وتقوم المؤامرة المذكورة على دعم ميليشيات قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي ومحاولة تفكيك الجيش السوداني الرسمي وتحويل السودان إلى قطاعات مفككة يسهل التحكم بها.
وعدد المفكر السوداني البارز تاج السر عثمان على حسابه في تويتر أبعاد الصراع المسلح الحاصل في السودان وهي:
أولاً: تحقيق مصالح أجنبية جيوسياسية، كالسيطرة على منطقة القرن الافريقي، وما يعنيه ذلك المجال الحيوي البالغ الأهمية من موانئ وسواحل وسيطرة على التجارة والملاحة الدوليتين، وعلى وجود القواعد الاجنبية.
ثانياً: تهديد الأمن القومي العربي من باب الأمن المائي لمصر والسودان، والتحكم به من خلال سد النهضة في اثيوبيا.
ثالثاً: السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية التي يزخر بها السودان والعمل على نهبها.
رابعاً: تحقيق مصالح مادية تتعلق بإنعاش العصابات والمافيات المعنية بتهريب الأسلحة والإتجار بالبشر وغيرها من خلال إشعال فتيل الفوضى.
خامساً: إضعاف أي دور استراتيجي عربي للسودان كقطر أساسي لدعم ونصرة قضايا الأمة العربية.
لذا تشهد هذه الآونة نشاطاً دولياً وإقليمياً باتجاهين رئيسيين، فمن هذه الدول من يدعم الاستقرار الحقيقي والصادق في السودان وذلك إدراكا منها لحجم وخطورة تداعيات الفوضى والاقتتال فيه على أمنها واستقرارها.
أما الاتجاه الآخر فإنه يمثل الدول والقوى العالمية والأطراف التي من مصلحتها تحقيق كل أو جزء من الأهداف أعلاه على حساب الشعب السوداني، لأن مثل هذه الدول تزدهر في ظل استمرار النزاع، ساعية الى عدم الاستقرار فيه ولا في الوطن العربي والقرن الإفريقي.
عربياً دعت جامعة الدول العربية وأقطار عربية منها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر الى وقف القتال و إنهاء التصعيد.
أما مصر فإنها تميل بطبيعة الحال إلى الجيش السوداني لأسباب متعددة لعل واحدا منها أنه يمثل المؤسسة الرسمية، باعتبار أن الدعم السريع هي ميليشيات مسلحة منفلتة
ولأن ميليشيات الدعم السريع تتمتع بعلاقات قوية مع إثيوبيا، لذا فإن وصولها السلطة في السودان قد ينجم عنه تأثيرات سلبية على الأمن القومي المائي لمصر بسبب سد النهضة في إثيوبيا. ولذلك أكدت مصر استعدادها للعب دور الوساطة للوصول إلى تهدئة في السودان
أما دولة الكيان الصهيوني فان أي فرصة تحول دون قيام نظام ديمقراطي هي الأفضل لها، لأن النظام الديمقراطي سيثير التوجه القومي التحرري للسودان في دعم وإسناد النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية
وأخيرا تمارس الإمارات بقصد أو بدون قصد دور الوكيل الإقليمي لتنفيذ هذه الأجندة المهددة للأمن القومي العربي مقابل إغرائها بتشغيل الموانئ وتسيير الحركة التجارية البحرية وربط تشغيل المرافق الدولية بإنعاش موانئ دبي وتعتقد أن وجود ميليشيا مرتهنة للدرهم يسهل لها التحكم بالنفوذ.
المصدر: امارات ليكس