وقال دورسي، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن الصفقة السعودية الإيرانية وتموضع الصين بها يشير إلى تحولات نموذجية في دبلوماسية الشرق الأوسط.
ولفت إلى الأنباء التي تؤكد اقتراب تطبيع العلاقات بين البحرين وإيران، عقب الاتفاق بين الرياض وطهران، مضيفا أن مصر والأردن والمغرب قد تكون المحطة الثالثة في ملف التقارب مع إيران.
ويشير التحليل إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير يبرز نهجا جديدا في المنطقة يتمثل في إخفاء الدول لأنيابها وتجميد الخلافات، ما قد يشكل ضربة لآمال تكوين جبهة سعودية إماراتية إسرائيلية ضد إيران.
التطبيع مع إسرائيل
في الوقت نفسه، يبدو أن الاتفاق قد وضع "مفتاح ربط" في المناورات الجيوسياسية من قبل إسرائيل ومختلف الدول العربية، بما في ذلك السعودية، كما أنه قد يثير انقسامات جديدة ويثير غضب الانقسامات الموجودة، يقول دورسي.
كما قد يقوي الاتفاق من موقف الرياض "المعلن" في رفض إقامة علاقات مع إسرائيل دون وجود حل للقضية الفلسطينية.
ويطالب الكاتب بتوسيع النظرة فيما يخص آثار الاتفاق بين الرياض وطهران على ملف التطبيع الخليجي الإسرائيلي، لافتا إلى قرار الإمارات الأخير بتعليق شراء منظومات دفاعية من إسرائيل، فيما أرجعت أبوظبي قرارها إلى تضجرها من عدم قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السيطرة على حكومته اليمينية التي تدفع باتجاه تفجير الأوضاع في الداخل الفلسطيني.
وكان لافتا أن مسؤول الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، والذي تفاوض على الصفقة مع السعودية في بكين، كان في الإمارات، هذا الأسبوع، للقاء رئيسها الشيخ محمد بن زايد.
ولطالما كانت الإمارات في صدارة الدول المتقاربة مع إيران خلال الفترة الأخيرة.
ويقول الكاتب إن التحركات السعودية والإماراتية دفعت إفرايم هاليفي، الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، إلى التساؤل بصوت عالٍ عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أيضًا أن تتواصل مع إيران.
وقال هاليفي، في مقال في صحيفة "هآرتس" العبرية: "يجب أن تكون هذه هي اللحظة المناسبة لإسرائيل لتحليل الوضع، ومن بين أمور أخرى، لتحديد ما إذا كانت هذه هي اللحظة المناسبة لإطلاق تحقيق إيجابي دقيق للغاية في اتجاه طهران".
الانقسام السعودي الإماراتي
وينتقل الكاتب لفكرة أخرى، حيث يشير إلى أن التقارب السعودي الإيراني قد أدى، على ما يبدو، إلى تنشيط الانقسام الناشئ بين السعودية والإمارات، الحليفتان اللتان أصبحتا بشكل متزايد منافسين اقتصاديين وسياسيين.
ولفت إلى توجه الإمارات الأخير بتسريع تطبيع العلاقات مع قطر، والذي كان يسير بوتيرة بطيئة منذ اتفاق المصالحة الخليجية في العلا أوائل 2021، حيث سحبت أبوظبي محاولتها لاستضافة اجتماع 2026 للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وقالت إنها ستدعم قطر كمضيف محتمل بدلاً من ذلك، ورفعت الحجب عن مواقع إعلامية قطرية بارزة.
في الوقت نفسه، يبدو أن السعودية التي صنفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية مثل الإمارات، تعيد بحذر إحياء العلاقات مع شخصيات يُزعم أنها مرتبطة بالإخوان المسلمين، وفق الكاتب.
ويستشهد الكاتب بدعوة قيادات بالجالية الإسلامية البريطانية، تحوم حولهم اتهامات بإقامة صلات بجماعة الإخوان المسلمين، في وقت سابق من هذا الشهر لحضور مؤتمر لمدة يومين في لندن استضافه محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.