ومن المعلوم بالضرورة الذي يكاد يصل لحد البديهيات، ارتباط اليوغا بعقائد هندوسية بالأساس، وعلى الرغم من محاولات تلميعها وتقديمها كنوع من أنواع الرياضة، إلا أنها تبقى مرتبطة بجذورها الدينية الشركية.
وقبل أيام اختُتمت البطولة السعودية المفتوحة الثانية لليوغا التي نظّمتها وزارة الرياضة ولجنة اليوغا السعودية وبحضور القنصل الهندي العام في جدة.
ليس هذا فحسب، فالبطولة لرياضة اليوغا المرتبطة بعقائد هندوسية أُقيمت في مهبط التوحيد مكة المكرمة، وكأنها رسالة استفزاز وتحدٍ للمسلمين.
وقد احتفى الإعلام الهندي بإقامة بطولة اليوغا في المملكة، وأشاد بمشاركة متسابقين من المدينتين المقدستين مكة والمدينة مثنيًا على اعتراف السعودية باليوغا كنشاط رياضي مشروع، في إشارة لنجاح الاختراق الهندي لأهم بقاع المسلمين بمساعدة محمد بن سلمان.
ومنذ إنشاء اللجنة السعودية لليوغا في 2021، لاقت اهتمامًا حكوميًا غير مسبوق.
إذ شمل الترويج لليوغا أعلى المستويات بعد أن شغلت الأميرة مشاعل بنت فيصل آل سعود منصب نائب رئيس اللجنة السعودية لليوغا، بينما أخذ الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على عاتقه دعم اللجنة بكل الوسائل.
وفي محاولة لنشر اليوغا في المملكة، بدأت اللجنة السعودية نشاطاتها، فأقامت في ديسمبر 2022 البطولة الاولى لليوغا في جدة.
كما نظّمت أول مهرجان لرياضة اليوغا في المملكة على شاطئ مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمشاركة ما يقرب من 1000 من محبي رياضة اليوغا.
خطورة الأمر لا تربط بتأسيس لجنة اليوغا كنوع من الرياضة فحسب، بل محاولة نشرها ثقافيًا في المجتمع والترويح لها كوسيلة للعلاج والراحة النفسية.
ومن هنا انطلقت الماكينة الإعلامية الرسمية ومؤسسات الدولة المختلفة لترسيخ هذه القناعات لدى فئات المجتمع وإيهامهم بشعبيتها في المملكة.
وعلى خلاف باقي “الرياضات” بدأت اللجنة السعودية لليوغا بمحاولة نشر ثقافة اليوغا والترويج لها بين المواطنين وجعلها نمط حياة يومي، فاحتفلت بـاليوم العالمي لليوغا في يونيو الماضي بالتعاون مع وزارة الرياضة وأمانة عسير في مدينة أبها.
وأخطر ما في الأمر هو استهداف فئة الأطفال وتحبيب اليوغا لهم بنشاطات مختلفة، منها تنظيم اللجنة السعودية لليوغا ما سمّته “جلسة يوغا استرخائية” لأمهات أطفال السرطان والأمراض المزمنة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، أو عن طريق تسليط الضوء على الأطفال في وسائل الإعلام.
ولا يخفى المخاطر الأخلاقية التي تصاحب ممارسة اليوغا لكونها ذات طقوس مختلطة، منها أن المدربة امرأة، وقاعة التدريب مختلطة، حيث يستلقي الرجال والنساء على الأرض سويًا بجنب بعضهم.
ويرى مراقبون أن السلطات السعودية ترمي بكل ثقلها لنشر اليوغا في المملكة لخدمة أهداف خفية تقوم على إضفاء طقوس ذات جذور شركية على المجتمع المسلم العربي، وإتاحة المزيد من الوسائل للاختلاط بين الجنسين بملابس أقل ما يُقال عتها أنها ضيّقة تفصّل الأجساد.
المصدر: عربي 21