الإعلام السعودي يهاجم أمريكا بعد تصريحات بايدن بشأن الرياض
سلّط الإعلام السعودي الضوء على نوايا الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخاذ إجراءات بشأن إعادة تقييم العلاقة مع الرياض، في أعقاب قرار مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط.
Table of Contents (Show / Hide)
وفي وقت سابق، قررت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والدول المنتجة للنفط المتحالفة معها "أوبك بلس"، اللتان تضمان السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يوميا، اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما اعتبرته إدارة بايدن انحياز "أوبك" لروسيا التي تشن حربا على أوكرانيا.
ولاحقا، توعد الرئيس الأمريكي بايدن السعودية بـ"عواقب لما فعلوه مع روسيا"، قائلا لشبكة "سي إن إن" إنه "يجب علينا، وأنا في خضم العملية - عندما يعود مجلس الشيوخ والنواب - ستكون هناك بعض العواقب لما فعلوه مع روسيا".
وعند سؤاله عن نوع العواقب التي ستواجهها المملكة رد بايدن بالقول: "لن أخوض في ما سآخذه في الاعتبار وما أفكر به. لكن ستكون هناك عواقب".
فيديو ابن سلمان
وفي السياق، أعاد الموقع الإلكتروني السعودي "سبق" نشر مقطع فيديو تداوله نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي لولي العهد محمد بن سلمان، أشار فيه إلى "مساهمة السعودية في قوة أمريكا".
ومقطع الفيديو هو جزء لمقابلة لابن سلمان قام بها منذ شهور، قال خلالها: "لك أن تتخيل لو أن الـ10 ملايين برميل نفط (الرخيص بتكلفة إنتاج من 3- 6 دولارات) ذهب عقدها إلى بريطانيا، لن تكون أمريكا بوضعها الحالي اليوم"، مؤكدا أنه "ليس هناك شك أن السعودية ساهمت في قوة أمريكا".
"الانتهازية الأمريكية"
أما صحيفة "الرياض"، فقالت في افتتاحية نسختها الورقية إن الحرب في أوكرانيا ليست أقل من زلزال ضرب بنية المجتمع الدولي، وبُنى السياسة التي استقرت لثلاثة عقود إثر آخر تحديثاتها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتموضع الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة، وقائدة للعالم.
واعتبرت أن "ما يجري الآن في العالم هو حالة سيولة غير مسبوقة، ومخاض عالمي عسير، يوحي بولادة نظام جديد يتعذر التنبؤ بملامحه، وهو نظام سيمس منطقتنا بلا شك، غير أن هذه المرحلة المبهمة لإعادة تشكيل العالم، تشهد دوراً فاعلاً للمملكة في إعادة رسم خريطة السياسة الدولية، مستندة إلى مكانتها المتعاظمة في العالم، وإلى أهميتها السياسية والاقتصادية".
وتابعت: "بدا هذا واضحاً في تموضع المملكة المدروس خلال الصراع المتصاعد بين روسيا والغرب على خلفيات الحرب في أوكرانيا، فقد أعلت المملكة من أهمية مصالحها بمنأى عن الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط، فيما كان الموقف السعودي محكوماً بمصلحة المملكة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على استقرار سوق النفط، وهي سياسة متوازنة وعادلة للجميع، على خلاف طريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمة الغاز في أوروبا ما دفع مسؤولين أوروبيين لمهاجمة الانتهازية الأمريكية".
وأضافت: "وسط قرع طبول الحرب في العالم، والتخويف من حرب نووية تقود لنهاية البشرية كما وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن الحقيقة أن العالم مقبل على شكل جديد لخارطة القوى العالمية، وربما ترشيد لتوسع السياسة الغربية ومحاولاتها التدخل في شؤون الدول الداخلية، أو فرض قيم وسياسات لا تناسب الجميع، ومما لا شك فيه أن المملكة باتت فاعلاً مؤثراً في السياسة الدولية، وتلعب دوراً حاسماً وحيوياً في تحديد ملامح هذا العالم الجديد".
