تطوير متحور كورونا قاتل في مختبر بجامعة بوسطن يثير جدلا
استطاع علماء في جامعة بوسطن الأمريكية، تطوير سلالة جديدة قاتلة من فيروس كورونا في مختبر، الأمر الذي وصفه علماء بـ"اللعب بالنار".
Table of Contents (Show / Hide)
وبحسب ما نشر موقع "دايلي ميل" فقد استطاع الفريق تخليق هذا الفيروس بالجمع بين سلالة أوميكرون، ووهان الأصلية، ما نتج عنه سلالة قاتلة استطاعت القضاء على 80 من فئران الدراسة التي حقنت بها.
ولفت علماء بحسب الموقع إلى أن هذا الأمر يكشف عن خطورة استمرار التلاعب بالفيروسات، حتى في الولايات المتحدة، رغم المخاوف بأن بداية الوباء كانت بسبب ممارسات مماثلة.
ونقلت الصحيفة عن الكيميائي في جامعة روتجرز في نيو برونزويك، نيو جيرسي، الدكتور ريتشارد إبرايت قوله إنه "إذا أردنا تجنب جائحة جديدة ناتجة عن المختبرات، فمن الضروري تعزيز الإشراف على البحوث المعززة لمسببات الجائحة المحتملة".
من جانبها ردت الجامعة بأن البحوث تمت مراجعتها والموافقة عليها من قبل لجنة السلامة الحيوية، ولجنة بوسطن للسلامة العامة.
وقال متحدث باسم الجامعة بأن هذا البحث يعكس ويعزز نتائج أبحاث أخرى مماثلة أجرتها منظمات أخرى.
ولفت إلى أن البحث سيوفر منفعة عامة من خلال تقديم تدخلات علاجية أفضل وموجهة، للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل.
على جانب آخر، يعتقد أن الملايين حول العالم يعانون من كوفيد طويل الأمد، لكن ما زال الغموض يلف هذه الحالات رغم أن أبحاثا طرحت مؤخرا نظريات عدة عن أسبابها.
ويقدّر أن ما بين 10 و20 في المئة من الأشخاص الذين يصابون بكوفيد يعانون من أعراض تلازمهم مدة طويلة، أحيانا بعد شهور على التعافي من المرض، أبرزها الإرهاق ومشاكل في التنفس والتشوش الذهني.
ويقدّر "معهد المقاييس الصحية والتقييم" ومقره الولايات المتحدة بأن نحو 145 مليون شخص حول العالم عانوا من أحد هذه الأعراض على الأقل عامي 2020 و2021.
وفي أوروبا وحدها، عانى 17 مليون شخص من عارض كوفيد طويل الأمد لمدة ثلاثة شهور على الأقل بعد إصابتهم في تلك الفترة، بحسب نموذج وضعه "معهد المقاييس الصحية والتقييم" لمنظمة الصحة العالمية ونشر في وقت سابق هذا الشهر.
ويسابق الباحثون الوقت لمواكبة هذه التطورات، لكن المجموعة الكبيرة من الأعراض وعدم اتساقها يعقّدان الأمور.
وأفادت دراسة لكلية لندن الجامعية بأن أكثر من 200 عارض صحي مختلف عزي إلى كوفيد طويل الأمد حتى الآن.
وقال المنسق المعني بكوفيد طويل الأمد لدى الوكالة الفرنسية للأمراض المعدية الناشئة أوليفييه روبينو: "ليس ثمة أعراض تقتصر حقا على كوفيد طويل الأمد، لكن لديه سمات تتباين".
وأفاد لفرانس برس بأن "الإرهاق يبقى في الخلفية"، بينما "تتفاقم الأعراض على ما يبدو بعد أي جهد فكري أو جسدي، وتصبح أقل تكرارا مع مرور الوقت".
ويشير "معهد المقاييس الصحية والتقييم" إلى أمر واحد معروف هو أن الناس الذين كانت إصاباتهم في الأساس أكثر شدة، وبينهم أولئك الذين استدعت حالاتهم نقلهم إلى المستشفيات، هم الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد.
ويحاول الباحثون تعقّب عدة خيوط لتحديد السبب الدقيق وراء الحالة.
وخلصت دراسة نشرت في مجلة "الأمراض السريرية المعدية" في أيلول/سبتمبر إلى أن بروتين فيروس كورونا الشوكي، وهو المفتاح الذي يسمح له بالدخول في خلايا الجسم، كان ما زال موجودا لدى بعض المرضى بعد عام كامل من إصابتهم.
ويشير ذلك إلى بقاء مخزون فيروسي لدى بعض الأشخاص، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى التهاب يسفر بدوره عن أعراض طويلة الأمد تشبه أعراض كوفيد، بحسب باحثين.
إذا صحّت نظريتهم، سيكون من الممكن تطوير اختبار قادر على تحديد الشوكة، وهو أمر يقود إلى أحد أهم أهداف أبحاث كوفيد طويل الأمد: التوصل إلى طريقة واضحة يمكن عبرها تشخيص الحالة.
لكن لم تؤكد أبحاث أخرى نتائجهم بينما طرحت عدة أسباب مختلفة.
بيانات غير مؤكدة
وتفيد إحدى النظريات الأبرز بأن تلف الأنسجة الناجم عن إصابات كوفيد الشديدة يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي تستمر فترة طويلة.
وتشير أخرى إلى أن الإصابة الأولى تتسبب بتجلطات دموية دقيقة للغاية قد تكون مرتبطة بأعراض كوفيد طويلة الأمد.
لكن "بالنسبة لكل من هذه النظريات، فإن البيانات غير مؤكدة بعد"، بحسب روبينو.
وأضاف أنه على الأرجح "لم نجد سببا واحدا لتفسير كوفيد طويل الأمد".
وتابع: "الأسباب قد لا تكون حصرية. قد تكون مرتبطة أو متعاقبة في الفرد نفسه، أو مختلفة لدى مختلف الأفراد".
كما أنه ما زال التوصل إلى طريقة لعلاج هذه الحالة أمرا بعيد المنال.
وعلى مدى العام الماضي، وفر مستشفى "أوتيل-ديو" في باريس برنامجا علاجيا مدته نصف يوم للمرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد.
وقالت مديرة البرنامج الذي يطلق عليه "كاسبر" بريجيت رانك: "يلتقون اختصاصيا بالأمراض المعدية وطبيبا نفسيا ومن ثم طبيبا متخصصا في إعادة التأهيل الرياضي".
وتابعت: "من تجربة الفريق، يمكن إرجاع معظم الأعراض إلى متلازمات وظيفية جسدية". وهذه مجموعة اضطرابات مزمنة لا سبب واضح لها مثل الإرهاق المزمن والألم العضلي الليفي المتفشي.
وأوضحت رانك أنه يتم اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي ونهج نفسي للتعامل مع هذه الأعراض، من أجل علاج كوفيد طويل الأمد، إلى جانب النشاط الجسدي الخاضع للإشراف.
وقالت لفرانس برس: "يعاد المرضى بعد ثلاثة شهور. يتحسن معظمهم. يقول أكثر من نصفهم إنهم تعافوا.. لكن حوالي 15 في المئة لم يتحسنوا إطلاقا".
المصدر: عربي 21