انتقادات سياسية وحقوقية لمخطط السعودية لشراء تنظيم كأس العالم 2030
رصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، سلسلة انتقادات سياسية في اليونان ومن منظمات حقوقية دولية لمخطط المملكة العربية السعودية شراء تنظيم كأس العالم 2023.
Table of Contents (Show / Hide)
يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن السعودية عرضت على كل من اليونان ومصر التقدم في ملف مشترك لتنظيم كأس العالم على أن تستضيف المملكة 75% من مباريات البطولة مقابل تحمل الرياض تكاليف بناء الملاعب كرة القدم المخصصة للمنافسات الرياضية.
وردا على ذلك تعرض الحزب الحاكم في اليونان إلى انتقادات شديدة من أحزاب المعارضة باعتبارها تماهي مع بلد يملك ملفا حقوقيا سيئا وسجلا غير ديمقراطيا، في إشارة إلى السعودية.
ودعا الحزب المعارض اليوناني الأساسي سيريزا (ائتلاف اليسار الراديكالي) الحزب الحاكم، الديمقراطية الجديدة إلى كشف تفاصيل “الاتصالات الشخصية بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان” بشأن العرض المشترك لاستضافة كأس العالم.
وقال سيريزا في بيان إنه هناك “ضرورة أكبر لتقديم توضيحات” حول العرض المحتمل مع كل من السعودية ومصر، مضيفاً “نريد معرفة سبب منح اليونان الاسم التجاري القوي، لدولة أوروبية مرادفة للحرية والديمقراطية للمملكة العربية السعودية”.
وكانت صحيفة بوليتيكو كشفت أن السعودية الغنية بالنفط عرضت “تأمين تكاليف البنية التحتية لليونان ومصر كاملاً، للمساعدة في استضافة الحدث الرياضي الضخم في البلدان الثلاثة، لكنها في المقابل ستستضيف ثلاثة أرباع مباريات البطولة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العرض الذي تقدر كلفته بمليارات اليوروهات (خصوصاً لناحية تكاليف البناء) تمت مناقشته سراً خلال محادثة بين محمد بن سلمان وميتسوتاكيس في صيف 2022.
من جهتها نفت اليونان ما جاء في تقرير بوليتيكو لكنها لم تنف الاتصالات بين الأطراف الثلاثة.
وصرح نائب وزير الرياضة اليوناني ليفتيريس أفغيناكيس، بأن “تقرير بوليتيكو حول شراء السعودية اليونان من أجل استضافة كأس العالم 2030 مليء بالمعلومات غير الدقيقة…الاتصالات جارية بين البلدين ومصر، لكنها لا تزال في المراحل الأولى من استكشاف احتمالات تقديم عرض”.
وقال مسؤول يوناني آخر من وزارة الرياضة إن “المعلومات غير الدقيقة” التي تحدث عنها نائب وزير الرياضة، تختصر في مسألة أن ولي العهد محمد بن سلمان اقترح على رئيس الوزراء اليوناني، أن السعودية ستتحمل الأعباء المادية لاستضافة الحدث الرياضي.
ولم يحدد تقرير صحيفة بوليتيكو ما إذا كانت اليونان قد حسمت أمرها لقبول “العرض السعودية”، ولكنه يشير إلى أن البلدان الثلاثة تعمل على تقديم ملف مشترك لاستضافة كأس العالم 2030، الأمر الذي أدى إلى تعرض اليونان لانتقادات كبيرة.
ويقول التقرير إنه يصعب على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن يقبل تنظيم كأس عالم ثانٍ في الشرق الأوسط خلال 8 سنوات (بعد مونديال قطر 2022)، ومن هناك تأتي “فضائل العرض الذي تقوده السعودية، حيث سيتم تنظيم الكأس في ثلاث قارات مختلفة”.
وكان ائتلاف اليسار الراديكالي اليوناني سوّق -عندما كان يحكم البلاد- لفكرة تنظيم كأس عالم مع دول في البلقان، من أجل دعم الاستقرار في المنطقة، ويتساءل الحزب في البيان عن “الغرض والقيم والهدف من محاولة استضافة كأس العالم بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية”.
من جهته رفض الحزب الاشتراكي المعارض (باسوك) تقديم ملف مشترك بحسب ما أعلنه مسؤول كبير في الحزب سابقاً.
وقال مسؤول لم يكشف عن اسمه لبوليتيكو: “لا يمكن تنظيم أحداث مثل بطولة العالم لكرة القدم، والألعاب الأولمبية، إلا مع البلدان التي نتشارك معها مجموعة قيم مشتركة، ولدينا فهم مشترك للديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون”.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كشف وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، أن المملكة تدرس تقديم عرض مشترك مع مصر واليونان؛ لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030.
وبحسب تقرير صحيفة بوليتيكو فإن عرض السعودية الضخم لليونان بشأن استضافة مشتركة لكأس العالم، الذي سوف يغذي الانتقادات بأن المملكة تحاول بشكل فعال استخدام ثروتها الفلكية لشراء كأس العالم من خلال إنشاء تحالف عابر للقارات للاستفادة بذكاء من نظام التصويت.
وفي محاولة لإقناع أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، بمزايا العرض الذي تقوده السعودية، ستشهد البطولة المقترحة إقامة مباريات عبر ثلاث قارات، مما يوفر التوازن الجغرافي.
والمنافسون الرئيسيون للسعوديين هم عرض مشترك من إسبانيا والبرتغال وأوكرانيا من أوروبا، وعرض من أمريكا الجنوبية من الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وتشيلي.
يعود القرار بشأن من يستضيف كأس العالم 2030 إلى تصويت عام في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA” بأكمله، المؤلف من أكثر من 200 اتحاد عضو من جميع أنحاء العالم.
وإذا حشدت الدول الأفريقية التي اجتذبها الوجود المصري والاستثمار السعودي حول إفريقيا، خلف العرض، وفعلت الدول الآسيوية الشيء نفسه، بينما سحبت اليونان بعض الأصوات الأوروبية، فإن الاقتراح الذي تقوده السعودية سيحظى بفرصة قوية للفوز.
واعتبرت الصحيفة أنه سيكون تنظيم كأس العالم تتويجًا لاستراتيجية المملكة الطموحة للسيطرة على الأحداث الرياضية الكبرى. تشمل النجاحات الفوز بحقوق استضافة مباريات بطولة العالم للملاكمة وكرة القدم الأوروبية وسباق الفورمولا 1 للسيارات ، مع إنشاء جولة جولف خاصة بها.
كما اشترى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ناديًا إنكليزيًا بارزًا لكرة القدم، وستستضيف البلاد كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في عام 2027.
لكن رغبة السعودية في استضافة كأس العالم تتجاوز أسباب المكانة الرياضية، وفقًا لأحد الخبراء الإقليميين، إذ تحاول المملكة أن تضع نفسها كمركز أفريقي – آسيوي – مركز نظام عالمي جديد.
وقد أثارت الخطوة السعودية لاستضافة البطولة استياءً بين مراقبي حقوق الإنسان، الذين أشاروا إلى معاملة البلاد الوحشية للعمال المهاجرين ونشطاء الرأي.
وصرحت مينكي ووردن مديرة المبادرات العالمية في منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية أنه “لا ينبغي أن يُكافأ القمع السعودي بكأس العالم”.
المصدر: عربي 21