ويتجدد الحديث عن الاستثمارات السخية الغامضة للسعودية مع كوشنر، بعد أيام قليلة من الكشف عن توجيه جزء من هذا الاستثمار، بواسطة شركة كوشنر، لشراء حصة في شركة إسرائيلية، وهو الاستثمار الذي يأتي بالتزامن مع تصاعد الحديث حول مساع لتطبيع العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال، برعاية أمريكية.
الكاتب الأمريكي جانين مانشيني يعيد فتح الملف، في تقرير نشره موقع "ياهو فاينانس" وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى الرفض الذي أبدته لجنة إدارة صندوق الاستثمارات السعودي لقرار تخصيص 2 مليار دولار للاستثمار في شركة كوشنر الخاصة الجديدة "أفينيتي بارتنرز Affinity Partners"، وهو الاستثمار الذي حصل عليه صهر ترامب بعد أشهر قليلة من مغادرته للبيت الأبيض.
مخاوف واعتراضات
وقال التقرير إن لجنة تفحص استثمارات صندوق الثروة السيادية السعودي أعربت بالفعل عن مخاوفها بشأن شركة الأسهم الخاصة الجديدة لكوشنر، حيث أشاروا إلى قضايا مثل قلة خبرة الشركة، وإمكانية تحمل المملكة لمعظم مخاطر الاستثمار، والعناية الواجبة غير المرضية على عمليات الشركة، ورسوم إدارة الأصول المفرطة، ومخاطر العلاقات العامة بسبب دور كوشنر السابق كمستشار كبير لترامب، الذي يواجه الآن تهما متعددة، لها طابع سياسي وتجاري.
ومع ذلك، أبطل مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الذي تبلغ قيمته 620 مليار دولار، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قرار اللجنة.
وأثارت هذه الصفقة مخاوف أخلاقية أيضا، بحسب الكاتب، حيث يمكن اعتبارها رشوة لتصرفات كوشنر في البيت الأبيض أو محاولة لكسب تأييد ترامب بينما يسعى ترامب لولاية رئاسية أخرى في عام 2024.
كما أن علاقات كوشنر الوثيقة مع ولي العهد السعودي، بما في ذلك دفاعه عنه بعد مقتل خاشقجي، لفتت الانتباه أيضًا.
كوشنر ومينوشين
ومن المثير للاهتمام والدهشة، على حد قول الكاتب، أن الصندوق السعودي استثمر مع كوشنر ضعف ما استثمره مع وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيفن منوشين، على الرغم من أن منوشين كان يتمتع بسجل استثماري ناجح قبل دخوله الحكومة.
ردًا على ذلك، سلط متحدث باسم شركة كوشنر الضوء على معايير الفحص الدقيق للمستثمرين، بينما رفض الصندوق السعودي التعليق على عملية الاستثمار الخاصة به.
وتكشف وثائق الصفقة أن مشروع كوشنر يعتمد بشكل كبير على الأموال السعودية.
كان كوشنر يهدف في البداية إلى جمع ما يصل إلى 7 مليارات دولار، بشكل أساسي من المملكة العربية السعودية، لكنه نجح في تأمين عدد قليل من المستثمرين الرئيسيين الآخرين.
واعتبارًا من أحدث الإيداعات، أبلغت شركته عن إدارة 2.5 مليار دولار أمريكي، معظمها من مستثمرين خارجيين.
وعرض كل من كوشنر ومنوشين على الصندوق السعودي تخفيضات على رسوم إدارة الأصول وحصة من أرباح الصندوق.
ومع ذلك، وافق السعوديون على دفع رسوم أقل لشركة منوشين.
موافقة أسهل لمينوشين
وبينما ثار جدل داخل الصندوق السعودي حول الاستثمار في شركة كوشنر، كان الأمر مختلفا بشكل كبير، حيث تمت الموافقة بشكل سهل على اقتراح منوشين.
وركز صندوق منوشين على الأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية والترفيه، بما يتماشى مع الأولويات السعودية، في حين افتقرت شركة كوشنر إلى التركيز الواضح، يقول الكاتب.
على الرغم من اعتراضات بعض أعضاء اللجنة، وافق مجلس الإدارة في النهاية على صفقة كوشنر، وأشار المجلس، برئاسة الأمير محمد بن سلمان، إلى هدف تشكيل علاقة استراتيجية مع "أفينيتي بارتنرز" وجاريد كوشنر.
أحدث استثمارات كوشنر
أُعلن هذا الأسبوع أن شركة كوشنر تقوم بأول استثمار لها في إسرائيل من خلال الاستحواذ على حصة أقلية بقيمة 150 مليون دولار في شركة سيارات إسرائيلية.
في هذه الصفقة، ستشتري شركة "أفينيتي" حصة قدرها 15% في قسم السيارات والائتمان التابع لمجموعة "شلومو S Shlomo Holdings Ltd"، وهي شركة إسرائيلية.
وتم الكشف عن الاستثمار يوم 6 سبتمبر/أيلول الجاري.