فمن بين جميع التقلبات غير المسبوقة في أسواق الأسهم والمال العالمية منذ تفشي جائحة فيروس “كورونا”، لم يكن أي منها أكثر إثارة للانهيار من انهيار يوم الاثنين في قطاع رئيس من تجارة النفط الأمريكية.
حيث استمر وباء فيروس “كورونا” في سحق مستويات الطلب العالمية، في الوقت الذي يرتفع فيه مخزون منشآت تخزين النفط الخام عبر الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار الذي أخذ النفط الخام إلى أرقام سلبية لأول مرة في التاريخ.
وبوتيرة سريعة تزايدت الكميات غير المسبوقة من المعروض النفطي، وهو ما أجهد بالفعل قدرة التخزين اللوجستي التي تكافح بالفعل في أنحاء العالم كافة، ولكن يتزايد كفاحها بالولايات المتحدة التي لم تعد صهاريجها تكفي لتخزين معروض النفط المتزايد، حتى إن بعض الشركات تدرس بناء مزارع صهاريج كبيرة لتخزين كميات كبيرة من النفط للبيع في وقت لاحق عندما تنتعش الأسعار.
وحتى قبل انخفاض يوم الاثنين 20 أبريل (نيسان) الجاري، كان هناك علامات ضعف في كل مكان؛ حيث عرض المشترون في تكساس ما لا يقل عن دولارين للبرميل خلال الأسبوع الذي سبق، لبعض عقود النفط. وفي آسيا، يحجم المصرفيون بشكل متزايد عن منح تجار السلع الائتمان للبقاء على قيد الحياة، مع تزايد مخاوف المقرضين من خطر حدوث عجز كارثي.
ومنذ بداية عام 2020، تراجعت أسعار النفط بعد التأثيرات المركبة لفيروس “كورونا” وانهيار اتفاق “أوبك+”، قبل أن يتم عقد اتفاق لاحق. ومع عدم وجود نهاية في الأفق لانتشار فيروس كورونا، واستمرار الإنتاج -حتى ولو بوتيرة أقل- في جميع أنحاء العالم، سيؤدي ذلك الى إشعال الحرب بين التجار الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى التخزين، ومن هم دون إمكانية التخزين.
المصدر: مركز مسبار للدراسات والبحوث