هل تقر دول الخليج "الجرعة المحدثة" ضد كورونا؟
لا يزال فيروس كورونا ومتحوراته التي لا تتوقف تعيش بدول العالم والخليج العربي، مع استمرار شركات الأدوية بتصنيع اللقاحات المحدثة والتنشيطية لمواجهة المرض والتقليل من خطورته على صحة السكان والمرضى.
Table of Contents (Show / Hide)
ورغم رفع جميع دول الخليج العربي القيود التي فرضتها لمواجهة فيروس كورونا، خلال العامين الماضيين، فإنها لا تزال تدعو سكانها إلى اتخاد الإجراءات الصحية لمنع انتقال المرض لهم، إضافة إلى مواصلته تقديم جرعات تنشيطية ومعززة ضد الفيروس.
ولا تزال بعض دول الخليج تسجل إصابات بفيروس كورونا، ولكن بأعداد أقل بكثير من السابق، مع تراجع كبير للوفيات الناتجة عن الفيروس.
ويعد تحذير منظمة الصحة العالمية الذي أطلقته في يوليو الماضي، من أن الوباء "لم يقترب من نهايته" بعد بسبب انتشار متغيرات "أوميكرون" الفرعية، ورفع إجراءات السيطرة على الوباء، سبباً مهماً لضرورة الحصول على الجرعات المعززة والمحدثة.
جرعات تنشيطية
ويعكس حصول الرئيس الأمريكي جو بايدن، على جرعة من لقاح محدث ضد فيروس كورونا، ودعوته الأمريكيين إلى تلك الجرعة التنشيطية، خاصة كبار السن، أهمية الحصول على تلك الجرعة، والجدية حول استمرار خطورة فيروس كورونا.
ودعا بايدن مواطنيه خلال حصوله على جرعة محدثة من لقاحات كورونا (الأربعاء 26 أكتوبر الجاري) إلى الحصول على الجرعة التنشيطية بحلول نهاية أكتوبر، من أجل توفير الحماية خلال العطلات.
وأفاد البيت الأبيض، بأن 20 مليون شخص فقط في الولايات المتحدة تلقوا اللقاح المحدث، وحصل عليه واحد من بين كل 5 من كبار السن.
وبدأت الولايات المتحدة بطرح جرعات من لقاح كورونا المحدث، في سبتمبر الماضي، الذي يتعامل مع فيروس كورونا الأصلي ومتحوراته.
وإلى جانب الولايات المتحدة، وافقت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا، في أغسطس الماضي، على لقاح محدث من مودرنا ضد فيروس كورونا يستهدف متغير أوميكرون بالإضافة إلى الفيروس الأصلي.
وجاءت موافقة وكالة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية البريطانية على اللقاح المحدث بعد أن تبين أنه يلبي معايير المنظمة البريطانية للسلامة والجودة والفعالية.
ويعد اللقاح المحدث من "مودرنا" أول لقاح "ثنائي التكافؤ" ضد كورونا يعتمده المنظم البريطاني.
وأظهرت نتائج التجارب التي أجريت على 437 شخصاً أن اللقاح المحدث آمن ويوفر حماية مناعية أفضل ضد المتحورات الأحدث.
الطبيب المختص بالأمراض التنفسية الدكتور عبد الله حامد، يؤكد أن "اللقاحات المحدثة، أو الجرعات التنشيطية والمعززة، تعد ضرورة لتقليل نسبة خطورة فيروس كورونا، خاصة المتحورات التي تظهر منه بشكل مستمر".
ويقول حامد في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "العلماء يعلنون بين كل فترة متحورات جديدة من فيروس كورونا، وتكون أشد خطورة من التي سبقتها، لذلك من الضروري الحصول على جرعات ولقاحات محدثة".
ويوضح أن "الفترة القادمة، حيث يدخل موسم الشتاء تعد أرضاً خصبة لانتشار الانفلونزا الموسمية، ونزلات البرد، وكورونا، وهو ما يشكل خطراً على حياة فئات كبار السن، والمرضى، ومن لديهم مناعة ضعيفة لا تقوى على مواجهة الفيروس".
ويرى أن" الحكومات التي تستطيع تقديم الجرعات المحدثة أو التنشيطية من لقاحات فيروس كورونا التي تطرحها شركات الأدوية الموثوقة بها يجب عليها تقديمها للفئات الضعيفة من المجتمع حفاظاً عليهم، وتقليل معدلات الوفاة".
تحرك خليجي
السعودية أبرز الدول الخليجية التي وصل عدد الجرعات المقدمة لسكانها 67,979,420 مليون جرعة، أطلقت دعوات لسكانها إلى ضرورة الحصول على جرعات تنشيطية ومعززة ضد المتحورات الجديدة من فيروس كورونا.
وأطلقت هيئة الصحة العامة السعودية "وقاية" (الاثنين 24 أكتوبر الجاري)، تحذيرات من زيادة متوقعة لحالات الإصابة ببعض الأمراض التنفسية وفيروس كورونا، مع دخول فصل الشتاء.
وبينت "وقاية" أن المتحورات الفرعية لـ"أوميكرون BA5 و BA2" هي السائدة بنسبة تتجاوز 75% من العينات الإيجابية، ورصد متحور "XBB" في عدد محدود من العينات الإيجابية.
الكويت التي قدمت 7.5 مليون جرعة أيضاً، استقرت الجهات الصحية فيها على تقديم جرعة تنشيطية ثالثة، وفقاً لما أكدته وزارة الصحة، في سبتمبر الماضي.
قطر أيضاً التي تستضيف كأس العالم، وهو أكبر حدث جماهيري خلال نوفمبر القادم، حيث يتوقع أن يزورها أكثر من مليون شخص، أعلنت توفر جرعة تعزيزية رابعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وتوفر قطر، وفق بيان لوزارة الصحة فيها نشرته في يوليو الماضي، الجرعة الرابعة للأفراد بعمر 50 عاماً فما فوق.
وبلغ إجمالي عدد جرعات اللقاح ضد فيروس كورونا التي تم إعطاؤها لأفراد المجتمع في دولة قطر حتى كتابة هذه السطور، 7,584,559 جرعة، وفقاً لبيانات وزارة الصحة.
سلطنة عُمان التي قدمت لسكانها، 6.6 ملايين جرعة، أيضاً ذهبت إلى إعطاء سكانها الجرعة الثالثة أو التنشيطية مع رصد لحالات إصابة للمتحور الجديد أوميكرون.
وأعطت وزارة الصحة العُمانية الجرعة التنشيطية الثالثة لـ55 ألفاً و85 شخصاً بنسبة 2%، حتى نهاية ديسمبر الماضي.
وأكدت الوزارة أن الدراسات أثبتت أن الجرعة الثالثة تساعد في رفع مستوى المناعة، مضيفةً أنها تساعد في التصدي للسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.
البحرين التي قدمت 3.3 ملايين جرعة، أيضاً قدمت مبكراً جرعة ثالثة معززة للتطعيم المضاد ضد فيروس كورونا، وفقاً للفريق الوطني للتصدي لـ"كوفيد-19".
وحدد الفريق، وفق بيان له، في مايو 2021، الفئات التي يقدم لها الجرعة المعززة، وهم المواطنون والمقيمون من كبار السن البالغين من العمر 60 عاماً فما فوق، ومن يعانون من السمنة المفرطة وأمراض نقص المناعة، بالإضافة إلى العاملين في الصفوف الأمامية من الكوادر الطبية.
المصدر: عربي بوست