وتضاربت الأنباء حول عدد الشهداء، في ظل استمرار توافد الضحايا على المستشفيات القريبة من جباليا، خاصة المستشفى الإندونيسي، وبينما قال مدير الأخيرة عاطف الكحلوت إن عدد الشهداء تخطى 50، أكدت مصادر أخرى وصول 100 شهيد، على الأقل، حتى كتابة هذه السطور، فيما قال ناشطون إن عدد الشهداء فقط قد يصل إلى 400.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن عدد الضحايا في مجزرة جباليا قد يكون الأكبر وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة المستشفى المعمداني، موضحا أن الاحتلال ارتكب أكثر من مجزرة في وقت متزامن، حسبما نقلت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
وكانت إحصائية الشهداء، قبل مجزرة جباليا، تشير إلى ارتقاء 8500 شهيدا، جلهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وأظهرت مشاهد نقلتها القناة عشرات الجثث أمام مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، مع عدم قدرته على استيعاب الجثامين القادمة من جباليا.
من جانبه، قالت عاطف الكحلوت، مدير مستشفي الإندونيسي، إن عدد شهداء مجزرة جباليا يتخطى 50 شهيدا حتى الآن ونحو 150 مصابا، مضيفا أن المستشفى لم يتمكن من إحصاء عدد الشهداء والمصابين حتى الآن والمتوقع أن يرتفع.
وتابع أن الإصابات مروعة بين بتر أطراف وحروق شديدة، مؤكدا أن الاحتلال يستخدم أسلحة غير معروفة ويبدو أنها محرمة دوليا؛ نظرا لتأثيرها الشديد على المصابين فضلا عن الدمار الذي تسببه.
الداخلية: 6 أطنان من القنابل
بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ألقى على الحي السكني المستهدف في جباليا 6 قنابل تزن كل واحد منها طنا كاملا؛ ما أدى إلى دمار واسع للحي الذي كان مكتظا بالسكان.
وقدرت الوزارة عدد ضحايا القصف بـ400، بما فيهم المصابين، الذين يعاني جزء كبير منهم من إصابات حرجة.
وتأتي مجزرة جباليا تزامنا مع تصعيد جيش الاحتلال من عملياته البرية على تخوم غزة، حيث عمقت آلياته توغلها داخل مناطق بشمالي ووسط القطاع، وسط معارك عنيفة مع المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام.
وقال المتحدث باسم الداخلية في غزة إياد البزم إن آليات الاحتلال موجودة في شارع صلاح الدين (شرق) على أطراف مدينة غزة، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (غرب)"، وفقا لما أوردته وكالة "الأناضول".
وأضاف أن "قوات الاحتلال دخلت أيضا إلى القطاع من منطقة شمال الغرب، وآلياتها موجودة حاليا بمنطقة الكرامة شمال مدينة غزة".
وأشار البزم إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أبادت مناطق سكنية كاملة شمال غرب قطاع غزة"، لافتا إلى أن "قوات الاحتلال تسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه".
يأتي ذلك فيما نشر الجيش الإسرائيلي فيديو لأمر الهجوم على قطاع غزة، الصادر عن قائد المنطقة الجنوبية، يارون فينكلمان، للقوات البرية العاملة في قطاع غزة.