ماذا قلن.. أسيرات فلسطينيات محررات يكشفن معاناتهن في سجون الاحتلال
عاش الفلسطينيون ليلة مفعمة بالفرح والدموع في استقبال 39 من الأسرى النساء والأطفال، الذين أفرجت سلطات الاحتلال عنهم، في أول أيام اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه قطر بين إسرائيل وحركة حماس.
Table of Contents (Show / Hide)
وعمّت الاحتفالات أرجاء المدن الفلسطينية من جنين ونابلس إلى القدس وبيت لحم وغيرها، حيث وزعت الحلوى وأطلق الشبان الألعاب النارية، بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع مظاهر الاحتفال.
ورددت الحشود هُتافات تحيي غزة وأهلها، كما هتفوا لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، حيث قال بعضهم "روّحت الحرة على الدار، يديم عزك يا سنوار".
وتعدّ هذه أول دفعة ضمن الاتفاق الذي يشمل إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والوقود إلى كل مناطق القطاع، خلال هدنة مدتها 4 أيام قابلة للتمديد.
ورغم هذه الفرحة، إلا أن الأسيرات تحدثن عن "ظروف بالغة التعقيد" عشناها وتعيشها أقرانهن الباقيات في سجون الاحتلال، لافتين إلى إن إدارات السجون تتعمد إذلالهن، وتمنع عنهم الطعام والشراب.
وكشفت الأسيرة المحررة مرح باكير، عن ظروف صعبة كانت تعيشها داخل سجون الاحتلال، فيما قال والدها إن الاحتلال أمرهم بعدم الاحتفال بخروجها.
وقالت مرح إبان الإفراج عنها الجمعة، إن "إدارة السجون الإسرائيلية كانت تتفنن في العقوبات ضدنا إضافة إلى الإهمال الطبي".
وكشفت عن أنها تعرضت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لـ"الضرب والغاز المسيل للدموع إلى جانب زميلاتها في السجن"، قبل أن يتم نقلها إلى معتقل الجلمة وعزلها في زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات من الزوايا كلها بما فيها دورات المياه، ما دفعها إلى الاحتجاج لدى إدارة السجون دون جدوى.
وتحدثت مرح عن معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات الإسرائيلية، وتعرضهن للضرب والغاز المسيل للدموع ومصادرة مقتنياتهن والأدوات التي تُستخدم في الحياة اليومية، إضافة إلى حرمانهن من الطعام وعدم احترام خصوصياتهن كنساء أولاً ومحجبات ثانياً.
وأشارت مرح التي كانت من ضمن 6 أسيرات مقدسيات تم الإفراج عنهن إلى جانب 12 من الضفة الغربية، إلى أن "تجربة السجن عموماً ليست هينة كما هو معروف، لأن إدارة السجون لا تتعامل مع الأسيرات بإنسانية، ولا تراعي مشاعرهن، ولا تهتم إلا بتنفيذ قراراتها وظلمها، وتحاول إذلالهن دون تردد".
وكشفت مرح عن أن الأسيرات اللواتي تم الإفراج عنهن، أجرين مقابلة مع ضابط من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أخبرهن فيها بضرورة احترام بعض الإجراءات، ومنها منع مظاهر الاحتفال واستخدام المكبرات أو رفع الأعلام، موضحة أن هذه الإجراءات كانت موثقة، ووقع عليها "كفيل" للأسيرات وهو فرد من المقربين لهن.
فيما وصفت الأسرية المحررة أسيل الطيطي، السجون الإسرائيلية في الوقت الحالي، بأنها أشبه بسجون "غوانتانامو"، في إشارة إلى السجون التي أنشأتها الولايات المتحدة في كوبا ونقلت إليها عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين لديها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وأضافت قائلة: "ظروفنا كانت مأساوية.. يتم عزل الأسيرات بشكل انفرادي، ويتم ضربهن".
