هذا المشهد المعقد في واشنطن رصده جوناثان لومير وألكسندر وارد، في ضوء مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية في شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقال لومير ووارد إن "بايدن، الراغب في الحد من الصراع وتجنب جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وجّه فريقه بوضع خيارات عسكرية للرد على الهجوم".
وبحسب مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فإن "من بين الخيارات المطروحة أمام البنتاجون (وزارة الدفاع): ضرب أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق، أو استهداف الأصول البحرية الإيرانية في الخليج العربي".
واقترح المسؤولون أنه "بمجرد أن يعطي الرئيس الضوء الأخضر، فمن المرجح أن يبدأ الانتقام في اليومين التاليين على شكل موجات ضد مجموعة من الأهداف".
و"بعناية، عاير بايدن رده على أكثر من 160 هجوما نفذها وكلاء مدعومون من إيران، على أمل الاستفادة من الفوضى في المنطقة في أعقاب بعد 7 أكتوبر (بداءة الحرب الإسرائيلية على غزة)"، كما أردف لومير ووارد.
وأضافا أن بايدن "استجاب لحوالي 10% فقط من تلك الهجمات، وسمح بشن ضربات جوية محدودة، معظمها على الحوثيين الذين يستهدفون سفن الشحن (المرتبطة بإسرائيل) في البحر الأحمر، بينما حاول بشدة إنهاء الصراع (الحرب الإسرائيلية) في غزة (متواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي) ومنع المزيد من التصعيد"، على حد تقديرهما.
حرب إقليمية
وقال جيريمي باش، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاجون، إن بايدن "لا يمكنه تجنب التحديات الدولية حتى في عام الانتخابات".
وتابع أنه "يوجد شعور بأن تدابير الردع التي اتخذناها حتى الآن لم تستقبلها طهران كما كنا نأمل، لذا لا مفر من التصعيد".
فيما حذر آرون ميلر، وهو مفاوض السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط ويعمل حاليا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، من "مخاطر إثارة حرب إقليمية حقيقية".
واعتبر أن "إيران لا تستطيع تحمل صراع مباشر مع الولايات المتحدة، لكنها يمكن أن تطلق العنان لحزب الله على إسرائيل أو الأصول الأمريكية، ويمكن أن يتصاعد الأمر".
انتخابات رئاسية
و"في حين أن الشؤون الخارجية لا تحدد في كثير من الأحيان مصير الانتخابات الرئاسية، فإن هناك خطرا من أن تدفع الاضطرابات المتزايدة في الخارج الناخبين إلى السعي إلى التغيير في الداخل"، وفقا للومير ووارد.
وتابعا أن "استطلاعات الرأي تظهر أن أجزاء من القاعدة الديمقراطية، بما في ذلك الناخبين الشباب والملونين والتقدميين، لا توافق على دعم بايدن (من الحزب الديمقراطي) لإسرائيل خلال الحرب، ويعتقدون أنه لم يفعل ما يكفي للحد من الخسائر بين المدنيين في غزة (نحو 27 ألف قتيل)".
وقال اثنان من مستشاري الحملة الانتخابية إن "دعم بايدن لإسرائيل أضر بالحملة بشدة، في ظل وجود عدد كبير من السكان العرب الأمريكيين في (ولاية) ميشيجان، ويسعى فريقه لإيجاد طرق أخرى لتحقيق الفوز في الولاية (متأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين) التي تمثل ساحة معركة".
المصدر: العربي الجديد