تضررت بسبب تعطل الملاحة وتحذيرات من انفجار بأسعار الشحن.. تبعات هجمات الحوثي تصل إلى مصانع بريطانيا!
تضررت المصانع البريطانية من التعطيل الناجم عن هجمات الحوثي في البحر الأحمر، رداً على حرب إسرائيل على غزة، التي أدت إلى تأخير الشحن وساهمت في ارتفاع التكاليف، في وقت حذر فيه رئيس شركة Adidas (أديداس) من "انفجار" في أسعار الشحن العالمية.
Table of Contents (Show / Hide)
حيث أظهر المسح الشهري الصادر عن شركة S&P Global الأمريكية أنَّ المُصنِّعين في بريطانيا يواجهون صعوبات متزايدة في سلسلة التوريد، حيث أدت أزمة البحر الأحمر إلى إعادة توجيه شحنات المواد الخام والمكونات والسلع الأخرى بعيداً عن قناة السويس.
هجمات الحوثي تسبب تراجعاً بقطاع التصنيع
وظل قطاع التصنيع في المملكة المتحدة في تراجع في بداية عام 2024، عندما شهد الإنتاج والطلبات الجديدة انخفاضاً أكبر؛ مما أدى إلى المزيد من فقدان الوظائف وتخفيضات في المشتريات والأسهم، وفقاً للمسح الشهري الصادر عن S&P Global.
وسجل مؤشر مديري المشتريات 47.0 نقطة في يناير/كانون الثاني 2024، في ارتفاع من 46.2 في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، لكن أقل من التقدير الأولي البالغ 47.3.
وأية قراءة أقل من 50 تشير إلى الانكماش، بينما أية قراءة أعلاه تشير إلى التوسع.
ضعف الطلب في الداخل والخارج
وقالت بعض الشركات المُصنِّعة، التي شملها المسح، إنه يمكن إضافة مدة 12 إلى 18 يوماً لبعض التسليمات المتوقعة؛ مما يعطل جداول إنتاجها ويزيد الضغوط التضخمية في وقت تعاني فيه الشركات من ضعف الطلب في الداخل والخارج.
وقال بيورن غولدن، الرئيس التنفيذي لشركة Adidas، أكبر شركة لتصنيع الملابس الرياضية في أوروبا، إنَّ اضطرابات الشحن ستؤثر في هوامش الربح، مشيراً إلى أنَّ أسعار الشحن "المتفجرة" تؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير الشحن يسبب بعض المشكلات في التسليم.
أضاف غولدن: "الأسعار الفورية عادت للانفجار مرة أخرى؛ لذلك إذا لم يكن لديك عقد طويل الأجل أو تشحن كميات أكبر مما ينص عليه عقدك، فستتحمل تكلفة متزايدة بسبب ذلك".
وتابع: "هناك تأخير حالياً في زمن الشحن لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً مما يسبب بالطبع بعض مشكلات التسليم، خاصة للسوق الأوروبية".
وحوّلت أكبر شركات الشحن في العالم، بما في ذلك Maersk وHapag-Lloyd، مسار السفن من قناة السويس وأعادت توجيهها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا؛ مما أضاف آلاف الأميال إلى الرحلات ويؤخر وصول مكونات التصنيع والسلع مثل الملابس والأحذية المصنوعة في آسيا إلى أوروبا.
أزمة البحر الأحمر ترفع الأسعار
في السياق، قال روب دوبسون، مدير شركة S&P Global Market Intelligence، إنَّ مبادرات إدارة التكلفة والمخزون صارت معقدة بسبب أزمة البحر الأحمر. حيث إن تحويل طريق شحن مدخلات التصنيع المشتراة، خاصة القادمة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حول رأس الرجاء الصالح، يؤدي إلى رفع الأسعار وتمديد المهل الزمنية للموردين.
وتتعامل قناة السويس عادة مع حوالي 12% من التجارة العالمية، وحوالي نصف البضائع التي تنتقل عبر القناة تتكون من بضائع حاويات، وتمر شحنات النفط أيضاً عبر هذا الطريق، من الخليج العربي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، وقد أدت الهجمات المستمرة على سفن الحاويات إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.
وفي الولايات المتحدة، أظهر أحدث استطلاع عن التصنيع أجراه معهد إدارة التوريدات، وصدر أيضاً، الخميس 1 فبراير/شباط، أنَّ أوقات تسليم الموردين انتعشت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام، في حين وصل مؤشر الأسعار المدفوعة إلى أعلى مستوى له منذ تسعة أشهر.
ومع ذلك، ارتفع مؤشر التصنيع الإجمالي إلى 49.1 في يناير/كانون الثاني من 47.1 في ديسمبر/كانون الأول؛ مما يشير إلى تراجع الانكماش في القطاع.