تختلف تسميته من دولة عربية إلى أخرى، حيث يسمى عند سكان شمال إفريقيا بالترفاس، في حين تطلق عليه بعض الدول الخليجية اسم "الفقع"، وقد تجده باسم "نبات الرعد" عند السودانيين، يوجد بكثرة في الصحراء الممتدة على طول الحدود الجنوبية لدول شمال إفريقيا، ويرتبط نموه ارتباطاً مباشراً بتساقط الأمطار على هذه المناطق.
لا يحتاج الترفاس إلى جهد بشري في زراعته، فهو ينمو وحده في فترات محددة من السنة، وبعد هطول الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد، حيث يعمل البرق على زيادة تركيز أكسيد النيتروجين في الهواء لتتحد مع قطرات المطر التي تسقط على الأرض، مُنبتة أنواعاً من الفطر؛ لذلك أخذ اسم "بنت الرعد" عند السودانيين.
ويأخذ الترفاس شكلاً كروياً ذا سطح أملس، ويختلف لونهُ من الأبيض إلى الأسود والأحمر حسب نوع التربة التي ينمو فيها.
وتتراوح حجم حبة واحدة من الترفاس من 30 إلى 900 غرام. كما ينمو الترفاس بعمق 5 إلى 15 سنتيمتراً تحت الأرض، وتجده بالقرب من أنواع النباتات الصحراوية، وأيضاً بالقرب من جذور الأشجار الضخمة كشجر البلوط.
يتم جمعه من طرف مختصين يتميزون بالمهارة، وذلك بنبش الأرض وإخراج الفطر بطريقة سليمة من تحت التربة؛ لأنّ خدش حبة الترفاس يتسبب في فقدانه جودته، كما أن رحلة البحث عن هذا الفطر النادر تدوم أياماً، وقد تمتد لأسابيع، مع قطع أميال طويلة من أجل جني كميات معتبرة منه.
ويتميز الترفاس أيضاً بسعره المرتفع في بعض الدّول، فمثلاً في السوق الجزائرية يتراوح سعر كيلوغرام واحد من هذا الفطر ما بين 100 إلى 300 دولار.
يعدُّ الترفاس مصدراً غذائياً كاملاً؛ إذ يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والبروتين والألياف، ويحتوي على كل من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، بالإضافة إلى المغذيات الدقيقة، مثل فيتامين سي والفوسفور والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والحديد.
كما أنه قد يكون مصدراً كاملاً للبروتين، حيث يوفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة التي يحتاجها جسم الإنسان. بالإضافة إلى أنّه يعدّ مصدراً مهماً لمضادات الأكسدة، ناهيك عن كونه يحتوي أيضاً على خصائص مضادة للميكروبات يمكن أن تساعد في تقليل نمو سلالات معينة من البكتيريا.
وتتعدد الفوائد الصحية لفطر الترفاس أو الكمأ، كونه علاجاً فعالاً لأمراض العينين، حيث يمنع تناول الترفاس من حدوث التليف للمرضى المصابين بمرض التراخوما الخاص بالأعين، ويساعد أيضاً على تقوية العظام وتخليصها من الهشاشة، كما أن له دوراً في مقاومة تكسر الأظافر وزيادة قوتها، ويحمي من الزهايمر أيضاً.
يتم تحضير الترفاس بعد أن يتم تنظيفه من الأتربة، وذلك بطبخه مع الماء والملح، كما يطبخ أيضاً مع أطباق أخرى مثل الكسكس والمعكرونة والحساء، وهناك من يشويه على النار بعد إضافة الزيت والبصل له.
المصدر: عربي بوست