وقال "الجدعان"، خلال فاعليات منتدى "دافوس": "لا توجد مشاكل في مناقشة كيفية تسوية ترتيباتنا التجارية، سواء كان ذلك بالدولار الأمريكي أو اليورو أو الريال السعودي".
وتعد تعليقات "الجدعان" هي أحدث إشارة إلى أن الدول القوية في جميع أنحاء العالم تخطط "لإزالة دولرة" الاقتصاد العالمي، إلا أنه سيكون من الصعب استبدال الدولار، وفق تقرير لموقع "ياهو نيوز".
وتعود هيمنة الدولار على التجارة العالمية، وتدفقات رأس المال إلى ما لا يقل عن 80 عامًا.
وعلى مدى العقود الثمانية الماضية، كانت الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، والكيان الأكثر نفوذا سياسيا والأقوى عسكريا.
ومع ذلك، يشعر الاقتصاديون من البلدان الأخرى بقلق متزايد من أن واشنطن قد "عززت" موقع القوة هذا في السنوات الأخيرة، وفقًا لشبكة "CBC".
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات لمعاقبة البلدان المتنازعة، وتهدد بتخفيض قيمة عملتها لكسب الحروب التجارية والاستفادة منها لدعم اقتصادها على حساب بقية العالم.
ومما لا يثير الدهشة، أن هذه التحركات قد ألهمت رد فعل عنيف من الصين وروسيا ودول بارزة.
وفي قمة البريكس الرابعة عشرة العام الماضي، أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن تدابير لإنشاء "معيار عملة دولي" جديد.
وفي غضون ذلك، تحث الصين منتجي النفط والمصدرين الرئيسيين على قبول مدفوعات اليوان الصيني.
قد يؤدي هذا التمرد ضد الدولار الأمريكي إلى تآكل بعض نفوذه، ولكن هناك أسباب للاعتقاد بأن هيمنة الدولار الأمريكي ستستمر.
السبب الأول هو هيمنة الدولار على الاحتياطات النقدية العالمية، حيث تستحوذ العملة الخضراء على 59.79% من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية العالمية، في مقابل 19.66% لليورو، بينما يمثل اليوان الصيني 2.76% فقط من الاحتياطيات العالمية.
السببت الثاني هو أن حالة العملة الاحتياطية ترتبط ارتباطا وثيقا بحجم اقتصاد الدولة وصادرتها، وهو ما يضمن التفوق الأميركي لفترة طويلة.
يشار إلى أنه خلال القرن التاسع عشر، كان الجنيه البريطاني هو العملة الاحتياطية الأعلى في العالم، لأن مستعمرات الإمبراطورية البريطانية احتاجته للتجارة والتبادل التجاري.
ولكن خلال القرن الماضي، سيطر الدولار الأمريكي، لأن الاقتصاد الأمريكي صار هو الأكبر، ومن المرجح أن يظل كذلك في ظل تباطؤ النمو الصيني في السنوات الأخيرة.
في الوقت نفسه، كانت روسيا تحتل المرتبة 11 بين أكبر الاقتصادات عالميا قبل أن تغزو أوكرانيا، في حين أن الهند تحتاج إلى معدلات نمو غير معقولة لمدة أكثر من 25 عاما من أجل مجاراة الولايات المتحدة.
أما السبب الأخير الذي يجعل الأمريكيين غير قلقين بشأن فقدان الدولار للنفوذ، هو أن السيناريو الأسوأ ليس بهذا السوء.
ويعتقد بعض المحللين أن المستقبل يمكن أن يكون متعدد الأطراف، وليس انهيارا للدولار، فقد تفقد الولايات المتحدة نفوذها في بعض قطاعات الاقتصاد العالمي، ولكنها لن تفقد هيمنتها في كل مكان.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصبح اليوان الصيني أكثر أهمية للتجارة والمدفوعات عبر الحدود، لكن الدولار يمكن أن يظل العملة الاحتياطية المفضلة للبنوك المركزية في الدول المتقدمة، وهذا أبعد ما يكون عن كونه كابوسا اقتصاديا للأمريكيين.
المصدر: الخليج الجديد