لمصلحة من يتم تدمير السعودية وهويتها.. “ميدل بيست على دماء غزة”
غضب واسع من تنظيم السعودية لما يسمى "مهرجان ميدل بيست" ضمن رؤية ابن سلمان، محذرين من أن "جيل كامل يتم مسخه وفرض الانحلال عليه" وترك القضايا المصيرية دون أدنى إحساس بها مثل القضية الفلسطينية وحرب غزة.
Table of Contents (Show / Hide)
تفاعل رواد منصات التواصل مع وسم بعنوان “ميدل بيست على دماء غزة” منددين عبره بالمهرجان الذي أقامته سلطات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن موسم الرياض والانحلال والخلاعة التي تواصل هيئة الترفيه الترويج لها، فيما حذر متابعون من أن جيلاً كاملاً يتم مسخه وفرض الانحلال عليه.
وأقيم مهرجان “ميدل بيست” أيام 14 و15 و16 كانون الأول/ديسمبر 2023، ويأتي ضمن فعاليات موسم الرياض، ويشارك فيه أكثر من 100 فنان DJ عالمي، مع عدد من الفنانين العرب وتقام فيه فعاليات يصفها متابعون بالمنحطة والتي تنعدم فيها أدنى ملامح التضامن أو حتى الإحساس مع ما يجري في المنطقة من حروب ومآسي.
وتتم في السعودية حاليا ما يصفه محللون بأكبر عملية إلهاء تشغل السعوديين عن حقيقة ما يحدث في البلاد من انتهاك لحقوق الإنسان، والتوجه بمستقبلها الاقتصادي والسياسي ووضعها الاجتماعي نحو هاوية يستحيل الخروج منها.
فمواسم ومهرجانات الترفيه التي تعم مدن المملكة ليست خطوات في طريق البناء والتنمية بقدر ما تمثله من تدمير ممنهج للإنسان، إذ تستهدف قيمه ومبادئه وتعطل قدراته في أن يكون فاعلاً ومؤثراً ومشاركاً في بناء بلاده.
وتفاعل الكاتب والإعلامي السوري أحمد دعدوش مع الوسم معلقاً على ما يجري في الرياض من مآسي أخلاقية كبيرة على الشعوب العربية قاطبة: “الرياض اليوم: رقص وتعري ومخدرات وخلاعة ومجاهرة بالمعاصي لتحدي كل من يحمل ذرة تعاطف مع غزة”.
الجيل السعودي في خطر عظيم!
واستذكر دعدوش الحال قبل سنوات قائلاً إن “الرياض قبل عشر سنوات: هيئة الأمر بالمعروف تستوقف أي شاب يمشي في السوق مع امرأة منتقبة بحجاب كامل للتأكد من كونها زوجته” منتقداً نهج سلطات بن سلمان التي تقود المجتمع نحو الرذيلة.
عضو منظمة العفو الدولية وسام العامري قال في تغريدة له على منصة إكس إن “المخاطر التي تلف السعودية من كل جهة وخصومها يستعدون لها جيداً، وعِوضاً عن الرد برفع الجاهزية والاستعداد وفرض التجنيد الإجباري وإلحاق الشباب بالعسكرية؛ يتم مسخهم وتزييف وعيهم وفرض الإباحية والانحلال والشذوذ عليهم”.
وضمن هذا السياق يواصل ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، استغباء شعبه والاستخفاف به، من خلال الترفيه للتغطية على سياساته القمعية والتدهور الاقتصادي بالبلاد.
الصليب فوق سماء الرياض!
وشاركت الناشطة نورة الحربي مقطع مصور قالت إنه من الرياض حيث ترفع السلطات السعودية الصليب فوق سماء المملكة متباهية به: “الرياض رفعت الصليب فوق سماءها في موسم الرياض يعني باي على الاسلام في ميدل بيست”.
كما كتبت الناشطة حنان العتيبي مشاركة في وسم “ميدل بيست على دماء غزة“: “في عالمٍ يعج بالصمت الدولي والعربي أمام مأساة غزة، ينكشف الضمير الميت والتفاقم الذي يعانيه الإنسان في وجه الأزمة الإنسانية الحادة.”
وتابعت:”تسيل الدماء يومًا بعد يوم في شوارع غزة، والعالم يتفرج كما لو كانت حياة الفلسطينيين لا تعني شيئًا”.
واعتبرت منظمات حقوقية فعاليات مواسم الترفيه في المدن السعودية، خصوصاً في العاصمة الرياض، محاولات لتجميل قُبح النظام السعودي، في ما يتعلق بواقع الحقوق الإنسانية المنتهكة، خصوصاً معتقلي الرأي.
حيث سبق أن أكدت منظمة سند الحقوقية أن فعاليات الترفيه أصبحت طقساً إلهائياً لصرف الأنظار عمّا يتزامن معها من الأحكام الجائرة بحق معتقلي الرأي، مشيرةً إلى أن عدد المهددين بالإعدام بات يصل إلى نحو 40 معتقلاً، موضحةً أن الأوضاع تزداد سوءاً في ظل الاعتقالات والقمع والتنكيل والأحكام التعسفية التي يصدرها إليها القضاء بحق معتقلي الرأي.
وغردت أم محمد أيضاً: “ابن سلمان يريد لشباب المملكة أن يكونوا بين مياعة ولهو وتصهــين، لا يريدهم أن يهتموا بأمر المسلمين ولا أن يكونوا أصحاب رأيٍ وفكر!”.
ونشر حساب “سماحة الشيخ” مقطع مصور يظهر مدى الرذالة التي تروج لها المملكة بين الشباب وعلق: “الفساد الذي ابتلى به الشباب والبنات كله بسبب سياسات محمد بن سلمان وذيله تركي ال الشيخ، فهم لا يريدون سوى ما يريده الغرب وامريكا”.
“رقص على الجراح”
كما نشرت أمينة الشرفي فيديو آخر مسلطة الضوء على ما يجري في غزة ومدى وقاحة نظام بن سلمان في عدم إيقاف أو تأجيل أي من فعاليات الترفيه والجنون كما يصفها متابعون.
وعلق الشرفي على المقطع: “الدماء تسيل في غزة، ولكن الحكومة السعودية تختار أن تكون غير مبالية وتُظهر تضامنًا مزيفًا. مهرجان ميدل بيست ليس سوى تشويه للقيم الإنسانية وتجاهل فاضح لحقوق الإنسان ومعاناة أهل غزة”.
وتوقع الكثير من العرب وحتى السعوديين أن يتم تأجيل فعاليات موسم الرياض نظرًا لما تمر به غزة من حرب وموت وحصار، إلا أن ما جرى بحسب العديد من المتابعين كان ولا يزال “رقصاً على الجراح دون أدنى مراعاة للمشاعر الإنسانية”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ذكرت في تقرير سابق لها أن الكثير من السعوديين يشكون في السر من أن الدفع الترفيهي يبدو كأنه إلهاء عن التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، والتحديات السياسية، والافتقار إلى حرية التعبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التغييرات تركت بعض السعوديين في حالة من الذهول، وجعلت البعض في حالة من الغضب، حيث لا يمكن التعرف على البلاد تقريباً للأجانب والمواطنين على حدٍ سواء، حسب نص تعبيرها.
المصدر: سعودي ليكس