".
فيما توقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن يكون اجتماع السعودية "مفيداً إذا كان يساعد الغرب على إدراك عدم جدوى خطة زيلينسكي".
ويعد اجتماع الرياض، أحدث جهود سعودية لترسيخ حضورها في المسارات الدبلوماسية المرتبطة بحرب أوكرانيا.
ففي مايو/أيار الماضي، استضافت السعودية زيلينسكي، في اجتماع لقمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم حينها قادة دول عربية بـ"غض الطرف" عن تبعات الغزو الروسي.
وأيّدت الرياض قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وضم روسيا لأراض في شرقي أوكرانيا.
في الوقت ذاته، واصلت السعودية التنسيق مع روسيا بشأن سياسة الطاقة ضمن تحالف "أوبك+"، بما في ذلك قرارات خفض إنتاج النفط التي تمت الموافقة عليها، في أكتوبر الماضي، والتي اعتبرتها واشنطن أنها ترقى إلى "الاصطفاف مع روسيا" في الحرب.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، لعبت الرياض دورا في التوسط في إطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولايات المتحدة وخمسة من بريطانيا.
وتقول الرياض إنها لا تزال منفتحة على تأدية دور في الوساطة لإنهاء النزاع.
كما سبق أن تعهدت الرياض بتقديم 400 مليون دولار لإغاثة أوكرانيا.