فقبل أشهر قليلة، أطلقت شركة ميتا أول جولة من تسريح الموظفين بأعداد كبيرة. قالت الشركة الأم لموقع فيسبوك وموقع إنستغرام وتطبيق واتساب في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إنها ستسرِّح حوالي 11 ألف موظف، أي ما يعادل 13% من قوة الشركة.
تسريح العمالة في شركة ميتا المالكة لفيسبوك
الآن، ربما تتأهب الشركة لخفضٍ آخر في أعداد العمالة. أفاد موقع Business Insider بأن ثمة توقعاً شائعاً داخل الشركة بأن حوالي 10% من قوة العمالة -حوالي 7500 موظف- سوف يسرحون، ربما هذا الأسبوع. وفي فبراير/شباط 2023، قال زوكربيرغ إن عام 2023 سيكون "عام كفاءة" بالنسبة للشركة.
لن تكون شركة ميتا الوحيدة التي تخفِّض عدد العمالة لديها لأكثر من مرة في غضون مدة قصيرة. إذ تبلغ قوة العمل في تويتر الآن ربع ما كانت عليها عندما اشترى إيلون ماسك الشركة في العام الماضي، وبدأ في حملة لتسريح العمال.
إصلاح مشاكل الشركة من خلال خفض عدد الموظفين
يرى الرؤساء التنفيذيون أن تسريحات العمال تمثل خطوة سريعة لإصلاح مشكلات الشركة، لكن خفض العمالة قد يتسبب في ضرر دائم، بما في ذلك انخفاض الإنتاجية ومشاركة العمال، وقلة الابتكار. قال خبراء إدارة تحدثوا مع موقع Business Insider، إن جولات التسريح المتعددة تفاقم فحسب من هذه النتائج.
صحيحٌ أن دافع أي شركة وراء تسريحات العمال المتعددة ينبع في كثير من الأحيان من الرغبة في وضع المسؤوليات المالية الخاصة بالشركة أمام المستثمرين بشكل واضح تماماً، فقد تؤتي هذه الاستراتيجية بنتائج عكسية. بدلاً من ذلك، تبدو هذه الخطوة أقرب إلى عدم كفاءة إدارية، وذلك حسبما قالت دانا سامتر، مسؤولة الموارد البشرية التنفيذية السابقة التي تعمل حالياً أستاذة مساعدة في كلية غرازيديو لإدارة الأعمال والإدارة في جامعة ببرداين.
أوضحت: "الشركات تخوض سباقاً إلى القاع عن طريق محاولة إبهار حملة الأسهم ومجالس الإدارة، وإظهار مدى حرصهم على التكاليف. وحتى عندما يستجيب المستثمرون لإعلان تسريحات العمال بطريقة إيجابية، فإذا أرادت الشركة تنفيذها عدة مرات، فقد يكون هناك تساؤل يقول: (هل كانوا أكفاء في تحركهم؟)".
جولات كثيرة من تسريح الموظفين
تشير بيانات شركة Crunchbase إلى أنه ليس من الشائع أن تنفذ شركة ما عدة جولات من تسريحات العمالة. في العام الماضي، سرحت حوالي 9% من أصل 433 شركة تقنية تتعقبها Crunchbase، العمالة لديها لأكثر من مرة.
قال كيري سولكوفيتش، المدير الإداري في مجموعة Boswell Group، التي تقدم استشارات إلى الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة حول موضوعات الثقافة والأشخاص، إن ذلك الأمر ربما يُعزى إلى أن تسريح العمالة لعدة مرات يعد في العموم ممارسة سيئة. وأوضح في حديثه مع موقع Business Insider: "تنفيذ عمليات التسريح على مراحل ولأكثر من مرة يخلق انعدام استقرار".
أضاف: "عندما ينفذ رئيس تنفيذي هذه الخطوة، من المهم أن يوضح أن هذا قرار صعب، وأن يكون دفعة واحدة قدر المستطاع".
إذ إن الجولة الواحدة من عمليات تسريح العمال قد تترك صدعاً في الروح المعنوية للموظفين. لكن جولةً ثانيةً ستكون مدمرة. فعادةً يحزن الموظفون الذين نجوا من التسريح لفقدان زملائهم، ويشعرون بالذنب؛ لأنهم أُبقي عليهم في الشركة.
كذلك ثمة احتمالية أن يشعروا بمزيد من القلق حول أمانهم الوظيفي؛ فبدلاً من التركيز على العمل الذي لديهم، قد يلتفتون يميناً ويساراً من القلق، وهو أمر ليس جيداً لإنتاجيتهم واتزانهم العقلي، وذلك حسبما أوضح سولكوفيتش. وأضاف: "يتساءلون باستمرار: (هل هناك جولة أخرى؟ هل أنا التالي؟)".
المصدر: عربي بوست