وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: "أبلغنا الحكومة السعودية قلقنا حيال هذه الاتهامات.. نطالب السلطات السعودية بإجراء تحقيق معمق وشفاف، وبأن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، بحسب وكالة "فرانس برس".
واتهمت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، الإثنين، قوات حرس الحدود السعودية بقتل مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين، بينهم نساء وأطفال، خلال محاولتهم عبور الحدود اليمنية إلى المملكة بين مارس/آذار 2022 ويونيو/حزيران 2023.
وأضافت المنظمة أنها أجرت مقابلات مع 42 مهاجرًا وطالب لجوء إثيوبي، وحللت أكثر من 350 مقطع فيديو وصورة تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن صور الأقمار الصناعية.
وبناء على تلك المعطيات مجتمعة، قالت "هيومن رايتس" إنها وجدت أدلة على سقوط قتلى وجرحى على طول طرقات الهجرة وفي المخيمات والمرافق الطبية، فضلاً عن المدافن و"مباني توسعة البنية التحتية لأمن الحدود السعودية".
لكن مصدر حكومي سعودي فضل عدم كشف هويته قال لشبكة "CNN"، إن "المزاعم الواردة في تقرير هيومن رايتس ووتش حول إطلاق حرس الحدود السعودي النار على مهاجرين إثيوبيين أثناء عبورهم الحدود السعودية-اليمنية لا أساس لها ولا تستند إلى مصادر موثوق بها".
وعلى مدار عقود، حاول المهاجرون الإثيوبيون وطالبو اللجوء السفر عبر "الطريق الشرقي"، والذي يُمثل السفر عبره رحلة خطيرة من القرن الأفريقي، عبر خليج عدن، إلى اليمن على أمل الوصول في نهاية المطاف إلى المملكة العربية السعودية، حسبما ذكرت "هيومن رايتس ووتش".
وأدى اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022 بين الأطراف المتحاربة في منطقة تيجراي الشمالية في إثيوبيا إلى إنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
ولكن على الرغم من انخفاض وتيرة الانتهاكات، تقول جماعات حقوق الإنسان إن العنف استمر، وبعض المهاجرين الذين قابلتهم "هيومن رايتس ووتش" قالوا إنهم فروا بسبب النزاع الأخير.
واستمر العنف وانعدام الأمن في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك بمناطق أمهرة وأوروميا؛ مما أجبر المدنيين على الفرار.
على طول الطريق، يصل المهاجرون على متن سفن مكتظة وغير صالحة للإبحار من جيبوتي إلى الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يُفرزون من قبل المهربين وفقاً لعرقهم الإثيوبي لأغراض تتعلق باللغة ويحتفظون بهم في مخيمات في صعدة، شمالي اليمن، بالقرب من الحدود السعودية، حيث يحتجزون عشرات الآلاف من المهاجرين الآخرين في انتظار تهريبهم، حسبما ذكرت "هيومن رايتس ووتش".
وروى المهاجرون بعض التفاصيل عن أعمال الضرب والاعتداء الجنسي وطلب المال من قبل المهربين. وأفادت "رايتس ووتش" أن أولئك الذين لم يتمكنوا من دفع مبالغ مادية للمهربين تم نقلهم إلى مراكز الاحتجاز التي يديرها الحوثيون، حيث يقولون إنهم يتعرضون للإساءة والابتزاز.
وتسيطر جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، على محافظات يمنية بعضها محاذٍ للسعودية (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014، فيما تقود المملكة منذ مارس/ آذار من العام التالي تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين.
المصدر: الخليج اونلاين