الدراسة وجدت أن النساء في سن تتراوح بين 45 و70 عاماً واللائي تربطهن علاقات قوية مع زملائهن في العمل، أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
الإصابة بالأمراض الشائعة
وتابع الباحثون بجامعة كوينزلاند 7.694 سيدة على مدار 20 سنة، وطلبوا منهن تقييم جودة علاقاتهن مع الزملاء والشركاء والعائلة والأصدقاء بصفة منتظمة.
وقارنوا ذلك بخطر إصابتهن بـ11 مرضاً شائعاً، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وهشاشة العظام، والسرطان.
وأكثر من نصف النساء، اللائي كانت أعمارهن تتراوح بين 45 و50 عاماً حين سجلن في الدراسة، أصبن باثنين على الأقل من هذه الأمراض خلال فترة الدراسة.
لكن من قلن إنهن "غير راضيات كلياً" عن علاقاتهن مع زملائهن في العمل كن أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض أكثر من اللائي قلن إنهن "راضيات جداً" بمرتين.
ورصد الباحثون نتائج مماثلة في أنواع أخرى من العلاقات، مثل العلاقات الجيدة مع أفراد الأسرة والزواج السعيد.
وظل هذا الرابط موجوداً حتى بعدما راجع العلماء عوامل أخرى محتملة، مثل الثروة، وحالة سن اليأس، وخيارات نمط الحياة.
أهمية العلاقات الاجتماعية
إلى ذلك، قال الباحثون إن قوة العلاقات الاجتماعية في منتصف العمر لا تقل أهمية للصحة عن عوامل الخطر الأخرى المعروفة مثل فقدان الوزن والتدخين وشرب الكحول.
وقالت الدراسة إن وجود شبكة مُرضية من الزملاء والأصدقاء يحافظ على النشاط البدني ويشجع الناس أيضاً على "المشاركة في خدمات الصحة الوقائية".
وحثت خبراء الصحة على تأكيد أهمية العلاقات الاجتماعية عند التخطيط لخفض معدلات الإصابة بالأمراض طويلة الأمد.
وكتب البروفيسور شاولين شو، الباحث الرئيسي بالدراسة، في مجلة General Psychiatry: "هذه النتائج التي توصلنا إليها لها آثار مهمة على تخفيف الأمراض المزمنة. أولاً، على المستوى الفردي، قد تساعد هذه النتائج في تنبيه النساء إلى ضرورة الحفاظ على علاقات اجتماعية متينة ومتنوعة في الفترة من منتصف إلى أوائل الشيخوخة".
شاولين شو أضاف: "وثانياً، على مستوى المجتمع، قد تكون العلاجات التي تركز على جودة العلاقات الاجتماعية فعالة في منع تطور الحالات المزمنة. وثالثاً، على مستوى البلد والعالم، ينبغي اعتبار الروابط الاجتماعية من أولويات الصحة العامة في الوقاية من الأمراض المزمنة وعلاجها".
وقال: "ورغم أن بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، خصصت وزارة للوحدة لتطوير استراتيجيات بخصوص العلاقات الاجتماعية والصحة، فاستراتيجيات الصحة العالمية لا تعتبر الروابط الاجتماعية الضعيفة عوامل خطر في الوقاية من الأمراض المزمنة ومكافحتها".
المصدر: عربي بوست