من هو حارس المرمى الوحيد الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية؟
هناك مقولة شهيرة في عالم كرة القدم مفادها أن "حارس المرمى هو نصف الفريق". مقولة يمكن تجسيدها على حارس مرمى الاتحاد السوفييتي الشهير، الراحل ليف ياشين.
Table of Contents (Show / Hide)
ألقاب ياشين على الصعيد الدولي مع منتخب بلاده، ومع ناديه دينامو موسكو تتحدث عن نفسها، يُضاف إليها جائزة استثنائية لم يسبقه أحد إليها، ولم ينَلها أحد بعده من حراس المرمى، وهي الكرة الذهبية.
ياشين هو حارس المرمى الوحيد في تاريخ كرة القدم، الذي نال شرف حصد هذه الجائزة "المرموقة"، وكان ذلك في عام 1963، علماً أن عمر الجائزة 66 عاماً.
حارس المرمى الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية
وحظي الحارس السوفييتي المولود يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1929، بسمعة كروية كبيرة، بفضل ردود أفعاله المذهلة في التصدي للكرات، وطول ذراعيه ليحمل لقب "العنكبوت الأسود".
بالإضافة إلى ذلك، برع ياشين في التعامل مع الكرات العرضية المرسلة من الخصوم إلى داخل منطقة الجزاء، وكان من أوائل حراس المرمى الذين أبعدوا تلك الكرات بقبضة اليد بدلاً من التقاطها في بعض الأحيان.
وطوال مسيرته الاحترافية مع النادي والمنتخب، نجح ياشين في التصدي لأكثر من 150 ركلة جزاء، وهو رقم قياسي آخر وثقه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ووصف ياشين شعوره عند التصدي لكل ضربة جزاء أو ركلة ترجيح بتصريح شهير: "فرحة يوري غاغارين (رائد فضاء سوفييتي كان أول من يصل الفضاء الخارجي) وهو يحلق في الفضاء لا تلغيها سوى فرحة صد ركلة الجزاء".
وصعد ياشين إلى الفريق الأول لدينامو موسكو عام 1949، واستمر معه حتى اعتزاله كرة القدم، وكان ذلك في صيف عام 1971.
طوال هذه الفترة، تُوج ياشين مع دينامو موسكو بلقب الدوري في الاتحاد السوفييتي 5 مرات، وببطولة الكأس ثلاث مرات.
مسيرة ليف ياشين الرائعة
حظي ياشين بمسيرة رائعة أيضاً مع منتخب بلاده، حيث قاده للتتويج بلقب أول نسخة من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 1960) على حساب يوغسلافيا.
وقبلها بأربع سنوات، كان ياشين يعتلي منصة التتويج في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وحصد ذهبية كرة القدم في دورة ملبورن عام 1956، بعد الفوز على يوغسلافيا أيضاً.
وتكريماً لياشين، أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم اسمه على جائزة، يمنحها "فيفا" لأفضل حارس في بطولات كأس العالم بدءاً من مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994.
وكانت الجائزة الأولى من نصيب البلجيكي ميشيل برودهوم، بينما حصد الفرنسي فابيان بارتيز جائزة مونديال فرنسا.
وجاء الدور على الألماني أوليفر كان للفوز بالجائزة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، ثم الإيطالي جوانلويغي بوفون في مونديال ألمانيا 2006.
أما جائزة مونديال جنوب إفريقيا 2010، فذهبت إلى الإسباني إيكر كاسياس، ولكن تم تغيير اسم الجائزة حينها إلى القفاز الذهبي.
نصيب حراس المرمى من جائزة الكرة الذهبية
عند البحث في قائمة اللاعبين الفائزين بالكرة الذهبية، لن نجد إلا ياشين من بين حراس المرمى، وقد حصد الجائزة في نسختها الثامنة عام 1963.
ومنذ ذلك التاريخ، ترشّح خمسة حراس مرمى فقط إلى القائمة النهائية، وهم الإيطاليان دينو زوف وجانلويغي بوفون، وإيفو فيكتور من تشيكوسلوفاكيا، والألمانيان أوليفر كان ومانويل نوير.
وحل زوف في المركز الثاني خلف الهولندي يوهان كرويف عام 1973، أما فيكتور فأنهى السباق في المركز الثالث خلف فرانز بيكنباور وروب رينسينبرينك، وذلك عام 1976.
أما أوليفر كان فتواجد في المركز الثالث مرتين متتاليتين عامي 2001 و2002، بينما جاء بوفون ثانياً خلف مواطنه فابيو كانافارو عام 2006، ونوير ثالثاً بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في 2014.
وبعد انتقادات طالت "فرانس فوتبول" لعدم منحها الجائزة لحراس المرمى، وتفضيل جميع مراكز اللاعبين عليهم، أطلقت المجلة الفرنسية جائزتها الخاصة بهذا المركز الحساس، وذلك عام 2019، وأطلقت عليها اسم ياشين أيضاً.
وكان البرازيلي أليسون بيكر، حارس مرمى ليفربول، أول فائز بالجائزة عام 2019، بينما أُلغيت في العام التالي، بسبب جائحة فيروس كورونا.
وبعد عودتها عام 2021، تُوج بها الإيطالي جيانلويغي دوناروما، حارس مرمى باريس سان جيرمان، أما النسخة الأخيرة 2022، فحصدها البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد.
وعلى الرغم من فوز كورتوا بجائزة ياشين، إلا أنه اعتبرها اختراعاً من أجل إلهاء حراس المرمى عن التنافس على الكرة الذهبية، مبدياً عدم رضاه على تهميشهم.
وقال كورتوا، الذي لعب دوراً بارزاً في تتويج ريال مدريد بألقاب الدوري والسوبر الإسبانيين، ودوري أبطال أوروبا: "لم يكن بوسعي أن أحظى بموسم أفضل من هذا، كحارس لا يمكنك أن تفعل أكثر من الفوز بالدوري ودوري الأبطال".
وأضاف البلجيكي الذي حل سابعاً في الترتيب النهائي لاعبي الكرة الذهبية لعام 2022: "في العام الماضي، احتل الحارس دوناروما المركز العاشر، عندما قاد إيطاليا للتفوق على إنجلترا بركلات الترجيح، ولسوء الحظ عندما يأتي التصويت، يتم تجاهل حراس المرمى مع تفضيل المهاجمين".
وأتم: "من الواضح أنه يتم التقليل من أهمية حراس المرمى على الرغم من أننا نشارك في اللعبة كثيراً، وأحيانا نلعب مثل صانعي اللعب تقريباً، يبدو أن تسجيل الهدف أفضل من التصدي له".
المصدر: عربي بوست