بدورهم، قال مسؤولون بالهلال الأحمر الليبي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن نحو 10 آلاف شخص لا يزالون في عداد المفقودين.
وقال الهلال الأحمر الليبي، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي: "وفقًا للإحصاءات الأولية، فإن عدد المفقودين قد تجاوز العشرة آلاف شخص. نحن نعمل بكل قوتنا لتحديد موقع وإنقاذ أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأشخاص وإعادتهم سالمين".
وأضاف المنشور: "نحن نبذل أقصى جهودنا لإنقاذ الأشخاص المفقودين جراء السيول والفيضانات التي ضربت شرق البلاد".
درنة.. دمار تشيب له الرأس
ولا يزال البحر يقذف بالمزيد من الجثث، خاصة في درنة، ما يجعل عدد الوفيات المسجلة مرشحا للارتفاع باستمرار.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن فرق الطوارئ دعت إلى توفير المزيد من أكياس الجثث في ظل الأعداد الكبيرة للضحايا.
من جهته، صرح المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي بأن هناك تقديرات تشير إلى أن عدد ضحايا السيول في درنة تجاوز 7 آلاف، وفق ما نقلت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
ونقلت القناة عن أحمد امدورد نائب عميد بلدية درنة قوله إنه تم دفن 2200 جثة حتى الآن في المدينة وحدها.
وكان عدد سكان المدينة الساحلية يبلغ نحو 90 ألف نسمة قبل كارثة هذا الأسبوع.
وقالت مصلحة الطرق والجسور الليبية إن شبكة الطرق المنهارة في درنة تقدر بـ30 كيلومترا.
وأضافت أنه تم رصد انهيار 5 جسور عند مجرى الوادي بدرنة، كما أن المساحة التقديرية المتضررة في محيط الوادي تقدر بـ90 هكتارا.
وغطى الطين والركام شوارع درنة وهي ممتلئة أيضا بالمركبات المقلوبة، وأفاد شهود عيان أنه من بين المناطق الجغرافية العشر في المدينة، نجت ثلاث مناطق فقط من الفيضانات.
في الوقت نفسه، يقوم العشرات من الأشخاص وعمال الإغاثة بالبحث عن ناجين في درنة، ويخشى أن يكون العديد منهم محاصرين تحت المباني المنهارة.
ونقلت شبكة "بي بي سي" عن شاهد عيان ويدعى علي قوله: "الناس يسمعون صرخات الأطفال تحت الأرض، ولا يعرفون كيفية الوصول إليهم".
وأضاف: "يستخدم الناس المجارف لانتشال الجثث من تحت الأرض، كما يقومون بهذا بأيديهم أيضا. وهناك صور من المدينة لأشخاص يخرجون الجثث بأيديهم العارية".
في سياق متصل، نزح 3 آلاف شخص من البيضاء، وأكثر من ألفين من بنغازي ومدن أخرى إلى مناطق في الغرب.
صور صادمة
وأظهرت صور جوية متداولة حديثا حجم الدمار الذي لحق بمناطق محيت عن الخريطة بالكامل أو أجزاء منها خلال الفيضانات التي شهدتها ليبيا، لا سيما في درنة.
بدورها، بثت قناة "الوطنية" الليبية، صورا على منصات التواصل الاجتماعي، أظهرت كارثة حقيقية حلت بمدينة درنة، حيث الشوارع مدمرة والأشجار مقتلعة والمباني مدمرة، والناس يرفعون الأغطية عن الجثث الملقاة على الرصيف لمحاولة التعرف عليها.
الملك تشارلز يعزي
من ناحيته، أعرب الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، عن تعازيه لرئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى، إزاء سقوط ضحايا جراء العاصفة "دانيال" والفيضانات الناجمة عنها.
وقال الملك تشارلز، في برقية تعزية أرسلها للمنفي، حسبما أوردت قناة "سكاى نيوز" البريطانية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية، الخميس: "نشعر أنا وزوجتي بحزن شديد بسبب التأثير المدمر والخسائر في الأرواح الناجمة عن العاصفة دانيال والفيضانات اللاحقة.. نحن نشعر بالأسى لجميع من فقدوا أحباءهم، ونواصل الصلاة من أجل كل من تأثرت حياته ومصدر رزقه بسبب الفيضانات المروعة".
كما أعرب الملك تشارلز عن إعجابه الشديد بجميع المشاركين في جهود الإنقاذ في مثل هذه الظروف القاسية، مشيدا بشجاعتهم المتفانية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - في موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا) -إنه "لأمر صادم أن نرى حجم الخسائر والدمار الناجم عن الفيضانات في ليبيا"، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تعمل على تقديم مساعدات فورية إلى الشعب الليبي.
وتعاني ليبيا من الانقسام بين حكومتين متنافستين، حيث تعمل الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا من طرابلس في الغرب وأخرى منافسة في الشرق، ما يزيد من مهمة التدخل الدولي للإغاثة والإنقاذ، حيث تجاهل قائد الشرق الليبي خليفة حفتر عروضا بتقديم مساعدات من بعض القوى الدولية المساندة لحكومة طرابلس، وفق ما نقلت الشبكة البريطانية.
وبينما تعهدت الأمم المتحدة بدعم جهود الإغاثة، ويقول الصليب الأحمر إن فرقه تنشط على الأرض، قال علي إن الناجين من الكارثة حصلوا على الحد الأدنى فقط من الإمدادات.
المصدر: متابعات