وتابعت أسيل، التي قضت نحو عام واحد في قبضة سلطة السجون الإسرائيلية وغادرته دون أن يصدر بحقها أي حكم: "لم يبق لا تلفزيون ولا راديو ولا شيء.. جعلونا نعيش ظروفا صعبة جدا ولا نعرف أي شيء عن الخارج.. كنا نعيش في الغرف مع الجدران، معزولين عن كل الدنيا.. لا يسمح لنا بالخروج إلا إلى دورة المياه ربع ساعة فقط لا غير في اليوم".
فيما أوضحت الشابة نور الطاهر، التي قضت مدة حبسها في سجن الدامون، أن "أوضاع الأسيرات في غاية التعقيد"، وقالت: "هناك حملة تضييق كبيرة جدا على كل الأسيرات ويتم سلب كل شيء من الحقوق السابقة التي انتزعتها الأسيرات. لا يمكنني القول إلا أن الأوضاع مأساوية جدا، ولا يحتملها إنسان".
كما أضافت نور التي اعتقلت في سبتمبر/أيلول الماضي، أن "إدارات السجون الإسرائيلية رفضت إبلاغ أي من المعتقلات المنوي الإفراج عنهن".
وقالت إن ذلك يجعل الجميع في ظروف نفسية معقدة وصعبة في ظل غياب أي معلومات عن مجريات صفقة التبادل.
وتابعت وهي تقف في مشهد احتفالي في دوار شهداء نابلس: "تركنا وراءنا بنات كثيرات في السجن".
فيما استطرد الأسيرة المحررة تحرير أبوسرية: "فرحتنا منقوصة لأننا خرجنا بحرية غالية، وهي دم الشهداء في غزة، ولكن جراحهم جراحنا ووجعم وجعنا، الحمد لله أننا اليوم تنفسنا الحرية".
وتابعت أن أوضاع الأسيرات داخل السجون صعبة، وقالت: "أول أيام الحرب تعرضنا للتنكيل، كل من يمثل تنظيما سياسيا تم عزله، أنا تم عزلي 7 أيام، وياسمين شعبان تم عزلها 7 أيام، ومرح بكير تم عزلها من أول الحرب واليوم تم تحريرها".
أما الأسيرة المحررة ولاء طنجي، فقالت إن الأسيرات الفلسطينيات "عانين الجوع والعطش والضرب والإهانة في سجون إسرائيل خاصة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وأضافت: "منذ بداية الحرب، تنتهج إدارة السجون سياسة التنكيل بالأسرى، الأوضاع صعبة للغاية، عشنا أياما من الجوع والعطش، وتم ضربنا ورشنا بالغاز، وتوجيه الإهانات إلينا".
وتابعت: "نقول إن الفرحة كبيرة بتحرير كافة الأسيرات على يد المقاومة الفلسطينية".
وظهرت طنجي وهي من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، متوشحة براية حركة "الجهاد الإسلامي"، حاملة بين ذراعيها طفلا.
وأشارت إلى أن "إدارة السجون انتهجت تفتيش الأسيرات تفتيشا عاريا، وغالبية الأسيرات هُددن بالاغتصاب".
بينما قال أحد الأسرى الفسلطينيين القاصرين، المفرج عنهم، إن وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية "مأساوي وصعب للغاية ولا يمكن وصفه".
وأضاف الأسير البالغ 17 عاما، أن إدارة السجون تمنع الأسرى من التريض وتقوم بتجويعهم، مؤكدا أنهم معزولون بشكل كامل عن العالم.
وكشف أن إدارة السجن هددت الأسرى بأنها ستعيد اعتقالهم، إذا استقبلتهم أعداد كبيرة من المواطنين للاحتفال بالإفراج عنهم.
وبدأت، الجمعة، في قطاع غزة هدنة إنسانية تستمر 4 أيام، شرع الطرفين خلال اليوم الأول بإطلاق 13 إسرائيليا من غزة عبر معبر رفح، على أن تفرج إسرائيل بالتوازي عن 39 فلسطينيا من سجونها.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق سراح 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
المصدر: الخليج اونلاين