"المراهقة الأمريكية"
من جهتها، نشرت صحيفة "عكاظ" مقال رأي للكاتب رامي الخليفة العلي قال فيه إن الولايات المتحدة تحولت إلى طفل مراهق يظهر أسباباً لا عقلانية لإدانة تجمع "أوبك بلس" وعلى الأخص السعودية.
وأشار الكاتب إلى أن "واشنطن لا تريد أن تفهم المنطق السعودي وهي تعطل لغة العقل في التعامل مع المصالح السعودية. ترى الإدارة الأمريكية أن على دول الأوبك وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أن تعمل لتحقيق المصالح الأمريكية بغض النظر عن مصالحها".
وأضاف: "تريد واشنطن زيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط والتسويق للإدارة الديمقراطية على أعتاب انتخابات التجديد النصفي، كما تريد إدارة بايدن أن تنخفض أسعار النفط حتى يضرب ذلك الاقتصاد الروسي، أما خطط التنمية في الدول المصدرة للنفط ونقص التمويل الذي يمكن أن يصيب برامجها الاقتصادية والاجتماعية، فهذا يقع في ذيل اهتمامات واشنطن".
واعتبر أن "العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية هي علاقة استراتيجية يجب أن تقوم على التفهم المشترك لمصالح كل طرف وأن تكف واشنطن عن التعامل كمراهق أهوج لا يرى إلا ذاته ومصالحه ويريد من الآخرين العمل على خدمتها بغض النظر عن مصالحهم".
"خلاف ديمقراطي بأمريكا"
أما صحيفة "الشرق الاوسط"، فتحدثت عن خلاف بين أعضاء الكونغرس الديمقراطيين بشأن مراجعة الولايات المتحدة لعلاقتها مع السعودية، حيث قالت إن النائب الديمقراطي الأمريكي، آدم سميث، حذّر من إطلاق تهديدات مبهمة وغير مفهومة ضد السعودية، وذلك في تعقيب على تصريحات جون كيربي.
وذكر كيربي أن الرئيس جو بايدن يعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتها مع الرياض، خاصة بعد قرار منظمة "أوبك+" بخفض الإنتاج.
كما انتقد النائب الديمقراطي عن ولاية واشنطن، سميث، تصريحات النائب الديمقراطي بوب مينينديز الذي دعا إلى تجميد الدعم العسكري للرياض، وقال: "إنه لا يوجد تعريف واضح لمعنى تجميد العلاقات، وما الذي يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة للحرب في أوكرانيا"، محذراً من اتخاذ أي خطوة سلبية تجاه السعودية، مما يدفعها إلى حلفاء آخرين.
وأضاف: "ذلك لا يلبي مصالح الولايات المتحدة؛ لأن العلاقات مع السعودية مهمة ومعقدة".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات بعض المحللين الأمريكيين الذين وصفوا قرار إدارة بايدن بـ"التخبط"، مشددين على أنها تحاول الخروج من الأزمات عبر إلقاء اللوم على أطراف أخرى.
وقالت "الشرق الأوسط" إنه "سبق أن ألقى بايدن اللوم لارتفاع أسعار الطاقة في الصيف الماضي إلى أكثر من 5 دولارات للغالون، على الرئيس الروسي، وعلى الحرب الروسية الأوكرانية، واليوم يوجه اللوم للسعودية، في محاولة لتشتيت الانتباه عن انتقادات لسياساته الاقتصادية، ودفع حزمة مساعدات مالية عالية في أعقاب تفشي وباء كورونا، إضافة إلى سياسات إلغاء الديون لطلبة الجامعات، وهو ما أثقل الميزانية الأمريكية، وأضاف أعباء جديدة على الوضع الاقتصادي مع الحرب الروسية الأوكرانية، ليرتفع الدين القومي الأمريكي لمستويات غير مسبوقة، متجاوزاً 31 تريليون دولار".
المصدر: عربي 21