جولدنبرج قالت، إن "مزاج الإسرائيليين يتغير بعد أكثر من مائة يوم من الحرب في غزة، والحافز هو الخلاف حول القيادة الاستقطابية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضافت: "في البداية، وضع الإسرائيليون، الذين أذهلهم هجوم (...) حماس، خلافاتهم جانبا واحتشدوا وراء الجيش، لكن الآن تظهر من جديد الانقسامات القديمة التي يمكن أن تغير مسار الحرب".
وتابعت أنه "مع استمرار ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الإسرائيليين، وبقاء العشرات من الأسرى في غزة واستمرار حماس، فإن المزيد من الإسرائيليين يعارضون نتنياهو وحكومته بصوت عالٍ، وينقسم الرأي العام حول ما إذا كان الجيش قادرا على تحقيق أهداف نتنياهو المعلنة والمتمثلة في تدمير حماس وإعادة الأسرى في الوقت نفسه".
تمسك بالسلطة
"ولا يزال نتنياهو، وهو الأكثر بقاءً في منصب رئيس الوزراء بإسرائيل، يترأس ائتلافا متمسكا بالسلطة على الرغم من الانتقادات"، كما زادت جولدنبرج.
واستدركت: "لكن المعارضين يقولون إنه يفتقر إلى رؤية واضحة لكيفية إخراج إسرائيل من غزة، ويعتقدون أن دوافعه السياسية والشخصية تخيم على عملية صنع القرار".
وأردفت: "ويرى معارضو نتنياهو أنه مدين بالفضل لمؤيديه القوميين المتطرفين في البرلمان، الذين طالب الكثير منهم بطرد الفلسطينيين من غزة، ويعتبر المعارضون أن تهم الفساد الموجهة إليه دليلا على أن من مصلحته إطالة أمد الحرب".
أما نتنياهو فيقول إنه يضع مصلحة إسرائيل في الاعتبار، وسيجيب بعد الحرب عن الأسئلة الصعبة بشأن الإخفاقات في مواجهة هجوم حماس، التي قتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240 لمبادلتهم مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه حاليا ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.
جولدنبرج قالت إن "الحرب الإسرائيلية قتلت في غزة أكثر من 25 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، وأثارت كارثة إنسانية بسبب الدمار والتشريد على نطاق واسع، والإمدادات المحدودة من الغذاء والمياه والأدوية".
وتابعت أن "الانتقادات الدولية دفعت إلى إجراء محاكمة أمام محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، بشأن مزاعم بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين".
انتخابات مبكرة
و"تعهد نتنياهو، الذي تجنب حتى الآن المساءلة عن الإخفاقات العسكرية والمخابراتية في 7 أكتوبر، مرة أخرى أمس الثلاثاء بمواصلة القتال "حتى النصر المطلق"، غداة مقتل 24 جنديا، في يوم هو الأكثر دموية لإسرائيل منذ بدء الحرب"، بحسب جولدنبرج.
غير أن إيال بن روفين، وهو جنرال إسرائيلي في الاحتياي: "عندما يقول رئيس الوزراء "النصر المطلق.. الحرب حتى عام 2025"، فهو يعلم أن الأسرى سيعودون في نعوش".
وفي الأسبوع الماضي، قال غادي آيزنكوت، عضو مجلس الوزراء الحربي والقائد العسكري السابق الذي قُتل ابنه وابن أخيه في الحرب، إن "التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض هو وحده الذي يمكن أن يحرر الأسرى"، داعيا إلى إجراء انتخابات قريبا لاستعادة ثقة الناخبين.
ووفقا لجولدنبرج، فإن "الجوقة المتزايدة من الأصوات المعارضة للحكومة بدأ صبرها ينفد، واجتذب احتجاج يدعو لإجراء انتخابات، الأسبوع الماضي، الآلاف في تل أبيب، وهو أكبر تجمع مناهض للحكومة منذ بدء الحرب".
وأضافت أن مجموعة من 170 من القادة السابقين وغيرهم من كبار مسؤولي الدفاع، وقَّعوا رسالة في وقت سابق من الشهر الجاري، تدعو إلى إجراء الانتخابات الآن، وكان بعض هؤلاء القادة معارضين لخطة الحكومة لما تعتبره إصلاح لمنظومة القضاء (وتراه المعارضة انقلابا)، وهذا مؤشر على كيفية تسوية الانقسامات حول الحرب بطرق عديدة".
المصدر: الخليج الجديد