أزالت الشرطة الألمانية الخيام وأبعدت المتظاهرين بالقوة وأغلقت المنطقة المحيطة لمنع وصول محتجين آخرين.
وأقام النشطاء المخيم في الثامن من أبريل/نيسان تزامناً مع بدء نظر محكمة العدل الدولية دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بسبب تقديم برلين مساعدات عسكرية لإسرائيل.
جارا نصار، الذي نظم المخيم، قال في تصريح لوكالة "رويتر": "الفكرة كانت لفت الانتباه إلى التواطؤ الألماني والتمكين النشط للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".
جلس نصار وعشرات المتظاهرين على الأرض وهم يرددون شعارات وأغنيات مؤيدة للفلسطينيين، بينما كانت الشرطة تطالبهم عبر مكبرات الصوت بالمغادرة.
في فرنسا أيضاً
في سياق المظاهرات ضد جرائم الاحتلال في غزة، ثار توتر أمام جامعة سيانس بو بالعاصمة الفرنسية باريس بسبب العدوان على غزة مع وصول "محتجين مؤيدين" للاحتلال لتحدي طلاب مؤيدين للفلسطينيين معتصمين داخل مبنى بالجامعة، فيما تدخلت الشرطة للفصل بين المجموعتين.
ويعتصم بعض الطلاب داخل مبنى في الجامعة منذ الليل، وردد الطلاب هتافات داعمة للفلسطينيين ورفعوا الأعلام الفلسطينية على النوافذ وفوق مدخل المبنى. ووضع عدد منهم الكوفية ذات اللونين الأسود والأبيض التي أصبحت رمزاً للتضامن مع غزة.
وطالب المحتجون إدارة الجامعة بإدانة تصرفات إسرائيل في ترديد لصوت احتجاجات مماثلة في جامعات أمريكية.
يقول هشام (22 عاماً) طالب الماجستير في حقوق الإنسان والدراسات الإنسانية بالجامعة: "حين نرى ما يحدث في الولايات المتحدة والآن في أستراليا نأمل حقا أن ينتشر ذلك هنا في فرنسا، فالعالم الأكاديمي لديه دور ليلعبه".
فيما قالت زوي طالبة الماجستير في الإدارة العامة بالجامعة والبالغة من العمر 20 عاماً: "نأمل أن ينتشر ذلك إلى كل الجامعات وخارجها.. لن نستسلم حتى تنتهي الإبادة الجماعية في غزة".
الحراك الطلابي يتسع
فقد أصبح الاعتصام الاحتجاجي الذي بدأه طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المقدمة للشركات التي تدعم الإبادة الجماعية في غزة، مصدر إلهام للطلاب في جميع أنحاء العالم.
وبدأ آلاف الطلاب في العديد من البلدان، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أستراليا، ومن فرنسا إلى مصر، مظاهرات في جامعاتهم تضامناً مع فلسطين وسكان قطاع غزة.
إلى جانب مطالبتهم إسرائيل بوقف هجماتها على قطاع غزة، يُصر الطلاب المتظاهرون على دعم دعوات وقف إطلاق النار في غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
في وقت سابق، زار رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، جامعة كولومبيا التي كانت بمثابة شرارة الاحتجاجات الجامعية في البلاد.
ووصف جونسون المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي بأنها "كراهية ومعاداة للسامية"، ودعا رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق إلى الاستقالة إذا لم تتمكن من إنهاء المظاهرات.
وقال جونسون إن الرئيس جو بايدن يجب أن يستخدم سلطته لتفعيل الحرس الوطني إذا لم تتم السيطرة على الاحتجاجات في الحرم الجامعي.
خلال الإدلاء بتصريحاته، تمت مقاطعة خطابه عبر صيحات الاستهجان من قِبل الطلاب المؤيدين لفلسطين.
ونفى الطلاب اليهود في جامعة كولومبيا تصريحات جونسون، وقالوا إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين لا تشكل تهديداً ولا تعتبر معادية للسامية.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: عربي بوست