وأعلنت جامعة كامبريدج في بريطانيا وجامعتا هارفارد وشيكاغو بالولايات المتحدة و"المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا" في زيورخ السويسرية، عن تشكيل ما سموه "اتحاد الأصول" (Origins Federation).
جاءت المبادرة بقيادة العالم ديدييه كيلوز، الذي يعمل بجامعة كامبريدج والمعهد الفيدرالي السويسري، وشارك في اكتشاف أول كوكب خارجي يدور حول نجم غير شمسنا في تسعينيات القرن الماضي. وفي سياق الحديث عن المبادرة، قال كيلوز: "أرى أن الحياة جزء لا يتجزأ من قوانين فيزياء الكون".
قال العلماء المؤسسون للمبادرة إن إطلاق بعثات جديدة إلى المريخ وأقمار المشتري سيعزِّز عمليات البحث الطويلة الأمد عن حياة خارج كوكب الأرض، سواء كانت لميكروبات بسيطة التركيب أم لحضارات متقدمة. وأشاروا إلى أن البحث التكميلي سيعتني بأصول الظهور الغامض للحياة على الأرض نفسها.
قال كيلوز: "نحن نعيش لحظة غير عادية في التاريخ"، فقد توصل العلماء إلى أكثر من 5 آلاف كوكب خارج المجموعة الشمسية، وهم يعتقدون أن ملياراتٍ غيرها موجودة في مجرة درب التبانة وحدها، و"اكتشاف هذا العدد الكبير من الكواكب المختلفة عامل شديد التأثير في تغيير القواعد المعروفة لنا، فقد وجدنا تنوعاً كبيراً في أنظمة الكواكب، والكثير منها مختلف تماماً عن النظام الشمسي".
الميكروبات موجودة
تذهب إميلي ميتشل، عالمة الأحياء التطورية في كامبريدج، إلى أن الحياة البسيطة تنتشر عبر مجرتنا، بناءً على السرعة التي ظهرت بها الميكروبات على الأرض الفتية منذ نحو 4 مليارات سنة.
قالت ميتشل إن مختبرها "يُعنى بالبحث عن أدلة على الحياة خارج كوكب الأرض بالاعتماد على التطور الكيميائي الحيوي المبكر للميكروبات الأولى على الأرض"، و"نبدأ في استكشاف الكواكب الأخرى" في الوقت نفسه، إذ "يمكن أن تكشف البصمات الحيوية ما إذا كان أصل الحياة نفسها وتطورها على الأرض مجرد حادث سعيد وقع عرضاً أم جزء من الطبيعة الأساسية للكون، بكل تعقيداته البيولوجية والبيئية".
ومع ذلك، ترى هيذر غراهام، عالمة الأحياء الفلكية في مركز ناسا غودارد لرحلات الفضاء، أن اكتشاف الحياة خارج كوكب الأرض يُحتمل ألا يقوم على حدث واحد واضح، "فمن المستبعد أن نعلن اكتشاف الحياة خارج الأرض بناءً على شظايا منفردة من البيانات".
أما العالمة كيت آدمالا، من جامعة مينيسوتا الأمريكية، فتشارك بالبحث في أصول الحياة بالعمل على إنتاج خلايا تركيبية بسيطة في مختبرها، وقالت إن "الكيمياء تنزع إلى تكوين الحياة، لكن تكوين الحياة بتعقيداتها أمر أصعب. ومن ثم فإن البقاء حياً ضمن الأشكال المعقدة للحياة أمر شديد الصعوبة"، ولذلك ترى أن "الحضارات خارج الكوكب قد تميل إلى تدمير نفسها بتقنياتها المتقدمة".