مخرجون إسرائيليون يكشفون حقائق مظلمة عن دولتهم وتاريخها
في محاولة لتوفير سياق للحرب الحالية الدائرة في قطاع غزة، وجه عدد من المخرجين الإسرائيليين الكاميرا بشجاعة نحو مجتمعهم، وكشفوا عن حقائق مظلمة حول دولتهم وتاريخها.
Table of Contents (Show / Hide)
وتضمنت غالبية هذه الأفلام عناوين فلسطينية مألوفة، بما في ذلك "حظر التجول" (1994)، "الجنة الآن" (2005)، "5 كاميرات مكسورة" (2011)، "فرحة" (2021)، وعددا لا يحصى من الأفلام الوثائقية التي أنتجها صانعو أفلام أوروبيون عن غزة، مثل "ولد في غزة" (2014)، "طريق السموني" (2018)، دموع غزة (2010)، و"غزة تناضل من أجل الحرية" (2019).
وأبرز موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقرير له نشره الخميس، مجموعة من الأفلام الإسرائيلية وجميعها من إخراج صانعي أفلام إسرائيليين وتسلط ضوءًا مختلفًا على الصراع مع تقديم فهم أكثر عمقًا لكيفية وصولنا إلى هذه النقطة المدمرة في التاريخ.
كل من هذه الأفلام عبارة عن قطع من فسيفساء كبيرة تكشف عن دولة مفلسة أخلاقيا، والتي قادتنا سياساتها التي استمرت لعقود من الزمن إلى ما نحن عليه اليوم، بحسب الموقع.
1- السنوات الـ 54 الأولى: دليل مختصر للاحتلال العسكري (2021)
الفيلم للمخرج الإسرائيلي المناهض للصهيونية المقيم في باريس آفي مغربي، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمبادرة "كسر الصمت" الشهيرة، وهي مبادرة أسستها مجموعة من الجنود السابقين تهدف إلى توثيق الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة.
ويوضح الفيلم كيف تمكنت إسرائيل من السيطرة الكاملة على الأراضي المحتلة منذ حرب عام 1967.
ويؤكد مغربي على حقيقتين أساسيتين كثيرا ما يتم نسيانهما.
الأول هو أن قرار الأمم المتحدة رقم 242 لعام 1974، الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد تم تجاهله عمداً من قبل كل الإدارات الإسرائيلية اللاحقة تقريباً.
ثانيًا، أعمال العنف واسعة النطاق التي بدأت مع الانتفاضة الأولى في عام 1987 كانت نتيجة مباشرة لسياسات الضم (احتلال) المستمرة التي تنتهجها إسرائيل.
ومن المثير للاهتمام أيضًا استخدام الدولة الصهيونية للعنف الذي حرضت عليه لتصوير نفسها في دور الضحية أمام المجتمع الدولي.
وفي نهاية الفيلم، يوضح مغربي أن أي أمل في التوصل إلى حل عادل على أساس الدولتين لم يكن سوى وهم إسرائيلي مصطنع - وهو أن إعادة الأراضي المسروقة ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير لم يكن مطروحاً على الطاولة على الإطلاق.
2- القانون في هذه الأجزاء فقط
المخرج رعنان ألكسندروفيتش هو أيضًا مغترب مقيم في فيلادلفيا اتخذ مثل مغربي، حرب 1967 كنقطة انطلاق للتحقيق في الإطار القانوني المسؤول عن الإخضاع المنهجي للفلسطينيين وإضفاء الشرعية على المستوطنات خارج القدس.
ويسلط مخرج الفيلم الضوء على المعاملة العنصرية التي ترعاها الدولة الإسرائيلية للعرب وظهور "الاعتقال الإداري"، حيث يمكن احتجاز المتهمين إلى أجل غير مسمى دون تهمة.
ويكشف ألكسندروفيتش عن نظام قضائي متعصب لا هوادة فيه في تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
يجري ألكسندروفيتش المقابلات أمام شاشة عريضة تحتوي على لقطات لمحاكمات وهمية إلى جانب مقاطع فيديو مثيرة للعنف والإذلال الذي تعرض له الفلسطينيون منذ عقود.
ويعترف البعض بمسؤوليتهم عن القمع وسفك الدماء منذ أكثر من نصف قرن؛ ويتبنى آخرون موقفًا أكثر رزانة، ويرفضون الحكم عليهم ويحمون أنفسهم من أي ذنب واضح.
ولم يسفر نجاح الفيلم عن أي تغيير سياسي في إسرائيل، مما دفع ألكسندروفيتش إلى التوقف لفترة طويلة والتشكيك في كفاءة وتأثير الفيلم.
3- المستوطنون (2016)
يعد الفيلم الوثائقي الطويل للمخرج الروماني شيمون دوتان، المولود في رومانيا والذي نشأ في إسرائيل، هو الفيلم الأكثر إثارة للغضب في هذه القائمة.
وعلى غرار ألكساندروفيتش ومغربي، اتخذ دوتان عام 1967 كنقطة انطلاق لتوسيع المستوطنات.
يدمج دوتان لقطات أرشيفية ومقابلات مع نشطاء وأكاديميين إسرائيليين يساريين منتقدين في سرده الزمني، لكن تركيز الفيلم يظل على المقابلات المثيرة مع المستوطنين.
العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم هم من المتعصبين الدينيين الذين يؤكدون حقهم الإلهي في الأرض؛ وتعامل آخرون مع الأراضي الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها قسراً على أنها مجرد مساكن ميسورة التكلفة.
في كل الأحوال، حقوق الفلسطينيين المسلوبة غائبة في أذهان رعايا المستوطنين – منبوذون ومرفوضون. إن إقرار الحكومة للمستوطنات يمنح عدوانية المستوطنين وتعصبهم وفسادهم ضمانة قانونية لا يستطيع أي فلسطيني أن يتحداها.
4- الطنطورة (2022)
تظل النكبة موضوعًا محظورًا حتى بالنسبة للفنانين الإسرائيليين الأكثر ميلاً إلى اليسار.
يكسر ألون شوارتز صمته الطويل من خلال هذا الفيلم الوثائقي المؤلم الذي يسرد المذبحة غير المعروفة التي وقعت عام 1948 في البلدة الساحلية الفلسطينية التي تحمل اسمها والتي شهدت قيام جنود من لواء ألكسندروني التابع للجيش الإسرائيلي بقتل مئات القرويين الفلسطينيين ودفنهم في مقابر جماعية.
يعود أصل الفيلم إلى بحث أجراه الأكاديمي تيدي كاتز في أواخر التسعينيات والذي تمكن فيه من إجراء مقابلات مع الجنود الذين شهدوا المذبحة أو شاركوا فيها.
وعندما ظهرت الأخبار حول النتائج التي توصل إليها كاتس، تراجع الجنود عن اعترافاتهم وأنهوا مسيرة كاتس المهنية.
وشارك كاتز تسجيلات الجنود مع شوارتز، وهذه المقابلات هي التي تشكل أساس هذا الكشف المؤلم.
بالإضافة إلى ذلك، أجرى المخرج مقابلات مع العديد من الجنود الناجين. وتحدث البعض عن جرائم القتل التي أشرفوا عليها؛ واعترف آخرون أنهم شاركوا في عمليات القتل.
ولا أحد يعبر عن أي ندم على أفعاله؛ لا أحد يظهر أي إنسانية تجاه الفلسطينيين القتلى الذين ما زالوا مدفونين في قبور مجهولة.
5 -يافا، آلية البرتقالة (2009)
ولم يكن هذا الفيلم أقل قوة وهو إيال سيفان، ومقره أوروبا، وتحدث الفيلم عن الاستيلاء على البرتقال الفلسطيني المميز وتصديره كمحصول إسرائيلي إلى جميع أنحاء العالم.
من خلال لقطات أرشيفية وصور ومقابلات مع كل من العلماء والشهود المسنين، يقوم سيفان بمسح سنوات ما قبل عام 1948 عندما عاش اليهود والفلسطينيون في وئام نسبي بجانب بعضهما البعض. النكبة غيرت كل شيء.
وعلى الرغم من أن اليهود لم يمتلكوا سوى سبعة أو ثمانية بالمائة من أراضي يافا، إلا أن القوات الإسرائيلية طردت الفلسطينيين من منازلهم، وسيطرت على المدينة بالكامل، وادعت أن محصولها ملك لها.
وأصبحت يافا رمزاً للدعاية الصهيونية، وحجر الزاوية في أسطورة الأرض الصحراوية الفلسطينية التي زرعها الإسرائيليون عندما استولوا عليها.
يصور سيفان إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 على أنها مشروع استعماري كبير استغل كل الوسائل الممكنة لإنشاء صورة ذاتية قومية مجيدة مليئة بالتضليل.
ويتبين أن التكتيكات التي تستخدمها دولة إسرائيل لتشديد سيطرتها على الأرض هي نفس التكتيكات التي لا تزال آلة الدعاية الصهيونية تعتمد عليها اليوم: اختلاس الصورة، وتشويه التاريخ، والسرقة والاستغلال. طمس الهوية الفلسطينية.
6- فليكن صباحا (2021)
الفيلم مستوحى من رواية تحمل نفس العنوان للكاتب الفلسطيني المثير للجدل سيد قشوع، وتدور أحداث الفيلم حول سامي (أليكس بكري)، مدير تكنولوجيا المعلومات الذي يعيش حياة مريحة من الطبقة المتوسطة في القدس حتى يجد نفسه عالقًا في قرية طفولته العربية بسبب حصار عسكري مفروض لأسباب لم يتم شرحها بشكل كامل.
بعد أن أصبح بعيدًا عن مجتمعه العربي، يدرك سامي تدريجيًا أن نمط الحياة المزدهر الذي كان يعيشه لم يكن سوى غطاء لوجوده الهش والمستنزف في مجتمع حيث سيتم معاملته دائمًا كمواطن من الدرجة الثانية.
ويركز الفيلم في جزء منه على عزلة الفلسطينيين داخل إسرائيل، ويمكن القول أن فيلم "Let it Be Morning" هو التصوير الأكثر تعاطفًا والأكثر إدراكًا لحياة الفلسطينيين الذي ابتكره مخرج أفلام إسرائيلي.
يضم طاقم عمل مؤلف بالكامل من فنانين فلسطينيين، ويؤكد الفيلم على أنه لا يمكن للفلسطينيين أبدًا أن يتمتعوا بوجود إنساني طبيعي طالما ظل موقف إسرائيل دون تغيير.