وجاء الإعلان عن المهرجان في الوقت الذي تتصاعد فيه شكاوى المواطنين من الفقر والبطالة والعوز وتؤكد تقارير أن مشاريع السعودية تواجه خفضا في التمويل.
واستنكر المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع الوطني المعارض أحمد حكمي، إقامة ولي العهد محمد بن سلمان مهرجان إبلٍ جديد بعشرات الملايين، فيما لا يزال الشباب السعودي يعاني من البطالة وغلاء المعيشة وصعوبتها.
وأبرز أن آلاف العاطلين والعاطلات من شباب الأمّة المهدر ينتظرون لسنواتٍ طوال أملاً في وظيفةٍ ودخلٍ كريم.وقال في حديثه مع صوت الناس، إن بن سلمان يعيش في عالم موازي للعالم الذي يعيش فيه السعوديون ويستحيل أن يشعر بمعاناتهم وتطلّعاتهم.
وأوضح عضو الحزب ناصر العربي، أن ما يفعله بن سلمان، هو ما تحدث عنه ابن خلدون قبل ٧٠٠ عام، عن الجيل الأخير ونهاية الدولة، وهو أن الجيل الأخير ينغمس في الترف (فالترف مفسد للخلق بما يحصل في النفس من ألوان الشر والسفسفة وعوائدها كما يأتي في فصل الحضارة فتذهب منهم خلال الخير التي كانت علامة على الملك ودليلاً عليه ويتصفون بم يناقضها من خلال الشر فيكون علامة على الإدبار والانقراض)”.
وأكد أن هذا هو كل هم بن سلمان الترف والترفية وليس الجِدة والعمل والعزة والسعي للتصنيع والتطور الحضاري الذي يقوم على إكرام قيمة الإنسان، قائلا إن بت سلمان بهذه المشاريع يبدد أموال الدولة التي هي مديونة الآن وتجاوزت ديونها ميزانيتها في الربع الأول.
وقال العربي، إن بن سلمان لا يعباء بما وصلت له السعودية من ارتفاع في ديونها وفشل في مشاريعها، وما يهمه أن يعيش يومه ويستمتع بما يريد، حيث لا رقيب ولا محاسب على مشاريعه الطائشة فمن الطبيعي أن يفسد في إدارة شؤون البلاد والعباد.
يشار إلى أن وكالة بلومبرع، رجحت في تقرير لها في يوليو/تموز 2024، أن تخفض السعودية الإنفاق على بعض أكبر مشاريعها التنموية بقيمة مليارات الدولارات، فضلاً عن تعليقها مشاريع أخرى، في وقت تسعى للتعامل مع كلفة التحول الاقتصادي الضخمة.
ونقلت عن أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المعلومات خاصة، قولهم إن لجنة حكومية يقودها بن سلمان، على وشك الانتهاء من مراجعة شاملة للمشاريع الضخمة، بما في ذلك مشروع “نيوم” الذي يتم تطويره على ساحل البحر الأحمر.
وأوضحوا أن من المتوقع حصوله نيوم على ميزانية أقل بـ20% مما كان مستهدفاً للعام الحالي.
وأفادوا بأن المشاريع الأخرى التي تم تقليصها تشمل ساحل “القدية”، وهو مشروع سياحي وترفيهي في جدة على البحر الأحمر لم يكشف عنه، وبلغت ميزانيته المحتملة 50 مليار دولار في إحدى المراحل، وفقاً لما ذكره الأشخاص.
وبحسب وكالة بلومبرغ، فإن هذه التخفيضات تمثل تحولاً في أولويات السعودية، التي أعلنت في إطار خطتها رؤية 2030 عن مشاريع تصل كلفتها إلى نحو 1.25 تريليون دولار، بهدف تنويع الاقتصاد، وكان لابد من اتخاذ قرار بشأن الأولويات والوتيرة المناسبة لتحقيق ذلك، في ظل انخفاض أسعار النفط، وعدم تحقيق الاستثمار الأجنبي للأهداف المرجوة، واستمرار العجز في الميزانية لثلاث سنوات.
المصدر: سعودي ليكس