وتعيش الشوارع المغربية، منذ أشهر، على إيقاع المظاهرات والمسيرات التضامنية، للتأكيد على الدعم للشعب الفلسطيني، والمطالبة بإيقاف كافة أشكال "التطبيع" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. ومع ليالي شهر رمضان، تسارعت المظاهرات وزادت من نسبتها، وأيضا زادت الأعداد التي تخرج فيها، بشكل شبه يومي، أمام جُل المساجد، عقب صلاة التراويح، وبعد كل صلاة جمعة.
وفي هذا السياق، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التي تنظم جُل المظاهر التضامنية مع الشعب الفلسطيني، إنه "قد تم اليوم تنظيم 120 مظاهرة بـ58 مدينة مغربية مختلفة".
وأكدت: "هذا العدد المسجل من الوقفات والمظاهرات المتزامنة، سُجّل فقط مباشرة بعد صلاة الجمعة دون احتساب الوقفات الليلية التي يستعد المغاربة للمشاركة فيها"؛ بينما "تميزت الفعاليات التي تزامنت مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالدعاء للمقاومة بالنصر وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء".
وتابعت، في بلاغ لها، وصل "عربي21" نسخة منه، "خرج الشعب المغربي في 120 مظاهرة بـ 58 مدينة مغربية في جمعة طوفان الأقصى الـ26 التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تحت شعار "نصف عام من الإبادة .. نصف عام من الخذلان".
واسترسلت، أن "ذلك يأتي تضامنا مع غزة الجريحة التي تتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي منذ السابع من أكتوبر". فيما شهدت المظاهرات التي عمّت المدن المغربية، رفع شعارات منددة "بالصمت الدولي والخذلان العربي الرسمي تجاه المجازر المستمرة في حق المدنيين من الأطفال والنساء".
كذلك، أعلن المتظاهرون، من مختلف المدن المغربية، عن استمرارهم في الحراك التضامني إلى حين وقف الحرب، مجددين "رفضهم المطلق لكل اتفاقيات استمرار العلاقات مع إسرائيل مطالبين بقطعها الفوري"؛ فيما عرفت عدد من الوقفات الاحتجاجية توجيه انتقادات إلى الإدارة الأمريكية على خلفية دعمها للاحتلال الإسرائيلي، مقدمين على حرق صور الرئيس بايدن، ومسؤولين في الإدارة الأمريكية، فضلا عن حرق صورة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والعلم الإسرائيلي.
وخلال الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت عقب صلاة التراويح، الجمعة، أمام البرلمان المغربي، بالعاصمة الرباط، قال عبد الرحيم الشيخي، باسم الهيئتين المنظمتيْن "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين" و"المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" إن "جمعة الغضب هذا يوم غضب على العدوان الصهيوني، وخاصة الإدارة الأمريكية التي تقود الحرب على غزة".
وأضاف الشيخي: "الوقفة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للقدس تكتسي أهمية خاصة، لاعتبارات عدة، منها العلاقة الوطيدة للمغاربة بالقدس، دينيا وتاريخيا"، مردفا: "صلاح الدين الأيوبي أوقف أوقافا في القدس تحمل اسم المغاربة؛ وهذه الأوقاف المغربية هدمها الكيان الصهيوني المحتل، وتنتظر من يحررها".
وأشار الشيخي إلى أن "المغاربة اعتادوا زيارة بيت المقدس عقب أداء فريضة الحج"، مضيفا: "إذا كان الشعب المغربي برهن على وفائه للقدس ولفلسطين يبقى على الدولة أن تنسجم مع خطابها بأن فلسطين تقع ضمن أولوياتها، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإسقاط التطبيع، واتخاذ القرارات المناسبة للإسهام في وقف العدوان".
إلى ذلك، اعتبرت الجهات المنظمة للوقفة الاحتجاجية أن "واجب النصرة للمقاومة لم يعد فرض كفاية، بل هو فرض عيْن على كل واحد القيام به، عبر الاحتجاج ومقاطعة بضائع وخدمات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، والمساهمة الخيرية لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة والاشتباك إعلاميا مع المتخاذلين، والترافع سياسيا لمناهضة كافة أشكال التخريب الصهيوني للمغرب عبر بوابة التطبيع".
ويواصل الاحتلال مجازره في قطاع غزة، بحق الفلسطينيين، وسط تفاقم حرب التجويع وخاصة في شمال القطاع. فيما ارتفعت حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 33091 شهيدا و 75750 مصابا، منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.