وأوضحت المجلة أن إغلاق مؤسسة صحفية مستقلة، في معظم أنحاء العالم، كافٍ لكي يثير الغضب، ولكن ليس في الجزائر.
وتشير المجلة إلى الصحفي الجزائري "إحسان القاضي"، الذي اعتقل وأغلق الراديو الذي يديره على الإنترنت وقام الأمن بمصادرة هاتفه النقال وأجهزة الكمبيوتر.
وأكدت أنه لم يحضر سوى عدد قليل من الصحفيين للمؤتمر الصحفي الذي دعا إليه محاموه في 7 يناير/كانون الثاني الجاري.
وقالت ابنته "هينان القاضي": "لقد صدم الناس وشعروا بالخوف من الاعتقال وامتنعوا عن نشر خبره"، معتبرة أن الصحافة الجزائرية "إما تم تدجينها أو أجبرت على الإغلاق".
وترى الصحيفة أن الوضع هكذا في العقود الماضية، "فقد تحمل الحكام العرب الصحافة المستقلة بطريقة أو بأخرى. ورأى البعض منهم فيها شبكة أمان وطريقة للتعرف من خلالها على مواقف الرأي العام. وشددوا من القبضة على الصحفيين، لكنهم لم يملوا ما ينشرونه".
أما الآن، وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن 8 من 15 دولة تنتهك الحريات الصحفية هي من الشرق الأوسط، وهو عدد أعلى مما كان عليه قبل 20 عاماً.
تجارب بين الأمس واليوم
صحفي سعودي يتذكر سنوات التسعينات من القرن الماضي ويقول: "كتبنا عن صفقات السلاح الفاسدة، ودعم السكان المحليين للجهاديين، وقمع حقوق المرأة".
ويضيف صحفي مصري مجرب، متحسراً: "رجل مخابرات يقوم بالإشراف على عملك، ولهذا فعليك التكيف والكتابة عن مشاريع الزعيم الكبرى، جسوره وشوارعه".
ويبرر مسؤول الأمر بالقول: "لو كنت تعمل في مؤسسة حكومية فما عليك إلا أن تتبع الخط الرسمي".
إسكات وتوجيه
شرعت بعض الحكومات قوانين تحظر نشر الأخبار التي تؤثر على النظام الاجتماعي، كما قامت بمراقبة الصحفيين واختراق هواتفهم من خلال برمجية خبيثة، مثل بيجاسوس، النظام الإسرائيلي القادر على التنصت واختراق الهواتف النقالة.
وفي الصيف الماضي، أغلقت الإمارات صحيفة "الرؤية" المحلية وطردت محررها، وعدداً من الصحفيين العاملين فيها، عندما نشرت أخباراً حول أسعار المحروقات الرخيصة في عمان.
كما ألزمت مصر كل صحف البلاد، في عام 2019، بنشر 42 سطراً للإعلان عن وفاة "محمد مرسي"، الرئيس الذي أطاح به انقلاب عسكري في 2013.
وأخافَ مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في عام 2018 الكثير من الصحفيين الذين اختاروا الصمت، كما تقول منظمة حماية الصحفيين، وهي منظمة غير حكومية في نيويورك.
وتحت كل هذه الضغوط من الرقابة والملاحظات، تقول المجلة إن المحررين يقومون بنسخ ولصق البيانات الحكومية ونشرها كأخبار. ويشعر مذيعو التلفزة بالقلق من الانحراف عن الخط الرسمي وهم يقرأون نشرات الأخبار المرسلة إليهم.
المصدر: عربي بوست