وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن سلطات الجيش آثرت عدم التحدث علنا عن تورطها في قتل أولئك الأطفال، في حين أشار التحقيق -الذي عُرض أثناء جلسات مغلقة لقادة في جيش الاحتلال- إلى أن قتل الأطفال كان بنيران الجيش.
ووفقا للصحيفة، فإن جيش الاحتلال كان يزعم أن أولئك الأطفال قتلوا خطأ بصواريخ سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي).
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن تحقيقا للجيش في الحادث -الذي وقع في السابع من أغسطس/آب الجاري بمقبرة الفالوجة (شرقي جباليا)- خلُص إلى مقتل الأطفال الخمسة بغارة جوية إسرائيلية، خلافا للتقديرات الأولية لجيش الاحتلال التي رجحت أنهم قتلوا من إطلاق فاشل لصاروخ تابع لحركة الجهاد الإٍسلامي.
والشهداء الخمسة هم: جميل نجم الدين نجم (3 أعوام)، وجميل إيهاب نجم (13 عاما)، ومحمد صلاح نجم (16 عاما)، وحامد حيدر نجم (16 عاما)، ونظمي أبو كرش (15 عاما).
وحسب التحقيق العسكري الإسرائيلي، فإنه لم يتم رصد إطلاق أي صواريخ فلسطينية في هذه المنطقة، في حين كان سلاح الجو الإسرائيلي قد قصف أهدافا فيها في الوقت نفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة لطالما نفى تورط جيشه في قتل أولئك الأطفال.
دعوات للتحقيق
وفي أول تعليق له، طالب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفن بورغسدورف بتحقيق فوري وشفاف ومستقل بشأن ما حدث في غزة، خاصة قتل الأطفال ومحاسبة المسؤولين.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن الاتحاد الأوروبي لاعب سياسي وليس محكمة، وهناك أنظمة قضائية ومحاكم يجب تفعيلها بهذا الخصوص.
من جهته، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن المنظمات الدولية والإنسانية أصبحت أمام أدلة ساطعة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب استهدفت المدنيين والأطفال خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وأضاف أن تلك الأدلة تضع كل الهيئات أمام اختبار حقيقي يتمثل في إدانة ما وصفه بالإرهاب الذي تمارسه حكومة الاحتلال وجيشها وللشروع فورا في إجراءات ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم إعداماتها الميدانية.
وأضافت أنه رغم تأكيد قتل قوات الاحتلال الأطفال الخمسة بجباليا، فإن سلطات الاحتلال بمؤسساتها الرسمية تحاول التهرب من المسؤولية عن هذه الجريمة.
ولفتت الوزارة إلى أن قوات الاحتلال لم تتخذ أي إجراءات ضد من ارتكب الجريمة، ولم تكشف عن منفذيها ولم تعتقلهم أو تقدمهم للمحاكمة.
الرواية السابقة
وعقب المجزرة، زعم الجيش الإسرائيلي أن الأطفال قتلوا بسبب صاروخ غير فعال يتبع حركة الجهاد الإسلامي.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف في حينه مقطع فيديو قال إنه دليل على فشل الصاروخ، وأظهرت اللقطات إطلاق عدة صواريخ سقط أحدها باتجاه الأسفل، وزعم الجيش أن هذا الصاروخ انفجر داخل غزة.
وعلى مدار الفترة من الخامس وحتى السابع من أغسطس/آب الجاري، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة أسفرت -حسب وزارة الصحة الفلسطينية- عن مقتل 49 فلسطينيا -بينهم 17 طفلا و4 سيدات- و360 أصيبوا بجراح مختلفة.
المصدر: الجزيرة