إنهاء الحرب في اليمن والتطبيع بين الرياض وطهران على جدول أعمالهما.. بايدن يرسل مستشارَيه للسعودية
كبير مستشاري الرئيس بايدن سافر لمنطقة الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، والمنسق الرئاسي الخاص لشؤون الطاقة الدولية والبنية التحتية آموس هوكستين، إلى السعودية لإجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين كبار، حسبما كشفت مصادر مطلعة على المسألة لموقع Axios الأمريكي.
Table of Contents (Show / Hide)
وجاءت هذه الزيارة بعد يومين فقط من محادثات أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ناقشا خلاله إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.
إذ قال البيت الأبيض في بيان إن "السيد سوليفان وولي العهد (الأمير محمد بن) سلمان ناقشا أيضاً التوجهات الأوسع نطاقاً لوقف التصعيد في المنطقة، بينما شددا على ضرورة الحفاظ على قوة ردع للتهديدات من إيران ومناطق أخرى. وأعاد السيد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس (جو) بايدن الثابت بضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي".
مستشارا بايدن في السعودية
ماكغورك وهوكستين هما أول من يزوران المملكة العربية السعودية منذ الأزمة التي اندلعت بين الدولتين بعد قرار بقيادة السعودية لخفض إنتاج النفط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتشير الزيارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين.
إذ أفادت وزارة الخارجية السعودية بأنَّ المسؤولين الأمريكيين وصلا إلى المملكة، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، حيث التقيا بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، وناقشوا سبل تعزيز التنسيق المشترك وخدمة مصالح الدولتين الصديقتين.
ووفقاً لمصدر على معرفة مباشرة برحلة المسؤولين، من المتوقع أن يناقش ماكغورك وهوكستين مع كبار المسؤولين السعوديين قضايا الأمن الإقليمي؛ مثل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن وعملية التطبيع بين السعودية وإيران.
فيما قال المصدر إنهم سيناقشون أيضاً التعاون الإقليمي، ومسائل البنية التحتية العالمية مثل تكنولوجيا شبكات الجيلين الخامس والسادس، والطاقة مثل إنتاج النفط.
قرار سعودي أغضب واشنطن!
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت السعودية وكبار منتجي النفط الآخرين خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو/أيار المقبل وحتى نهاية العام.
وقد تؤدي هذه الخطوة المفاجئة إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً، لكن على عكس شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يبدو أنَّ رد إدارة بايدن مدروس هذه المرة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، للصحفيين، إنَّ السعوديين أخطروا إدارة بايدن مسبقاً بالخطوة، وأكد أنَّ الولايات المتحدة "لا توافق" على القرار. وقبل رحلة ماكغورك وهوكستين، تحدث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، يوم الثلاثاء 11 أبريل/نيسان، عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واتفقا على "تسريع الاتصال بين فرق الأمن القومي السعودي والأمريكي".
يشار إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية متوترة منذ تولى بايدن منصبه، وعندما زار بايدن المملكة العربية السعودية في يوليو/تموز الماضي، بدا أنَّ كلا البلدين يحرزان تقدماً تدريجياً نحو تحسين العلاقات.
لكن في أكتوبر/تشرين الأول تصاعدت التوترات مرة أخرى عندما قاد السعوديون خطوة لخفض إنتاج النفط العالمي. ورأت الولايات المتحدة في هذه الخطوة انتهاكاً للتفاهم الذي توصلت إليه مع السعودية قبل زيارة بايدن للمملكة.
في ذلك الوقت، أعلن البيت الأبيض أنه "يعيد تقييم" العلاقات مع المملكة العربية السعودية وألغى اجتماعاً بشأن أمن الدفاع الصاروخي مع السعوديين ودول الخليج الأخرى.
وشهدت الأشهر الأخيرة تحسناً بطيئاً في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كان البيت الأبيض سعيداً بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى كييف، التي أعلن خلالها عن حزمة مساعدات لأوكرانيا؛ وهي خطوة دفعت إدارة بايدن من أجل تنفيذها، وتشمل علامات التحسن الأخرى اتفاقية بشأن تقنية الجيل الخامس بين البلدين وصفقة بوينغ بمليارات الدولارات أُعلِن عنها مؤخراً.
إضافة إلى ذلك، رحبت إدارة بايدن بالاتفاق بين السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية وعرضته على أنه خطوة تزامنت مع السياسة الأمريكية لخفض التصعيد الإقليمي والجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
صدمة أمريكية من السعودية!
وعقب إعلان عودة العلاقات بين المملكة وإيران، كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنَّ الولايات المتحدة تشعر "بالصدمة" من تحركات الرياض لاستعادة العلاقات مع إيران وسوريا ضمن سياسة المملكة الخارجية التي تزداد استقلالاً.
وسافر بيرنز إلى المملكة العربية السعودية، في وقت لم يكشف عنه هذا الأسبوع، لمناقشة التعاون الاستخباراتي مع السعوديين، وخلال الاجتماع أعرب عن إحباط واشنطن من استبعادها من التطورات الإقليمية.
وفي البداية، رحبت واشنطن بتشكك بالإعلان. وألقى مسؤول أمريكي كبير سابق، تحدث إلى موقع Middle East Eye أعلن النبأ، بظلال من الشك على صحة التقارير، بينما سعى مسؤول أمريكي بالإنابة للتقليل من أهمية هذه الانفراجة في العلاقات، موضحاً أنَّ الولايات المتحدة ستنتظر لترى تأثيرها.
وبجميع المقاييس، تبدو الرياض وطهران جادتين في دفع العلاقة إلى الأمام. ووفقاً لصحيفة The Wall Street Journal، قَبِل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة سعودية لزيارة المملكة، على الرغم من عدم تحديد موعد.
وتتعارض تصريحات بيرنز مع الرواية الرسمية الأمريكية بأنَّ السعودية أبقتها على اطلاع بمحادثاتها مع إيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية؛ إذ قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الشهر الماضي: "لقد أطلَعَنا السعوديون على هذه المحادثات التي كانوا يجرونها، تماماً كما نبقيهم على اطلاع على ارتباطاتنا".
وسارع المسؤولون الأمريكيون إلى الإشارة إلى أنهم دعموا علناً الحوار بين إيران والسعودية قبل وقت طويل من توسط بكين في التقارب.
المصدر: القدس العربي