الإفقار والتبذير.. ثنائية ابن سلمان للحكم
في استمرار لثنائية الفقر والبذخ في آن، أعلنت شركة القدية للاستثمار السعودية، الجمعة، أنه سيتم بناء أول متنزه ترفيهي في العالم قائم على فكرة سلسلة القصص المصورة والأفلام وألعاب الفيديو “دراغون بول” في السعودية.
Table of Contents (Show / Hide)
وقالت الشركة في بيان صحفي، إن المتنزه، الذي يتمحور حول عالم شخصية لاعب الفنون القتالية جوكو الخيالية وأصدقائها، سيكون جزءا من مشروع القدية للاستثمار بالقرب من الرياض.
وسيضم المشروع المقام على مساحة 500 ألف متر مربع مساحات للتجول ومناطق جذب في سبع مناطق مستوحاة من سلسلة دراغون بول، إلى جانب فنادق ومطاعم.
في المقابل، عمد النظام السعودي على احتكار واردات الأعمال الخيرية في الشهر الصيام وحصرها لصالح منصة “إحسان” الحكومية. ودشن “ولاة الأمر” من آل سعود التبرعات باستعراض خيري، فتبرع سلمان بن عبد العزيز بـ 40 مليون ريال وإبته محمد بـ 30 مليون ريال من أموال الشعب.
وفي سياق متصل، كتب يوسف الأوسي على حسابه في منصة “إكس” “أول أمس صدر امر بصرف معونة شهر رمضان مجموعها الكلي 3 مليار ريال، تصرف كألف ريال لرب الأسرة و500 ريال للفرد الفقير وهي تصرف خصيصا لمستحقي الزكاة (الفقراء والمساكين) يبين الرقم ارتفاع كبير في نسبة الفقر في السعودية يتخطى ربع السعوديين! 26% مستحق للزكاة في عامي 2023-2024”.
ولفت إلى أن عدد مستحقي الزكاة ممن يحملون الجنسية السعودية في 2023 و 2024 “يناهز ال 5 مليون مواطن! أي ان من كل 4 مواطنين هناك بينهم فقير وهي النسبة الأعلى بفارق كبير عن باقي دول الخليج حيث تقل نسبة الفقر في الكويت والامارات وقطر عن 2% لكن في السعودية تزيد عن 25% تقرير الاسكوا 2021 يوم كانت النسبة حسب تقديرهم 13% فقراء سعوديون”.
وأضاف ” السبب في ارتفاع نسبة الفقر احصائيا جزء منه يرجع الى تخفيض عدد السعوديين احصائيا حسب آخر احصاء سكاني فبعد ان كان عدد السعوديين في 2021 = 21.6 مليون مواطن أصبح في 2022 = 18.8 مليون مواطن فيقل المقام، فارتفعت نسبة الفقر لكن الدلالة الاكبر هو زيادة مليار ريال بسبب زيادة عدد الفقراء.
وتابع “في عام 2022 كانت المعونة 2 مليار ريال في عامي 2023 و 2024 المعونة أصبحت 3 مليار ريال بسبب دخول حوالي مليون و200 ألف فقير في سجلات الضمان ليصبحوا من مستحقي الزكاة”.
في بلد يعيش على حقول النفط، وضمن رؤية اقتصادية من المفترض أن ترفع من مستوى رفاه الشعب نجد أن ظاهرة الفقر المدقِع باتت جلية للعيان في “السعوديّةِ”، رغم مزاعم محمد بن سلمان المتكررة عن اطلاق مُبادرات للحد منه. ورغم التكتم الشديد من قبل الدوائر الرسمية السعودية، حول الأرقام الدقيقة عن نسبة الفقر، الا أن تلك المناشدات عبر مواقع التواصل تشير إلى تفشي الآفة في المجتمع. يذكر أن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان فيليب ألستون تحدث خلال زيارته السعودية في أبريل 2017 عن مشاهدات صادمة. هذا وأكد “مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث” أنَّ “السعودية هي البلد الخليجي الوحيد الذي يقبع فيه المواطنون تحت خط الفقر”.
وكشَفت دراسة أنجزها المركز عن أنَّ “10 في المئة من المواطنين السعوديين يقبعون تحت خط الفقر فيما سجَّلت باقي الدول الخليجية نسبة صفر”. وأشارت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان إلى انعدام الشفافية في تعامل السعودية مع أرقام وحقائق الفقر في البلاد، مضيفة أنَّ مايُعزز غياب المعلومات هو انعدام أي دور للمجتمع المدني أو المنظمات لنقل الوقائع. ولفتت في اليوم الدولي للقضاءِ على الفقرِ تحت عنوان الكرامة للجميع، إلى أنَّ المؤشرات تُبيّن أنَّ نسبة الذين يعانون من الفقر في السعودية مرتفعة، موضحة أنَّ من المؤشرات لجوء الأفراد إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قضاياهم، حيث تمَّ رصد العديد من الحملات التي تُظهر انتشار الفقر والحاجة بشكل كبير. وتؤكد الأمم المتحدة أن الفقر وغياب المساواة ليستا قضيتين حتميتين، وأنهما نتاج ” لقرارات مقصودة أو تقاعس عن العمل مما أضعف الفئات الأشد فقرا وتهميشا في مجتمعاتنا وانتهك حقوقهم الأساسية”. يبدو ذلك جليّاً في حالة المملكة العربية السعودية، التي تسيطر فيها الجهات الرسمية على كافة المرافق الاقتصادية والاجتماعية، والتي أعلنت عن خطط تنموية شاملة تنضوي معظمها تحت رؤية 2030.
تنعدم الشفافية في تعامل “السعودية” في موضوع أرقام وحقائق الفقر، ويعزز غياب المعلومات انعدام أي دور للمجتمع المدني أو المنظمات التي من الممكن أن تنقل الوقائع. على الرغم من ذلك، تبيّن المؤشرات أن نسبة الذين يعانون من الفقر في “السعودية” لا زالت مرتفعة: ففي ظل القمع الشديد ومنع الأفراد من التعبير عن رأيهم، وانعدام وسائل الإعلام المستقلة، يجأ الأفراد إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قضاياهم، ويمكن رصد العديد من الحملات التي تظهر انتشار الفقر والحاجة بشكل كبير، حيث يعمل المؤثرون على وسائل التواصل على جمع التبرعات لمساعدة أشخاص بحاجة إلى علاج طبي أو سكن أو غيرها. ومؤخرا وبسبب ارتفاع أرقام المحتاجين، بدأت تظهر منصات خاصة من أجل تنظيم هذه الحملات.
المصدر: مرآة الجزيرة