أوقفوا الحرب على غزة أوّلاً.. قوى بحرينية تتبرأ من “القمة عربية” في المنامة
مع انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين، وبهتان الموقف العربي الرسمي من القضية الأبرز على الساحة العربية، سارعت العديد من التيارات العربية لإصدار بيانات تعلن فيها عن موقفها من هذه القمة في سياق دعوتها الحكومات العربية إلى اتخاذ الموقف المطلوب منها من قِبل شعوبها.
Table of Contents (Show / Hide)
صدر عن قوى المعارضة في البحرين، الممثل بتيار الوفاء الإسلامي؛ حركة أحرار البحرين الإسلامية؛ حركة الحريات والديمقراطية “حق”؛ جمعية العمل الإسلامي “أمل”، بيانا مشتركا. حددت قوى المعارضة في بيانها الظروف التي تُعقد فيها القمة الـ33 لأول مرة في المنامة، حيث تأتي: في ظلّ مخاضات وأزمات وحروب متواصلة يُعاني منها العالم العربيّ، بما في ذلك الأزمات الدّاخليّة ومشاكل الحريّات وغياب الدّيمقراطيّة، إضافة إلى التّحديّات الناجمة عن العدوان الصّهيونيّ المتواصل، وما يرافقه من ملفّات وجوديّةٍ على مستوى الهيمنة الأجنبيّة، والتّطبيع، وانتهاك السّيادة الوطنيّة.
أعربت الفصائل عن خيبة أملها من النّظام العربيّ الرّسميّ الذي فشلَ في إدارةِ الأزمات المحليّة، وفي عدم الاستجابة لتطلّعات شعوب المنطقة في المشاركةِ الشّعبيّة وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، مشيرة إلى أن أحداثُ ما بعد السّابع من أكتوبر الماضي؛ أتت تزيد من يأسِ شعوبنا إزاء جديّة واستقلاليّة الأنظمة الحاكمة في إدارة ملفّ الدّفاع عن القضايا المصيريّة، والأمن الإقليميّ، وحماية الأوطان من التدخّلات والتّحالفات الأجنبيّة غير الشّرعيّة. داعية المشاريكن وقبل فوات الأوان، إلى وقفةٍ تاريخيّة حقيقيّة، والعودة إلى أحضان الشّعوب والاحتكام لإرادتها الحرّة، وقطْع كلّ الرّوابط والسّياسات التّابعة للقوى الأجنبيّة المعادية.
نوّهت القوى البحرانية في بيانها إنّ حكومة البحرين ا.التي تستضيفُ القمّة العربيّة تستغل استضافتها هذه القمّة للتْغطية على تطبيعها الخطير مع العدو، والتّستّر على سياساتها المرتبطة بالمصالح الأجنبيّة، ومعاداة مصالح شعوب المنطقة. مؤكدة أنها حكومةٌ مطبّعة و”صديقة” مع كيان العدو، وصدرت عنها – خلال حرب الإبادة في غزّة – تصريحاتٌ رسميّة تتبنّى الرّواية الصّهيونيّة، كما تورّطت في مواقف وإجراءات أضرّت بحقوق الفلسطينيين وبأمن المنطقةِ ومصالحها، بما في ذلك مساعدة الكيان الصّهيونيّ في توفير المؤن والبضائع برّا بعد استهداف السّفن المتوجّهة إلى الكيان المحتل.
مؤكدة على أنّ أداءَ الحكومات المطبّعة – وفي الخليج على وجه الخصوص – خلال الأشهر الماضية من العدوان على غزّة؛ يختصر الواقعَ المريرَ والمهين للنّظام العربيّ الرّسميّ، وفشله وعجْزه عن ردْع العدوان على غزّة وفلسطين المحتلّة والأراضي العربيّة، وامتناعه عن الاستماع لخيار شعوبه في قطْع التّطبيع وإغلاق السّفارات الصّهيونيّة ودعْم الحقّ الفلسطيني في الدّفاع والمقاومة. إنّنا نعبّر عن الخشية من أنْ تصبح حكوماتُ التّطبيع أكثر تأثيرا على القرار العربيّ الرّسميّ، وتكون السّبب في تكريس الخذلان والتّفريط في القضايا الكبرى، والتّرويج للتّطبيع وتوسيعه على بقيّة الحكومات عبر الضّغوط والرُّشى.
كما دعت المشاركين في القمّة العربيّة إلى الإنصات إلى أصوات شعب البحرين وهتافاتهم وشعاراتهم التي تنتشر في كلّ المناطق والأحياء، وأن يتعرّفوا على خيارات هذا الشّعب ومواقفه الحقيقيّة، بما في ذلك موقفه الثّابت في النّضال من أجل حقّه السّياسيّ والدّستوريّ الكامل، وإصراره الشّجاع على الدّفاع عن فلسطين وشعبها ومقاومتها، ورفْضه المطلق لكلّ أشكال التّطبيع والوجود الصّهيونيّ والأجنبيّ المعادي، واستعداده للمضي في هذه الطّريق وحتّى النّهاية، مهما بلغت التّحديّات والتّضحيات.
في الختام، جددت دعوتها أصحاب الضّمائر الحيّة ممّن سيُشارك في القمّة؛ إلى مناصرة شعب البحرين والإشادة بخياره الثّابت في الحريّة وفي نصْرة فلسطين وغزّة، وأن يشاركَ هؤلاء شعبَنا وقوانا في الضّغط على الحكومة للكفّ عن الهروب وخلط الأوراق، وتحرير ملف السّجناء السّياسيين من سياسةِ الابتزاز والمساومة، وإنهاء سيطرة الأمن والعسكر على أمور البلاد، والاستجابة لمطالب الشّعب والقوى الوطنيّة في إنجاز دولةٍ دستوريّة شعبيّة عادلة، كاملةِ الإرادة والاستقلال. مذكّرين الحكومة بأنّ “الفرصة لن تتكرّر، لأنّ ما بعد “طوفان الأقصى” ليس كما قبله، وأنّ زمن الشّعوب قد أتى وأزْهر، وزمن الظّلم والاستبداد والاستعمار قد ولّى إلى سَقر”.
من جانبها، دعت جمعية الوفاق البحرينية الحكومات العربية إلى اتخاذ خطوات عملية تؤدي إلى وقف حرب الإبادة في غزة، وبذل كل الجهود والعمل بكل ما يمكن للوصول إلى العضوية الكاملة إلى دولة فلسطين في الامم المتحدة.
داعية الحكومات العربية جميعاً إلى الانضمام للدعوة المرفوعة ضد الكيان الصهيوني من قبل جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، ومطالبة إياها باتخاذ موقف جماعي متقدم في قطع كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وغيرها مع الكيان الصهيوني وإغلاق السفارات الصهيونية وطرد سفرائها، ووقف كل مشاريع التطبيع.
وفي سياق منفصل، شجبت حركة الجهاد الإسلامي ما وصَفته بالتخاذل العربي والصمت المريب وتواطؤ أنظمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه.
وأعلنت الجهاد في بيان لها يوم أمس، بمناسبة ذكرى النكبة، أنه بعد ثمانية أشهر من حرب الإبادة في غزة، رايتها لم تنكسِر وإرادتها لم تتزَعزَع، وشدَّدت على أنَّ الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم بكل شجاعة وإصرار .
ونبَّهت إلى أنَّ الصمود الفلسطيني أثبت للعالم أجمَع تمسك الشعب بأرضه واستعداده للتضحية، وكشف زيف الكيان وهشاشته ووَهنه.
المصدر: مرآة الجزيرة