وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن الحسيني توفي، صباح الأربعاء، "إثر إصابته بإنفلونزا حادة استدعت نقله إلى غرفة العناية الفائقة"، قبل ثمانية أيام.
وانتخب "الحسيني" نائبا عن دائرة بعلبك-الهرمل في منطقة البقاع (شرق) لخمس دورات متتالية أولها في العام 1972 حتى استقالته من البرلمان العام 2008 وسط انقسام سياسي عميق أدى إلى شلل مؤسساتي في لبنان. وأعلن في العام 2018 عزوفه عن خوض الاستحقاقات النيابية، ما شكل عمليا نهاية مسيرته السياسية.
وترأس مجلس النواب في خضم الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) بين العامين 1984 و1992.
وفي العام 1989، لعب دورا رئيسيا في التوصل الى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.
وينظر كثر إليه بوصفه "عراب" اتفاق الطائف وأبرز المدافعين عن استكمال تطبيقه. وصرّح مرارا أنه يحتفظ بمحاضر الجلسات التي عقدت في مدينة الطائف السعودية ولا يزال مضمونها سريا.
ويُعرف عن "الحسيني" رصانته ودبلوماسيته واعتدال مواقفه وابتعاده عن المناكفات التي طبعت المشهد السياسي في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية، وانعكست مرارا شللا في المؤسسات والعمل الحكومي.
ونعى رئيس حكومة تصريف الأعمال "نجيب ميقاتي" "الحسيني". وأعلن في مذكرة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، بدءا من اليوم الأربعاء.
وقال "ميقاتي" في بيان، إنه كان لدور الحسيني "الرائد في حقبة مؤتمر إتفاق الطائف فضل كبير في إقرار وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب اللبنانية".
وأضاف: "عُرف، بحسه الوطني وإدراكه العميق لخصوصية لبنان ودوره، كيف يؤمن التوازنات اللبنانية في صلب إصلاحات دستورية تشكّل ضمانة الاستقرار في لبنان".
شارك "الحسيني" في تأسيس حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إلى جانب الإمام موسى الصدر.
وإثر اختفاء الأخير، تولى الأمانة العامة للحركة بين العامين 1978 و1980، تاريخ انتخاب نبيه بري على رأس الحركة والذي خلفه لاحقا في رئاسة البرلمان منذ العام 1992.
ويتحدّر "الحسيني" المولود في العام 1937 وهو أب لستة أولاد، من بلدة شمسطار البقاعية، وهو حائز على دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة في العام 1963.
المصدر: أ ف ب